أزمات يونيفيرسال عرض مستمر

الإدارة تبيع المصانع .. والعمال

لا تكاد تمر أشهر إلا وتتجدد أزمات شركة يونيفيرسال لصناعة الأجهزة الكهربائية فبعد أزمات متتالية وتهرب صاحب الشركة يسري عبد العال قطب من الوفاء بحقوق العمال المالية وأجورهم الشهرية التي دأبت الإدارة على عدم صرفها لعمال المجموعة والبالغ عددهم قرابة الثلاثة آلاف عامل، ومع تراجعه عن اتفاقية العمل الجماعية التي وقعها بمكتب وزير العمل في أكتوبر 2022، تصاعدت الاحتجاجات العمالية للعاملين بالمجموعة بعد تراكم مستحقاتهم المالية منذ عام 2020 – وذلك رغم تصدير أغلب منتجات الشركة إلى العديد من الدول منها الجزائر والعراق وليبيا والكويت والبحرين وغيرها – وإدعاء الإدارة بتعثر الشركة ومرورها بضائقة مالية .

عادت أزمات يونيفيرسال إلى الظهور مرة أخرى إلى سطح الأحداث هذه المرة من خلال بيع شركات المجموعة والرغبة في تسريح العمال دون حصولهم على أى مستحقات مالية.

ووفقا للعاملين فإن صاحب الشركة قد قام ببيع مصنع السخانات المنزلية والذي يعمل فيه ما بين 400 إلى 500 عامل إلى شركة أريستون الإيطالية مقابل مبلغ يقدر ب 2 مليار جنيه وطلب من العمال تقديم استقالات من العمل لإجراء تعاقدات جديدة بينهم وبين المالك الجديد (الشركة الايطالية). غير أن عمال المصنع رفضوا العرض وطالبوا الإدارة بدفع تعويض بقيمة شهرين عن كل سنة خدمة وفقا لنص القانون حتى يقوموا بتقديم استقالاتهم غير أن الإدارة ممثلة في العضو المنتدب للشركة رفضت ذلك رفضا قاطعا وجددت مطالبها للعمال بتقديم استقالاتهم.

ومن جانبهم رفض العمال مطلب الإدارة ودخلوا في اضراب عن العمل منذ يوم الأحد 4 فبراير متمسكين بمطالبهم بالحصول على مكافأة نهاية خدمة قدرها شهرين عن كل سنة أمضوها في العمل بالشركة وفقا للقانون.

وأشار بعض العاملين إلى أن مالك المجموعة يسعى إلى تصفية الشركة عن طريق البيع وقد قام ببيع مصنع الغسالات ومجموعة المخازن قبل أن يبيع مصنع السخانات تمهيدا لبيع كافة أصول الشركة والتخارج من السوق والتنصل من حقوق العمال لديه سواء المتأخرات أو التعويضات عن سنوات الخدمة.

وأكد بعض العاملين أن متوسط سنوات الخدمة للعاملين لا تتجاوز العشر سنوات بينما يبلغ متوسط الأجور للعاملين مايقارب 2500 جنيه. وهو ما يعني أن مبالغ التعويض للعمال لن تكون فوق قدرة المالك باعتبار أنه قد تقاضى ثمنا لمصنع السخانات يقدر بنحو 2 مليار جنيه!

وكان العمال بالمجموعة قد تعرضوا خلال السنوات القليلة الماضية إلى انتهاكات جسيمة من قبل الإدارة فيما يتعلق بصرف الأجور والحوافز حيث كانت قد بلغت المتأخرات المستحقة للعاملين عدة أشهر من شامل الأجور، حيث كان يقوم صاحب العمل بصرف الأجور الشهرية على خمس أو ست دفعات ولا يتم الالتزام بصرفها خلال الشهر وهو ما أدى إلى تراكم الأجور المتأخرة. بالإضافة إلى 50 شهرا من الحوافز وما يقارب الأربعين شهرا من بدل طبيعة العمل. وهو الأمر الذي أدى إلى انتحار عامل ومحاولة ثلاثة آخرين الانتحار غير أن زملاءهم نجحوا في انقاذهم من الموت .

وتساءل العاملون عن استمرار أزماتهم دون تدخل حاسم من الجهات المعنية لوقف الانتهاك المستمر لحقوقهم من قبل صاحب العمل وإدارة المجموعة خاصة في ظل هذه الظروف الاقتصادية السيئة والغلاء المتتالي وسوء وتدني الأوضاع المعيشية للعمال وأسرهم بشكل غير مسبوق فضلا عن ممارسات صاحب العمل الذي لا يحترم اتفاقا ولا يعتد بقانون ولايلتزم بأبسط حقوق العمال .

إن دار الخدمات النقابية والعمالية إذ تعلن تضامنها الكامل مع مطالب عمال شركة يونيفيرسال المشروعة فإنها تطالب وزارة العمل بضرورة التدخل لتطبيق اتفاقية العمل الجماعية التي وقعها صاحب الشركة مع العمال والعمل على تطبيق القانون ووقف مسلسل انتهاك حقوقهم الذي تعددت حلقاته دون رادع أو ضابط. وكذا تطالب كافة القوى الحية في المجتمع بالتضامن مع عمال يونيفيرسال فيما يتعرضون له من انتهاكات.