أول مايو.. عيدنا

بيانات صحفية
الجمعة, مايو 1, 2020 - 10:08

أول مايو.. عيدنا

يأتى الأول من مايو ونحن تحت تهديد جائحة كورونا حيث يخوض العاملون في الأطقم الطبية تحدياً صعباً من أجل الإنسانية باذلين الجهد والعرق ومعرضين أنفسهم للخطر. وفى صالات الإنتاج، يعمل الآلاف من العمال لكى يأمنوا للمجتمع كافة احتياجاته من الأدوية والسلع الغذائية وأدوات الوقاية، والنظافة.

وفى ظل هذه الظروف الصعبة، نسمع أصوات كل همها الحفاظ على أرباحها، حتى لو جاءت على حساب الحق فى الحياة، لتكشف لنا الجائحة بكل سفور الوجه القبيح للرأسمالية.

تتوقع الكثير من الدراسات تدهور الأوضاع الاقتصادية تحت تأثير جائحة كورونا مما سيؤدى إلى تراجع معدلات التنمية وتعطل وتباطؤ الإنتاج فى الكثير من المنشآت الاقتصادية فى قطاعات كثيفة العمالة مثال السياحة والنسيج، كما ستشهد الفترة المقبلة عودة العديد من العاملين بدول الخليج على خلفية هبوط أسعار البترول. لقد كشفت الجائحة عن سوء أوضاع العمالة غير الرسمية وضرورة توفير الحماية الاجتماعية لها. وفى ظل تلك التحديات، تبرز أهمية دور النقابات والمنظمات العمالية فى الدفاع عن مصالح العمال وحماية حقوقهم، والحاجة الملحة لتفعيل حوار اجتماعى تشارك فيه كافة الأطراف (النقابات وممثلو رجال الأعمال والأحزاب ومنظمات المجتمع المدني) لوضع رؤية شاملة لمواجهة التداعيات الاقتصادية والاجتماعية التى تواجه المجتمع، رؤية تنتصر للعدالة الاجتماعية والحق فى التنظيم والحق فى التعبير.

لقد فرضت علينا الجائحة إلغاء الاحتفالات بعيد العمال ولكن علينا أكثر من أى وقت أن نتمسك بقيم الحركة العمالية قيم التضامن العمالى لمواجهة الآثار الاقتصادية والاجتماعية لجائحة كورونا. علينا أن نتمسك بحق العمال فى إنشاء نقاباتهم بحرية، نقابات تعبر عنهم وتدافع عن مصالحهم فى مواجهة نظام رأسمالى احتكرت فيه حفنة قليلة الثروة فى حين يعانى مئات الملايين من البشر من الفقر والجوع والمرض.

رغم كل هذه التحديات والصعوبات التى تواجهنا سيبقى الأول من مايو يوم العمال، يوم ترتفع فيه رايات العمال. سيبقى الأول من مايو عيدنا.

 

دار الخدمات النقابية والعمالية

أول مايو 2020

إضافة تعليق جديد