العدد 2 من مجلة كلام صنايعية ( نوفمبر 1998 )

 

26نقابـــــات                                    كلام صنايعيـــــة                                 نوفمبر 1998


 

 

جمعية عمومية حقيقية

..لنقابة عمال فعلية

 

شهد الشهران الماضيان دورات الانعقاد العادية لبعض الجمعيات العمومية للنقابات العامة  .. بينما يستعد الاتحاد العام لدورة جمعيته العمومية المقبلة فى منتصف ديسمبر.

.. والمُفترض أن الجمعية العمومية هى صاحبة السلطة العليا فى التنظيم النقابى بل وفى أى تنظيم ديمقراطى فهى من تنتخب مجلس إدارته .. ومن هنا تملك حق مراقبة أعماله  ، واعتماد ميزانيته ، ثم حق تجديد الثقة فيه ، أو سحبها منه ، أو من بعض أعضائه.

.. وحتى يمكن للجمعية العمومية أن تقوم بدورها لابد لها من توافر عدد من الشروط لعل أهمها على الإطلاق هو أن تكون هذه الجمعية العمومية منتخبة انتخاباً حراً ومباشراً من قاعدتها العمالية .. كما ينبغى أن تتوفر لأعضائها القدرة على ممارسة دورهم دون أية قيود ، وأن تدار اجتماعاتها بطريقة ديمقراطية تتيح لها الفرصة أمام ممارسة كامل صلاحياتها .. وأخيراً فإن أية قر ارات تتخذها الجمعية مهما بلغ من أمرها تصبح غير ذات شأن ما لم تكن ملزمة لمجلس إدارتها تحتكم إليها أعماله ، وتتم محاسبته عليها فى الدورة القادمة.

.. ودائماً ما تثير دورات الانعقاد الجديدة للجمعيات العمومية نفس التساؤلات  التى تقفز مجدداً.. هل يمكن للجمعيات العمومية أن تقوم بهذا الدور ؟ وهل تتمتع فعلاً بكامل صلاحياتها ؟ - على الأخص- إذا أخذنا فى الاعتبار أن معظمها لم تمارس أول حقوقها بانتخاب مجالس إدارتها ذلك أن ثمانية عشر مجلساً من مجالس إدارات النقابات العامة الثلاثة والعشرين قد تشكلوا بالتزكية .

.. غير أن التساؤل الأجدر بالاعتبار .. هو ..أين الجمعية العمومية الأولى .. الأصيلة .. الجمعية العمومية المصنعية التى ينحسر دورها فى انتخاب مجلس إدارة النقابة كل خمس سنوات ..ثم تغيب عن الوجود .. بغير دورة انعقاد..بغير صلاحيات.. بغير حق فى محاسبة من انتخبتهم أو مراقبة أعمــــــالهم ، أو سحب الثقة منهم ،أو حتى تجديدها فيهم .. حتى وصل الأمر إلى نزع الصفة النقابية عن أعضائها الذين عادة ما تُشهر فى وجه أىِ منهم لدى ممارسة حقوقه النقابية عبارة " أنت غير نقابى" .. .. فهل يمكن لهرم أن يستقر على غير قاعدته .. هل يمكن أن يوجد فى الواقع هرم مقلوب أو معلق فى الهواء ؟

الجمعية العمومية للصناعات الكيماوية

 

 

في العاشرة من صباح يوم الخميس 1/10/98 عقدت النقابة العامة للعاملين بالكيماويات جمعيتها العمومية برئاسة إبراهيم الأزهري رئيس النقابة العامة وحضور 278 نقابي من أعضاء الجمعية العمومية .

وفى ختام أعمالها طالبت الجمعية العمومية الحكومة بالتدخل لحل مشاكل العمل والعاملين في الصناعات الكيماوية والتي حددتها الجمعية العمومية في المشاكل التالية :-

 

أولاً : المشاكل الاقتصادية

< >مشكلة الإغراق في بعض المنتجات الأجنبية التي عرضَّت بعض المنتجات للركود الذي يؤدى إلى تلف بعض الصناعات الوطنية وتسبب ذلك في زيادة حجم المخزون في بعض الصناعات ، مما يؤدى إلى خسارة كبيرة في ميزانيات الشركات ..كما يؤدى هذا الإغراق إلى خفض السعر عن قيمة التكلفة الحقيقية وبالتالي يؤدى ذلك إلى توقف بعض خطوط الإنتاج رغم تطويرها وزيادة معدلات الأداء بها .ممارسة الضغوط على بعض شركات قطاع الأعمال العام لتسعير  منتجاتها  بالسعر الاجتماعي الذي يقل عن أسعار المثل في الشركات الاستثمارية ، مما يؤدى إلى خسارة جسيمة مثل "منتجات شركات الدواء التابعة لقطاع الأعمال العام .. والتي يجامل فيها القطاع الخاص والاستثماري على حساب منتجات هذه الشركات وبالتالي ينعكس ذلك على صحة المواطنين" .عدم إلتزام بعض الشركات والهيئات بسداد قيمة المديونيات المستحقة عليها للشركات المنتجة .لجوء بعض الشركات إلى التعامل مع القطاع الخاص والأجنبى في توفير بعض إحتياجاتها من مستلزمات الإنتاج رغم قيام قطاع الأعمال العام بإنتاج مثل هذه الأصناف  . 

 

ثانياً : المشاكل الإدارية

< >ظاهرة عزل مجالس الإدارات دون الرجوع إلى التطبيق القانونى لمثل هذه المعالجات المحددة بالقانون 203 لسنة 1991 .تقسيم بعض الشركات دون روية مما أثر على إختفاء بعض المنتجات التي جرى العرف على الإستفادة منها وأثر ذلك على التضخم الإدارى الذي يكلف هذه الشركات أعباء مالية كبيرة تؤثر في نتائج أعمالها .ظاهرة المستشارين الذين تتكدس بهم غالبية الشركات والذين يتم إختيارهم بالمجاملة ويسببون عبأ مالياً كبيراً على الشركات القابضة والشركات التابعة .ظاهرة إختيار بعض رؤساء الشركات أو الأعضاء المنتدبين أو أعضاء مجالس الإدارة من رجال القوات المسلحة أو الجامعات والذين لا تتوافر الخبرة لدى البعض منهم . 

 

ثالثاً : التشريعات العمالية

< >قيام وزارة قطاع الأعمال بتعميم كتاب دورى للشركات القابضة بعدم تنفيذ حكم المحكمة الدستورية العليا بشأن صرف البدل النقدى لرصيد الإجازات الإعتيادية وما أعقب ذلك من صدور قرار وزير قطاع الأعمال العام رقم 124 لسنة 1998 حيث أثار ذلك العاملين لما فيه من تعد كبير على الحقوق القانونية الواجبة النفاذ .تعنت بعض الأعضاء المنتدبين في عدم تنفيذ قرارات اللجان الثلاثية وبعض الأحكام القضائية بعدم مشروعية فصل بعض  العاملين الذين إكتسبوا بعض المراكز القانونية بواسطة قرارات اللجان الثلاثية أو الأحكام القضائية .عدم إلتزام رؤساء الشركات أو الأعضاء المنتدبين بالإحتفاظ بالمزايا العينية والنقدية للعاملين والتي كانت تصرف لهم في ظل القانون 48 لسنة 1978 .عدم إشتراك اللجان النقابية في وضع أو تعديل اللوائح والأنظمة الخاصة بالعاملين المعتمدة من المكتب الفنى لوزير قطاع الأعمال العام . 

 

رابعاً : المشاكل العمالية

< >فقد الحوار البناء بين قيادات الشركات والتنظيمات النقابية وقيام بعض الأعضاء المنتدبين بتوقيع الجزاءات على بعض أعضاء اللجان النقابية بسبب النشاط النقابى.قيام بعض الأعضاء المنتدبين بإصدار قرارات إستفزازية أو طاردة تؤدى إلى عدم الإستقرار بمواقع الإنتاج . 

 

.. والجدير بالذكر أن هذه التوصيات سبق وأن تقدم بها مجلس إدارة النقابة العامة للكيماويات في خطاب أرسله إلى الدكتور/كمال الجنزورى رئيس الوزراء في 27/8/1998

 

 

 

 28  الذاكرة                                   كلام صنايعيـــــة                                 نوفمبر 1998

 


 

حـــــتى يكون

للعمــــــــــــــال

لســــــــــــــانــــا

 

بين محاولات الرأسمالية  إخضاع العمال لنفوذها .. وبين مساعى الحركة العمالية للتعبير المستقل عن نفسها .. تترسم خطوط وتعرجات مسيرة الحركة العمالية فى مصر

 

خلال مسيرة الطبقة العاملة المصرية لم تتوقف القيادات العمالية عن إصدار المجلات والنشرات التي تعبر عن طموحاتها وتطرح مطالبها وآراءها في مختلف القضايا..وقد جاءت بعض هذه الإصدارات لتعكس الارتباط الوثيق بين الحركة العمالية والحركة الوطنية وبين المطالب الديمقراطية للحركة العمالية والمطالب الديمقراطية للحركة السياسية واتسعت ضفاتها دائماً لتنوع الأفكار واختلاف الآراء وكانت أداة لنشر الوعي في صفوف العمال ، ولعبت دوراً متميزاً في مساندة حركاتهم الاحتجاجية  وكانت دليلاً قوياً على قدرة الطبقة العاملة في النضال من أجل حقوقها .

وقد تنوعت الإصدارات العمالية ما بين إصدارات تصدرها القيادات العمالية وأخرى تصدرها النقابات وإصدارات تصدرها الأحزاب .

وقد انعكس تنوع مصادر الإصدار على مواقف المجلة العمالية فكانت هناك مجلات عمالية تدافع عن مواقف الحزب الذي يصدرها ، وأخرى في مواجهة  العمال ، وإصدارات  عمالية تعبر عن مطالبهم وتعكس حركتهم .  كان ازدهار  هذه المجلات  مرتبط بحالة  المد الذي تعيشه الحركة العمالية .

 
 

ففي الأربعينات ومع تعاظم الحركة الكفاحية الطبقة العاملة ودورها الكفاحي من أجل انتزاع شرعيه تنظيمها النقابى و استقلاليته وتلاحمها مع الحركة  الوطنية، ازدهرت الإصدارات العمالية و تنوعت مصادر إصدارها، و فيما يلي نبذة عن بعض هذه الإصدارات ، استخرجناها من بعض المراجع التاريخية..

 

 

"اليراع" جريده أسبوعية  أصدرتها النقابة المصرية لعمال المطابع ..حرصت "اليراع" على الاهتمام بأخبار النقابات وأن تنشر كل ما يصل لها من أخبارها ، ولكن ميلها الواضح لحزب الوفد جعلها تتخذ في أحيان كثيرة مواقف في مواجهة التحركات العمالية التي لا يؤيدها الوفد .

 

"مجلة شبرا" .. مجلة أسبوعية أصدرتها النقابة العامة لعمال الغزل والنسيج وكان مدير إدارتها محمود العسكري وسكرتير تحريرها طه سعد عثمان وقد صدرت على نفس رخصة جريدة المجلة بعد أن استأجرتها  النقابة في 21/5/1942، وقد اعتمدت المجلة  في توزيعها على الأعضاء النشطين في نقابة الغزل والنسيج فلاقت انتشارا واسعا بين عمال مناطق شبرا وإمبابة وحلوان والمطرية بالقاهرة، ثم اتسع توزيعها ليشمل عمال النسيج في الإسكندرية والمناطق الأخرى . وقد أزعج الانتشار الكبير للمجلة أجهزة الأمن وأصحاب المصانع، فضغطوا على  صاحب الترخيص الذي قام بفسخ العقد مع النقابة لتتوقف مجلة شبرا عن الإصدار .

 

جريدة "العلمين".. صدرت عن دار العمال للنشر والثقافة كجريدة عمالية أسبوعية وأشرف على إصدارها في 17 يناير 1944 ذكى أبو الخير وصلاح أبو الخير بمساندة من حزب الوفد، مما جعلها تدافع عن سياسة حزب الوفد وأن تعارضت مع مصالح العمال في أحيان كثيرة .. لذلك فقد كان طبيعياً أن تتوقف "العلمين" في يناير 1945 بعد عام من الصدور على أثر إقالة وزارة الوفد لتصدر بدلاً منها مجلة "الجبهة" وليترأس تحريرها أيضاً محمد ذكى أبو الخير،  وقد عكست الجبهة انفضاض أنصار "سراج الدين " في رابطة نقابات عمال القاهرة -  من حوله والذين سبق وأن أعلنوه زعيماً لهم مدى الحياة .

 

 

نوفمبر 1998                                    كلام صنايعيـــــة                                  الذاكرة  29

 

 

 

مجلة "الضمير".. تواكب صدور العدد الأول الذي حرره العمال من مجلة "الضمير" مع تنامي الحركة الوطنية والعمالية، وجاء الإصدار الأول في 26 سبتمبر 1945 قبل الإعلان عن قيام لجنة العمال للتحرير القومي وكان مدير إدارة "الضمير" محمود العسكري وسكرتير تحريرها طه سعد عثمان.. وقد أزعجت "الضمير" السلطة كثيراً لكونها لسان حال حزب سياسي عمالي ولإقبال العمال المتزايد عليها .. كما تميزت "الضمير" بجرأة موضوعاتها ومقالاتها فلم تمضي ثلاثة أشهر على الإصدار الأول حتى ألقت السلطة القبض على رئيس التحرير د/عبد الكريم السكري ويوسف المدرك ومحمود العسكري وطه سعد عثمان وقدمتهم للنيابة بتهمة العمل على قلب نظام  الحكم وتحريض العمال ضد الرأسمالية، فظلوا خمسة أشهر بالحبس الاحتياطي توقفت المجلة خلالها ثم عادت للصدور بعد الإفراج عنهم حتى أغلقها وصادر ترخيصها إسماعيل صدقي في حملته المشهورة على الوطنيين والصحف في 11/7/1946 .

 

مجلة "العمل" صدرت يوم 26 سبتمبر 1946 لصاحبها ورئيس تحريرها عبد العليم المهدى وكانت لسان حال حزب العمال المصرى الذي تزعمه النبيل عباس حليم، وقد تواكب صدور المجلة مع إعادة النشاط لحزب العمال المصرى بعد اختفائه لمدة.

 

"عامل المحلة" ..  أصدرتها نقابة مستخدمي وعمال شركة مصر للغزل والنسيج بالمحلة في سبتمبر 1947 وعهد بإدارة تحريرها للصحفي المعادى للعمال عبد العليم المهدى الذي كان قد وقف ضد إضراب عمال المحلة الذي هاجمته  النقابة ووقفت ضده مما أثار سخط العمال وجعلهم يطالبون بإقالة مجلس إدارة النقابة .. وفى محاولة من الحكومة لتدعيم موقف مجلس إدارة النقابة في مواجهة العمال منحت المجلس كافة الإمكانيات اللازمة لإصدار المجلة لتكون مهمتها تضليل العمال والوقوف ضد المطالبين باستقلالية التنظيم النقابي .

 

جاءت الخمسينات حاملة لرياح يوليو التي عصفت بالنظام القديم وأعادت تشكيل مؤسسات المجتمع وفقاً لتوجهاتها .

 

وفى الستينات كان قد أعيد تشكيل التنظيم النقابى وأعلن الإتحاد العام للعمال، فظهر العديد من الإصدارات العمالية التي صدرت عن اللجان النقابية وبعض النقابات العامة.. "جريدة العمال الأسبوعية" لسان حال اتحاد العمال .. وقد عكست هذه الإصدارات  أوضاع التنظيم النقابى وطرق ممارسته للعمل النقابى فلم تهتم كثيراً بالقضايا العمالية ولم تساند تحركات العمال وأفردت صفحاتها للدعاية لقيادات التنظيم النقابى ومباركة سياسات الحكومة حتى وإن تعارضت مع مصالح العمال .

 

ومع بداية السبعينات خرج جيل جديد من أبناء الحركة العمالية يحمل  مطالبها باستقلالية تنظيمها النقابي وحقها في الإضراب وحرية التعبير ويناضل من أجل علاقات عمل عادلة ..

ومع تصاعد نضالات الحركة العمالية وتبلور أفكارها جاء منتصف الثمانينات ليحمل لنا العديد من المجلات العمالية كان أبرزها [ صوت العامل- الصنايعية أوراق عمالية] ...

 

"صوت العامل" نشرة  غير دورية،  اهتمت بشئون العمال والنقابات، أصدرها عدد من القيادات العمالية، صدر عددها الأول في فبراير 1985، وعلى مدى تسعة أعداد أفردت صوت العامل صفحاتها لتبنى مشاكل العمال والدفاع عن قضاياهم ومساندة تحركاتهم الاحتجاجية، وأبرزت المطالب الديمقراطية للحركة العمالية .. ولعبت "صوت العامل" دوراً بارزاً في حملة التضامن مع قادة إضراب سائقي قاطرات  السكة الحديد وأصدرت كتاب "كفاح عمال السكة الحديد" في إطار هذه الحملة ..ومع نهاية 1988 كانت صوت العامل قد توقفت عن الإصدار .

 

"الصنايعية" .. نشرة غير دورية أصدرها عدد من قيادات الحركة العمالية بمصنع الحديد والصلب كأول مجلة مصنعية  في تاريخ الحركة العمالية وصدر عددها الأول في ديسمبر 1985 . ومن العدد الأول وحتى عددها السابع عشر عبرت الصنايعية عن مشاكل عمال الصلب ودافعت عن قضاياهم وأصبحت أداة كفاحية لعمال الصلب في مواجهة تعسف الإدارة وتخاذل اللجنة النقابية وأفردت صفحاتها للحقوق الديمقراطية للعمال، مطالبة بحق العمال في الإضراب، ودعت لضرورة إنشاء نظام المتدربين النقابيين ، واتسعت صفحاتها لكل صاحب رأى أو مشكلة  من عمال الحديد والصلب .

 

"أوراق عمالية" .. مع منتصف الثمانينات أصدر مكتب العمال المركزي بحزب التجمع مجلة "أوراق عمالية" ، وفى 1987 تحولت أوراق عمالية إلى جريدة شهرية يشرف عليها سياسياً عبد الحميد الشيخ، أمين مكتب العمال المركز ويرأس تحريرها الصحفي العمالي حسن بدوي ، واستطاع مكتب العمال أن يصدر الجريدة بشكل منتظم لأكثر من ثلاث سنوات .وقد نجحت "أوراق عمالية"  في أن تعكس واقع الحركة العمالية وتبنّى مشاكلها وأفسحت صفحاتها لآراء القيادات العمالية من الحزب أو من خارجه مما أكسبها مصداقية وساعد على انتشارها . فكانت أول جريدة عمالية شهرية تعبر عن المعارضة في الحركة العمالية .

 

كمال عباس

 

المراجع

1 كتاب الصحافة العمالية في الأربعينات لـ طه سعد عثمان (تحت الطبع )

2 صوت العامل الصنايعية أوراق عمالية.

 

 

 

 

6 أيام العمال                                كلام صنايعيـــــة                                   نوفمبر1998

       جيـــــــوب الشنطـــــــــى ..

 


هبط الأشقاء الثلاثة يوسف الشنطى وحسن الشنطى وسليمان الشنطى أرض العاشر من رمضان في نهايات عام 1981  بمشروعهم الاستثماري: مجموعة شركات الشنطى بالمنطقة الأولى. وضمت المجموعة مصنع الرافيا ومصنع المواسير البلاستيك .. ومع تدفق  الأرباح إلي جيوب  الأشقاء الثلاثة نتيجة عرق وجهد العمال  تم إفتتاح مصانع جديدة: مصنع النايلون ومصنع كوتشى الشنطى. وتمضي السنوات، ويشقي العمال، وتزداد الأرباح ، ويزداد معها انتفاخ جيوب الأشقاء الثلاثة. وبقروض من البنوك - التي هي أساساً من مدخرات شعبنا الكادح - ازداد حجم الشركات وأضاف الشنطى مصنع الكيماويات.

والأخوة الشنطي، شأنهم في ذلك شأن كل الرأسماليين، لا يطيقون سماع كلمة نقابة وهدفهم أولا وأخيرا تحقيق أقصى ربح، وبكلمات أخرى أقصى استغلال للعمال وأقصي امتهان لحقوقهم، يستخدمون في ذلك شتي الطرق القانونية وغير القانونية. فالقوانين تحمي رأس المال، وأجهزة تطبيق القانون ترعاه بحمية منقطعة النظير، ليس فقط من خلال تطبيق القوانين وإنما أيضا من خلال انتهاك ما قد تشمله هذه القوانين،  علي سبيل الاستثناء ، من ضمانات قانونية كسبها العمال بنضالاتهم ، قد  تحد ولو قليلا من جشع رأس المال.

 

وكان لابد للمعركة أن تبدأ

مدير عام المصنع أحمد الشنطي كل همه هو زيادة الأرباح والانتقاص من حقوق العمال، والعمال يقاومون.. وينجح العمال في تأسيس لجنة نقابية، تبدأ نشاطها بإصدار مجلة "الوعي العمالي".. وتستمر المجلة.. ويستمر الوعي ينمو بمساعدة مجموعة من المناضلين النقابيين، تربوا علي النشاط العمالي والنقابي في شركات القطاع العام ونقلوا تجربتهم للعمال الجدد.

ومن جانبها تستمر الإدارة في تعسفها وتكثيف استغلالها.. اللجنة النقابية تطالب ضمن ما تطالب بتوفير وسائل الأمن الصناعي لحماية العمال من إصابات العمل، والإدارة "ودن من طين وودن من عجين"، ويسقط العامل محمد سلامة شلبي ضحية الجشع الرأسمالي غير المحدود.. ينزلق ذراعه مع الماسورة تحت جنزير الماكينة في مصنع المواسير، ويفقد العامل ذراعه.. وتحت ضغط النقابة يتم تحرير محضر بإصابة العمل، ولكن يتبين أن العامل غير مؤمن عليه من قبل الشركة.

ولأن محمد سلامة شلبى فقد ذراعه في إصابة عمل، وبمنتهى الرحمة المعروفة عن الرأسماليين، استمرت الشركة تعطيه أجرا .. ولكنه اجره الأساسي فقط وقدره 60 جنيها شهريا، يدفع منها 15 جنيها أجرة المواصلات من الدهاشنة - حيث يعيش - إلى بلبيس حيث يلحق بأتوبيس الشركة.. ولو تأخر أو غاب يوما واحدا يخصم من اجره خمسة جنيهات!

 

بالقانون وبغيره

 

استغلال غير محدود.. مصانع تفتح وتقفل .. ملايين تنهب بالقانون وبغير القانون .. عمال مقهورون ومغلوبون علي أمرهم .. راضون بقليلهم وخانعون، لا يعرفوا نضالا ولا نقابة ولا يحزنون. هذا هو مطمح الرأسمالية المصرية في "قلِعتها" الصناعية الجديدة في العاشر من رمضان، وأملها في قلاعها القديمة في حلوان وشبرا والمحلة وكفر الدوار. قدر العمال أن يتعلموا التضامن والكفاح، وهم يتعلمون

 

بقلم : إبراهيم حسيب

من أجل المزيد من امتصاص عرق ودماء العمال قامت الشركة في 1993 بإلغاء العلاوة الدورية، ولا يسكت العمال.. فيعتصمون داخل المصنع لمدة ثلاثة أيام،  وينجحون بفضل اعتصامهم في إجبار الشنطي علي إعادة العلاوة. الأمر يحتاج إذن إلى بطش اشد .. فيتفتق ذهن المدير العام عن استقدام "خبير الإرهاب" - على حد قوله للعمال آنذاك - وهو العقيد أسامة يونس. ويبدأ العقيد في ممارسة مواهبه في إرهاب العمال، "وكله بالقانون، والمحامي عندنا جاهز".

وفيما يلي بعض وقائع الإرهاب والمقاومة:

- قامت الشركة في 1993 بإجراء نقل تعسفي للعاملين سعيد السيد أبو طالب وشعبان عبد الجليل، فتنقلهما من المطافئ إلى الحراسة. العاملان يرفضان تنفيذ النقل لسبب بديهي وهو عدم درايتهما باستخدام السلاح، فتقوم الشركة بإيقافهما عن العمل بقرار صادر في 9 إبريل 1993لحين العرض علي اللجنة الثلاثية بتاريخ 18 أبريل. ويتأجل موعد انعقاد اللجنة حتى يوم 28 من الشهر نفسه، ولا تحضر الشركة،  فيصدر قرار اللجنة باعتبار العرض عليها كأن لم يكن لتخلف الشركة عن الحضور. ويعود العاملان إلى الشركة بخطاب من مكتب العمل ليفاجئا بالسيد المدير العام يبلغهما بأنهما قد فصلا من العمل بسبب "الغياب"!

- ولا يكاد يمر شهر علي هذه الواقعة إلا ويحتج العمال علي التعسف المتزايد من جانب إدارة الشركة، فيقوم النقابي فتحي المرسي الخولي بمخاطبة المدير العام بشأن شكاوي العمال ومطالبهم، ويرد المدير بفصل فتحي المرسي، وهو العضو باللجنة النقابيــــة  بالشركة، وذلك في انتهاك سافر للقانون. ولا يسلم أعضاء آخرين في اللجنة النقابية من التنكيل بهم، فيتم نقل عبد الحكيم عامل إلى مخازن شبرا الخيمة، مرة أخرى بالمخالفة الصريحة للقانون.

ومن المضحكات المبكيات تأتي واقعة تدخل النقابة العامة للكيماويات لحماية 1500 عامل في مصانع الشنطي من تعسف الإدارة، فينتقل وفد من النقابة العامة إلى الشركة فيتعرضون للاعتداء عليهم بالضرب والسب من قبل المدير العام والعقيد إياه، مما يضطر النقابة العامة إلى طلب الحماية من السيد رئيس الوزراء!

 

 

نوفمبر 1998                                 كلام صنايعيـــــة                                   أيام العمال 7

 

 وصناعــة الكبــش والهبـش

 

 


الأحوال في النازل

أحوال عمال الشنطي كل يوم "في النازل". وسائل الأمن الصناعي منعدمة، والكابلات الكهربائية مكشوفة على ارض المصنع،  ولا توجد كمامات في مصنع الكيماويات، ولا سدادات للأذن، ولا نظارات للرايش.. دورة المياه لا تصلح للاستعمال الآدمي.. وكنوع من التقشف، باع الشنطي سيارة الإسعاف، أما العيادة فلا يوجد بها قرص  أسبرين أو قطعة شاش أو مطهر، والطبيب لا يحضر سوي ساعة كل يومين.

النقابة تطالب بالتأمين علي العمال، فالمعروف أن أكثر عمال الشنطي غير مِؤمن عليهم: عمال الوردية الثانية ونصف الثالثة بدون عقود ولا تأمينات، أما الباقون فبعقود لمدة ستة اشهر "وبعدها ربك يفرجها"، وحين يحضر مندوبو مكتب العمل للتفتيش يقوم الشنطي بتوزيع العمال بين الجامع ودورات المياه ويقفل عليهم بالقفل.

وبلغ الأمر أن  أنشأ الشنطى مصنعا للصابون تحت المبنى الإداري للشركة بدون ترخيص، إلي أن تم إغلاقه بواسطة الجهات المختصة.

الأتوبيسات متهالكة لدرجة إن العمال يركبون في سيارة  المشتريات الحمراء ويقفل عليهم بقفل - "ولا الختم", على حد تعبير وحيد فكرى عضو اللجنة النقابية.

وفي شهر مايو من هذا العام قامت الشركة بإلغاء أتوبيسات الخطوط، فانتفض العمال.. رفض عمال الوردية الأولي الخروج من المصنع، وما لبثوا حتى انضم إليهم عمال الوردية الثانية بعد انتهاءها، ثم انضم إليهم عمال الوردية الثالثة. ولم يشمل الاعتصام العمال المتضررين من إلغاء أتوبيسات الخطوط فحسب، وإنما انضم لهم العمال المقيمون بمدينة العاشر من رمضان، الذين رفضوا الخروج تضامنا مع زملائهم، ليقول الواحد منهم: "يا عم مش ماشي إلا لما أشوف زمايلي هيعملوا إيه".

كما لم يقتصر الاعتصام علي الرجال من العمال، فالعاملات أيضا رفضت الخروج واعتصمت مع زملائهن من العمال لمدة ثلاثة أيام، ليبرهن تضامن العمال مرة أخرى علي بأسه، فيجبر الشنطي علي إعادة أتوبيسات الخطوط.

 

أضرب واهرب

ضرب الشنطي ضربته، وحقق أرباحا طائلة.. وهمه الآن هو تصفية الشركة والتخلص من العمال.. فباع مصنع الكوتشى لشركة التوفيق.. وباع مصنع الكيماويات الذى أصبح الآن الشركة المتحدة للكيماويات، وذلك لمستثمر مصري يدعى مختار رمضان، لسداد مديونيته للبنوك.

عرض الشنطى على العمال معاش مبكر "زي الحكومة بالضبط" - نصف شهر عن الخمس سنوات الأولى، وشهر عن كل سنة خدمة.. ورفض العمال ترك العمل .. لجأ الشنطي إلي القوى العاملة لتصفية الشركة، فرفضت لجنة القوى العاملة طلبه، وكان للجنة النقابية والنقابة العامة دورا هاما في قرار القوي العاملة برفض التصفية.

ولم يبقى أمام الشنطى سوى "تطفيش" العمال بأي وسيلة، بعد أن إتفق مع البنك على بيع أرض المصنع له مقابل  سداد ديونه لديه. بدأت عملية "التطفيش" بإلغاء الحوافز، كما تم نقل بعض العمال إلي المزرعة في المحسمة-مركز أبو صوير.. والماكينات التي تعطل لا يتم تصليحها.. وتستنكف الشركة عن سداد نصيبها من تأمينات العمال المؤمن عليهم.. في حين يستمر خصم نصيب العمال من أجرهم.

ولأن الشنطي لا يعترف "بحاجة اسمها نقابة" فهو يفصل من يشاء حتى ولو كانوا أعضاء باللجنة النقابية.. فقام بفصل ثلاثة من أعضاء اللجنة النقابية وهم أبو الرزق محمد طه وعبدالله محمد سليم وأخيرا وحيد أحمد فكري، عقابا لهم علي مطالبتهم بحقوق العمال، بالمخالفة الصارخة للقانون ودون العرض علي اللجنة الثلاثية.

في منتصف شهر سبتمبر الماضي أضرب العمال عن العمل وإعتصموا داخل الشركة، وبعد يومين من الشد والجذب والتهديد والوعيد وبعد تدخل الأمن، قام الشنطي بصرف ثماني جنيهات لجميع العاملين لفض الاعتصام!

المعركة مستمرة.. فالبنك يريد استلام الأرض خالية.. والعمال يرفضون المعاش المبكر.. والنقابة ما زالت تقاوم رغم فصل ثلاثة من أعضاءها وتقديم عضو رابع، هو يسري رضوان، لاستقالته من الشركة.. ومن ناحية أخرى لا تكفي أجور العمال لسد قوتهم اليومي خاصة  بعد إلغاء الحافز.

 

وفي النهاية ليست قصة الشنطي فريدة من نوعها، وإنما هي مجرد صورة لما يجري في أربعة أركان الصناعة المصرية - في القطاع العام تحت عنوان إصلاح الهياكل، وفي القطاع "المخصخص" تحت عنوان تحرير الاقتصاد، وفي القطاع الخاص القديم والحديث تحت عنوان "تشجيع الاستثمار". الصورة واحدة: عدوان ضاري علي أبسط حقوق العمال، لن نتمكن من مواجهته ورده إلا إذا تعلمنا - وبسرعة - كيف نتضامن ونتوحد وننظم أنفسنا ، ليس علي مستوي الشركة الواحدة فحسب، وإنما كطبقة.. تخلق القيمة كي تحرم منها.. يسحقها السوق الرأسمالي المحلي والعالمي.. ولا تملك مصدرا للقوة غير ذلك الذي تصنعه بنفسها - بالتضامن والوحدة والتنظيم.

 

 

 

 

32 حكاوى                                     كلام صنايعيـــــة                                نوفمبر 1998


 

عندما ضج الكادحون في مصر من إرتفاع  أسعار الأقمشة الشعبية .. إرتفعت الأصوات بشكل أزعج الإنجليز والحكومة  ، قررت وزارة مصطفى النحاس باشا في 1943 فرض حصة من إنتاج الأقمشة الشعبية على كل مصنع نسيج ، على أن تسلم الكمية إلى وزارة التموين لتوزيعها على بطاقات التموين بالتسعيرة ، وأمام إنخفاض  أرباح المصانع من الأقمشة المسعرة ، عزمت  غرفة صناعة الغزل والنسيج  على تحميل العمال جزءاً من هذا التخفيض بإنقاص أجورهم .

ولما كان سباهى صاحب مصانع الغزل والنسيج ، ومنها مصنع 1 بشبرا الخيمة،  فقد بدأ بتنفيذ الخطة بتعليق منشور في المصنع بتخفيض فئة الإنتاج للنساجين من 32 مليماً للمائة بنط إلى 28 مليماً ، إجتمعت اللجنة العامة للمندوبين في دار النقابة في مساء نفس اليوم ، وأستقر الرأي على أنه لو نجح سباهى في إنقاص أجور العمال، فسوف يتبعه جميع أصحاب المصانع في تخفيض الأجور ، لهذا قررت اللجنة أن يقوم عمال مصنع سباهى بتخفيض الإنتاج إلى ما لا يزيد عن العُشر تفادياً للوقوع تحت طائلة الأمر العسكري الذي ينص على عقاب العمال المضربين .

وفى صباح اليوم التالي قام عمال الوردية الأولى التي كان يرأسها المرحوم فضالي عبدالجيد والذي كان رئيس للنقابة العامة لعمال النسيج بتنفيذ قرار اللجنة.

وفى صباح اليوم التالي أخطر سباهى النيابة بأن عمال المصنع مضربون وطلب التحقيق معهم ، فحضر  وكيل النيابة ومرّ   في كل عنابر العمل ،ولاحظ الإنتظام الصورى - في العمل  فكل عامل في موقعه متظاهراً بالإنشغال في العمل ، وبعد أن أطلع وكيل النيابة على كشوف الإنتاج بالمصنع عن اليوم السابق ، كتب تقريره الذي أنتهي فيه إلى أن حالة عمال مصنع سباهى لا ينطبق عليها الأمر العسكري الخاص بعقاب المضربين ، ثم أنصرف بعد أن وقع سباهى على التقرير بالعلم .

وفى صباح اليوم التالي طلب سباهى من مديرية أمن القليوبية إرسال قوات لفض الإضراب، فأرسلت المديرية قوات إلى المصنع وقابل فضالي رئيس القوة ,وأفهمه بأن الوضع هادئ وأنه يضمن كرئيس للنقابة استمرار هذا الهدوء ، وبعد مرور ساعات لم يحدث خلالها ما كان يرجوه سباهى من اصطدام القوة بالعمال .. خرج بنفسه وأخذ يصدر الأوامر للجنود بالهجوم على المصنع وإخراج العمال منه بالقوة ، فأستفز هذا التصرف رئيس القوة وجذب سباهى  إلى داخل مكتبه وهدده إذا تدخل مرة أخرى ، وطلب منه أن يتحمل المصنع نفقات إعاشة القوة فيقدم لهم الإفطار والغداء والعشاء ويعطى كل جندى علبة سجائر وخمسة وعشرين قرش نقدية ، ولم يكن أمام إلا التنفيذ .

وفى اليوم التالي طلب سباهى مقابلة فضالى فرفض ، فتدخل المسيو جوزيف المدير الفنى لإقناع فضالي بأن موقف سباهى  ضعيف وبأن المقابلة سوف تكون في مصلحة العمال ، وبعد تشاور فضالي مع لجنة المندوبين التي وافقت على  المقابلة ،  قال سباهى  لفضالى أنه لم يطلب مقابلته بصفته عامل ولكن بصفته رئيس النقابة  لإنهاء الإضراب مع موافقته على عدم تخفيض أى أجور للعمال في المصنع ، فطلب فضالي مهلة لعرض الأمر على العمال وجمع فضالي العمال بعد أن أغلقوا أبواب العنابر ووضعوا عليها حراسة منهم.

وبعد المقابلة قرر العمال تقديم المطالب الآتية إلى سباهى :-

1 - تعليق منشور  بتوقيع لطفي بإلغاء قرار تخفيض الفّية .

2 صرف أجور العمال عن أيام التخفيض على أساس متوسط أجر الأسبوع السابق .

3 صرف أربعين  متراً   من إنتاج المصنع في السنة على دفعتين بالسعر الجبرى للأقمشة الشعبية وبسعر التكلفة لغيرها .

4 زيادة منح المواسم  ومكافأة أرباح من 10 إلى 20 يوم ومن 15 يوم إلى شهر للرؤساء.

5 إلغاء تصاريح الخروج إلى دورة المياه .

وقدم فضالي المطالب مكتوبة إلى سباهى  الذي وافق عليها مع تعديل البند الرابع إلى خمسة عشر يوماً للعمال وعشرين يوماً للرؤساء والمساعدين .. وبعد نصف ساعة من تعليق المنشور بالمطالب كان المصنع يعمل بطاقته الكاملة .

وبناء على طلب كتابي من سباهى  غادرت القوة المصنع

 

طه سعد عثمان

 

واقعــــــــــة

إضـــــراب 

خبـــــــيث 

 

 


 

 

 

 

 

 

واقعـــــــــة إضـــراب خبـــــيث 

 

عندما ضج الكادحون في مصر من إرتفاع  أسعار الأقمشة الشعبية .. إرتفعت الأصوات بشكل أزعج الإنجليز والحكومة  ، قررت وزارة مصطفى النحاس باشا في 1943 فرض حصة من إنتاج الأقمشة الشعبية على كل مصنع نسيج ، على أن تسلم الكمية إلى وزارة التموين لتوزيعها على بطاقات التموين بالتسعيرة ، وأمام إنخفاض  أرباح المصانع من الأقمشة المسعرة ، عزمت  غرفة صناعة الغزل والنسيج  على تحميل العمال جزءاً من هذا التخفيض بإنقاص أجورهم .

ولما كان سباهى صاحب مصانع الغزل والنسيج ، ومنها مصنع 1 بشبرا الخيمة،  فقد بدأ بتنفيذ الخطة بتعليق منشور في المصنع بتخفيض فئة الإنتاج للنساجين من 32 مليماً للمائة بنط إلى 28 مليماً ، إجتمعت اللجنة العامة للمندوبين في دار النقابة في مساء نفس اليوم ، وأستقر الرأي على أنه لو نجح سباهى في إنقاص أجور العمال، فسوف يتبعه جميع أصحاب المصانع في تخفيض الأجور ، لهذا قررت اللجنة أن يقوم عمال مصنع سباهى بتخفيض الإنتاج إلى ما لا يزيد عن العُشر تفادياً للوقوع تحت طائلة الأمر العسكري الذي ينص على عقاب العمال المضربين .

وفى صباح اليوم التالي قام عمال الوردية الأولى التي كان يرأسها المرحوم فضالي عبدالجيد والذي كان رئيس للنقابة العامة لعمال النسيج بتنفيذ قرار اللجنة.

وفى صباح اليوم التالي أخطر سباهى النيابة بأن عمال المصنع مضربون وطلب التحقيق معهم ، فحضر  وكيل النيابة ومرّ   في كل عنابر العمل ،ولاحظ الإنتظام الصورى - في العمل  فكل عامل في موقعه متظاهراً بالإنشغال في العمل ، وبعد أن أطلع وكيل النيابة على كشوف الإنتاج بالمصنع عن اليوم السابق ، كتب تقريره الذي أنتهي فيه إلى أن حالة عمال مصنع سباهى لا ينطبق عليها الأمر العسكري الخاص بعقاب المضربين ، ثم أنصرف بعد أن وقع سباهى على التقرير بالعلم .

وفى صباح اليوم التالي طلب سباهى من مديرية أمن القليوبية إرسال قوات لفض الإضراب، فأرسلت المديرية قوات إلى المصنع وقابل فضالي رئيس القوة ,وأفهمه بأن الوضع هادئ وأنه يضمن كرئيس للنقابة استمرار هذا الهدوء ، وبعد مرور ساعات لم يحدث خلالها ما كان يرجوه سباهى من اصطدام القوة بالعمال .. خرج بنفسه وأخذ يصدر الأوامر للجنود بالهجوم على المصنع وإخراج العمال منه بالقوة ، فأستفز هذا التصرف رئيس القوة وجذب سباهى  إلى داخل مكتبه وهدده إذا تدخل مرة أخرى ، وطلب منه أن يتحمل المصنع نفقات إعاشة القوة فيقدم لهم الإفطار والغداء والعشاء ويعطى كل جندى علبة سجائر وخمسة وعشرين قرش نقدية ، ولم يكن أمام إلا التنفيذ .

وفى اليوم التالي طلب سباهى مقابلة فضالى فرفض ، فتدخل المسيو جوزيف المدير الفنى لإقناع فضالي بأن موقف سباهى  ضعيف وبأن المقابلة سوف تكون في مصلحة العمال ، وبعد تشاور فضالي مع لجنة المندوبين التي وافقت على  المقابلة ،  قال سباهى  لفضالى أنه لم يطلب مقابلته بصفته عامل ولكن بصفته رئيس النقابة  لإنهاء الإضراب مع موافقته على عدم تخفيض أى أجور للعمال في المصنع ، فطلب فضالي مهلة لعرض الأمر على العمال وجمع فضالي العمال بعد أن أغلقوا أبواب العنابر ووضعوا عليها حراسة منهم.

وبعد المقابلة قرر العمال تقديم المطالب الآتية إلى سباهى :-

1 - تعليق منشور  بتوقيع لطفي بإلغاء قرار تخفيض الفّية .

2 صرف أجور العمال عن أيام التخفيض على أساس متوسط أجر الأسبوع السابق .

3 صرف أربعين  متراً   من إنتاج المصنع في السنة على دفعتين بالسعر الجبرى للأقمشة الشعبية وبسعر التكلفة لغيرها .

4 زيادة منح المواسم  ومكافأة أرباح من 10 إلى 20 يوم ومن 15 يوم إلى شهر للرؤساء.

5 إلغاء تصاريح الخروج إلى دورة المياه .

وقدم فضالي المطالب مكتوبة إلى سباهى  الذي وافق عليها مع تعديل البند الرابع إلى خمسة عشر يوماً للعمال وعشرين يوماً للرؤساء والمساعدين .. وبعد نصف ساعة من تعليق المنشور بالمطالب كان المصنع يعمل بطاقته الكاملة .

وبناء على طلب كتابي من سباهى  غادرت القوة المصنع

 

طه سعد عثمان

 

 

 

 

 

10  أيام العمال                              كلام صنايعيـــــة                                 نوفمبر 1998

       برنامج فـــــودة ..

ومظلة رئيس مجلس الادارة

 


في خضم معركة حامية الوطيس، وان لم تخلو من طرائف، أجريت انتخابات مجلس إدارة الجمعية التعاونية المنزلية للعاملين بغزل المحلة (تعاون غزل المحلة ) يوم الخميس 22 أكتوبر. وتشمل الانتخابات الأعضاء  المساهمين في "التعاون" من بين العاملين بغزل المحلة حالياً وسابقاً.. وقد تقدم للترشيح 106 مرشحاً، تنازل منهم 8 وتنافس الباقون على 12 مقعد .. بخلاف المقعد الذي فصل خصيصا لرئيس مجلس الإدارة، كمقعد عن دائرة العاملين بمكتب رئيس مجلس إدارة، علما بأن لكل الدوائر الانتخابية الأخرى مقعدين فيما عدا دائرتي التجهيز والملابس، فلكل منها مقعد واحد..

 

بدأت الانتخابات الساعة التاسعة صباحا بمبني نادي غزل المحلة، وهو يقع خارج المصنع، وجاءت عقب واحدة من اقوي المعارك الانتخابية التي شهدتها الشركة منذ سنوات.. اقوي حتى من انتخابات النقابة ومجلس الإدارة. ولوحظ أن بعض المرشحين انفقوا ببذخ بالغ علي معاركهم الانتخابية، كما كثرت المسيرات.

ومن طرائف المعركة أن رجال الأمن قاموا بمصادرة لافتات وبطاقات تعارف الكثير من المرشحين في حين وضعوا لافتات العضو المنتدب للشركة علي سيارات الأمن نفسها.. ومن الطريف أيضا انهم لم يجرءوا علي مصادرة لافتات وبطاقات تعارف مرشحي العمال  (إسماعيل عبد الصمد و مصطفى فوده).

و قد استغلت إدارة غزل المحلة سلطانها و قامت بإخراج موظفي الإدارة العامة و كذا موظفي الجهاز الحاسب و مكتب العمل ورؤساء القطاع و مديري العموم و مديري الإدارات على دفعات.. تاركين عملهم..  وذلك للتصويت لصالح العضو المنتدب و رجاله.. كما استغلت عربات الشركة في الدعاية الانتخابية لصالح العضو المنتدب. وفي مشهد مثير للضحك والرثاء سار مديرو العموم ومديرو الإدارات خلف العضو المنتدب، حاملين لافتاته وموزعين لبطاقات تعارفه، وكان اثنان من بين كبار  الموظفين يتبادلان حمل مظلة لحماية سيادته من حرارة الشمس!!

وبعيدا عن الطرائف،  فوجئ العديد من أصحاب المعاشات وكذا من المنقولين من الشركة بعدم إدراج أسمائهم ضمن كشوف الناخبين، علي الرغم من انهم حاملون لأسهم "التعاون" وغير مشتركون  بجمعيه تعاونيه أخرى، الأمر الذي أدى بحمدي حسين وكذا العديد من أصحاب المعاشات  إلى التقدم بشكوى إلى وزير التموين.

ورغم السلبيات العديدة .. بطريفها ومرها .. كان لهذه الانتخابات عدد من الإيجابيات جدير بأن تذكر..  فلأول مرة  يتم توقيع المرشحين أمام أسمائهم في كشوف الانتخابات.. كما شهدت الانتخابات حشد هائل من العمال أدلوا بأصواتهم.. كما شهدت أيضاً وجود مرشحه عن المرأة والعمال، حازت على إعجاب وثقة الجميع.. كما حازت علي العديد من الأصوات رغم تضييق الخناق عليها و عدم السماح لها بالمرور داخل المصانع أسوة بزملائها من المرشحين.

و قد بذل كل من الزميلين إسماعيل عبد الصمد و مصطفي فودة جهدا خارقا في وقت محدود، وخاضا المعركة علي أساس برنامج انتخابي هو الأول من نوعه في مثل هذه الانتخابات.. وتضمن البرنامج الأتي:

 

< >صرف أرباح على قيمه مبيعات التعاون لكل العمال المساهمين وعرض الميزانية في أماكن ظاهره لكل المساهمين.زيادة العائد على المشتريات ليصل إلى 10% كحد أدنى.عدم صرف أي أجور من التعاون لمن يسمون بالمستشارين بغزل المحلة لعدم شرعية ذلك.حق العامل حامل الأسهم والذي أحيل للمعاش أو تقاعد للمرض أو فصل بسبب نشاطه النقابي في صرف الأرباح و العائد و كذا حقه  في التصويت  أو الترشيح لانتخابات التعاون.الالتزام بالمدة القانونية لمجلس إدارة التعاون حسب قانون الاتحاد التعاوني.فتح أفرع للتعاون في كل القرى الكبيرة بمركزي سمنود والمحلة بالغربية و قري مركز أجا بالدقهليه.التعاون ملك للعمال المساهمين ولا يحق للآخرين التصرف فيها.أتوبيسات التعاون خدمه لكل حاملي الأسهم من العمال و ليس لعلية القوم.زيادة الاعتماد لقروض الزواج علي القسيمة كحد أدنى 1000 جنيه بدلاً من الحد الأقصى  ومد فتره السداد. 

 

و برغم منع مصطفي فوده من المرور داخل المصانع إلا إنه نجح في أن يلعب دورا بارزا في المعركة الانتخابية، وكان برنامجه نموذجا يحتذي.

وقد انتهت الانتخابات بنجاح عدد من المرشحين الجدد الذين نالوا ثقة العاملين مثل: كامل التراوي، الحاصل علي أعلي الأصوات وكذا حامد طه ومحمد السمري وعادل الغمراوي و أحمد دويدار ، وهو  الذي نجح في إسقاط أحد مرشحي المعتز بالله، رئيس مجلس الإدارة.

وفي النهاية نتساءل: لم كان كل هذا التكالب على انتخابات التعاون؟ والإجابة هي أن أعضاء مجلس إدارة التعاون لهم الحق في  15% من أرباحها، و طبعا يفوز بنصيب الأسد رئيس مجلس إدارة التعاون الذي هو في الأصل رئيس مجلس إدارة الشركة..  الأمر الذي جعله يبقي علي رئاسته للمجلس دون إجراء انتخابات لمده 8 سنوات.

 

 

 

 22قهوة العمال                               كلام صنايعيـــــة                                  نوفمبر1998

الخروج الى الشارع

.. على الأبواب ..تبدو بوادر جولة أخرى من المعاش المبكر ..فبينما يجرى تنفيذه فى الشركة الأهلية للصناعات المعدنية ،وفى شركة النصر للتليفزيون يتم الإعلان عن البدء فى تطبيقه فى شركات أطلس ، والعربية ، والنيل للمقاولات ، والنصر والمعمورة للإسكان والتعمير ..خلافاً لما يُشاع عن اقترابه من شركة الحديد والصلب المصرية ، وعن مرحلة ثانية قادمة فى العديد من الشركات التى انتهت من مرحلته الأولى.

بقلم : رحمة رفعت

 


.. ورغم ما يعرفه الجميع عن الآثار الاجتماعية الخطيرة التى تترتب على تطبيق هذا المشروع .. ورغم كـــافة ما يعترضه من عقبات تتعلق بمشاكله التمويلية .. فإنه يُقدم لنا وكأنه قدراً كاسحاً لا يقوى على اعتراض طريقه أحد ، وواحداً من المُسلمات التى لا يجوز الكفر بها أو الخروج عليها !!.

.. لقد بدا نظام المعاش المبكر فى لحظاته الأولى وكأنه حلاً سحرياً لكل عثراتنا ، ومنفذاً وحيداً من المأزق الذى وضعنا فيه صندوق النقد الدولى .. فالخصخصة أصبحت واجباً لا يقبل الصندوق التراخى فيه ، وجميع شركاتنا وصناعاتنا مطلوب إعادة هيكلتها حتى تتواءم مع البرنامج المُفترض ..وعمالتنا ينبغى تقليصها بنسبة قد تصل إلى الثلث حتى يمكن بيع بعض الشركات أو دمجها أو تصفيتها أو تأجيرها ..الخ الروشتة المعروفة.

.. ولأن تسريح ما يُراد تسريحه من عمالنا دفعة واحدة كان أمراً يصعب تخيله بغير مقاومة -لا يعلم مداها أو نتائجها إلا الله فقد كان المعاش المبكر هو المخرج الذى يمكن له أن يُوفر مساراً غير درامى لمثل هذه العملية من التسريح واسع النطاق.

..ولم يكن المعاش المبكر بدعة جديدة أنتجتها الخبرة المصرية ..فهو إحدى الوسائل المعروفة للتخلص من العمالة والتى باتت معتمدة لدى الرأسمالية العالمية فى أحدث طبعاتها ..ولكنه فى بلدان الغرب- عندما يتم اللجوء إليه تُحيطه ضمانات المفاوضة الجماعية التى توفرها الحُقوق والحريات النقابية.، كما تحيطه موازنات اجتماعية- أكثر  رشداً لا تسمح له بإحداث اختلالاً عنيفاً ومفاجئاً فى نسبة البطالة إلى قوة  العمل فى المجتمع.

.. ولأنه لا يمكن لأى سياسة فى هذه البلدان- أن تتحول  إلى قدس يحرُم على الناس المساس به- فإن النقابات يمكنها أن ترفض تطبيق هذا النظام ، كما يمكنها أن تتفاوض على المعدل الذى يمكن السماح به فى تنفيذه ،بل وعلى عدد العمال صغار السن الذين يجرى تشغيلهم فى مقابل الخروج المبكر للكبار.. كما تتفاوض أيضاً على السن التى يمكن تبكير المعاش إليها والتى لا يمكن لها -فى كل الأحوال- أن تقل عن سن التقاعد المعتاد بأكثر من خمس سنوات..وإلا فقد الخروج صفته باعتباره إحالة إلى التقاعد ، وأصبح تسريحاً واضحاً غير مقنع للعمال.

.. ولكنه هذا المعاش المبكر وصل إلينا فى نسخته المنقحة  ..فأصبح سياسة عامة معتمدة ينبغى تطبيقها فى جميع الشركات ..وامتد تطبيقه إلى سن الخمسين أو الخامسة والأربعين ، بل ربما تم التخلص نهائياً من اشتراط حد أدنى للسن..حيث يخرج الشـــــــباب إلى المعاش !!.

.. وهكذا.. فإن مشروع المعــاش المبكر لا يخرج عن كونه واحداً من الحلول التى أنتجتها الرأسمالية للتعامل مع مشكلة العمالة التى يُراد تقليصها فى أوقات الأزمات الاقتصادية .. حيث كان الكفاح العمالى الطويل فى كل مكان قد تجاوز بعلاقات العمل هذا الزمان الذى كان يمكن فيه للمالكين أن يقذفوا بعمالهم إلى عرض الطريق بلا ثمن ... ولأننا والحمد لله- لسنا فى هذا الزمان ، ولأن حركتنا العمالية تمتلك أيضا‍ً القدرة على المقاومة رغم ما تفتقده من حريات وحقوق نقابية فقد كان المعاش المبكر هنا كذلك هو الوسيلة المُقترحة للتخلص من العمالة .. ولأنه ليس إلا وسيلة .. فإنه يمكن وينبغى التفاوض عليه .. بل وعلى كل وأى تفصيلة من تفاصيل تطبيقه.

.. ولأنه ليس إلا وسيلة .. فإن التعامل معه مسبقاً باعتباره الحل الوحيد الممكن لمشاكل شركاتنا  المتعثرة أو المُعثرة المُخسرة ينطوى على مغالطة شديدة .. فضلاً عن أنه عملياً يصادر على إمكانيات التفاوض والحركة .. فبغض النظر عن أن عمالنا ليسوا هم المسئولون عما وصل إليه حال شركات القطاع العام على الأخص منذ أضحت قطاعاً للأعمال-وبغض النظر عن أنهم لا ينبغى أن يكونوا الضحية التى يتم نحرها على مذابح الخصخصة .. حيث أنهم يدفعون- من اللحم الحى وبما فيه الكفاية- ثمن جميع ما يجرى من تبدل على السياسات الاقتصادية .. بغض النظر عن هذا كله فإنه لاينبغى التسليم ابتداءً بأن المعاش المبكر هو البديل الوحيد المُمكن لإقالة شركاتنا واقتصادنا من عثرتهما .. ذلك أن بديلاً آخر ربما كان وارداً- على الأقل- فى الكثير من شركاتنا ..حيث تمكن جدولة ديونها ، وتشغيلها بكامل طاقاتها التى يمكن لها أن تستوعب عمالها أجمعين ، مع بعض ما يتطلبه ذلك من سياسات اقتصادية تتعلق بتوفير الحماية لمنتجاتنا ، والتصدى الحاسم لغزو الإغراق.

.. وعلى آية حال .. فإن الطريقة التى جرى بها تطبيق نظام المعاش المبكر فى مرحلته الأولى .. قد تجــــــاوزت به كثيراً ما يمكن اعتباره حلاً لمشاكل بعض الشركات ، فأضحى نوعاً من الاعتداء السافر على حقوق  العمال.. وإلا ..فكيف يمكن تفسير ما قامت به بعض الشركات من اعادة تشغيل عمالها الخارجين على المعاش المبكر مرة أخرى ولكن بعقود مؤقتة وبأجور أقل ، وشروط عمل أسوأ .. ثم .. كيف يمكن امتصاص الآثار الخطيرة التى تترتب على الدفع مرة واحدة بكل هذه الأعداد الواسعة من العمال -والتى لم تزل فى أوج الكفاءة والحيوية لتضاف إلى قوائم المتعطلين بكل ما يؤدى إليه ذلك-كنتيجة منطقية مهما يكن من أمر القوانين- من الإخلال بموازين القوى فى سوق العمل ، وفرض شروط أسوأ لعلاقاته .. حيث سعى الكثير من هؤلاء الخارجين فعلياً- إلى البحث عن فرصة عمل جديدة فى مصانع القطاع الخاص مزاحمين غيرهم من العمال فى هذه المصانع- على الأخص- وأنهم على استعداد للقبول بأى شروط.

 

 

   نوفمبر  1998                              كلام صنايعيـــــة                              قهوة العمال 23

 

 

.. ولأن كل عامل جديد يُضاف إلى قائمة المتعطلين فى سوق العمل يؤثر على موازين القوى فى هذا السوق ، وعلى القدرة التفاوضية لجانب العمال.. فإن  تطبيق المعاش المبكر ينبغى التعامل معه باعتباره قضية جماعية لسائر عمال مصر ، وقضية جماعية فى كل مصنع يتم تطبيقه فيه حيث تتم المفاوضة عليه ، وعلى سائر الحقوق التى يحصل عليها العمال الخارجون عليه إذا وافقوا على الخروج- وحيث ينبغى ، ويحق لجميع العمال فى كل شركة أو مصنع أن يناقشوا -كجمعية عمومية- الاتفاق الخاص بشروط التطبيق- على الأخص- وأن المرحلة الأولى قد أسفرت -رغم ما انطوت عليه من آلام- عن خبرات ثمينة تتعلق بقدرة العمال على الحصول على المزيد من المكتسبات كلما تمسكوا بموقفهم الجماعى فى القبول أو الرفض.

.. وعلى آية حال .. لاينبغى باسم المعاش المبكر أن يُنتزع جيل كامل من عمال القطاع العام من عنابر الإنتاج  ، ويُقذف به إلى المجهول ..هناك حيث يقف ثلاثة ملايين من العاطلين الذين لا يتسع لهم موطئ قدم فى سوق العمل.. لا ينبغى باسم المعاش المبكر أن يتحول رجال فى أوج خبرتهم ونضجهم وكفاءتهم إلى كهول لا مكان لهم فى عملية الإنتاج ، ولاحق لهم فى العمل.

.. لقد دخل المعاش المبكر إلى شركات قطاع الأعمال العام مصحوباً بضجيج الدعاية الصاخبة عن احتمــالات التصفية أو البيع فى أفضل الأحوال.. بينما كان تعسف الإدارات قد مهد أمامه الطريق جاعلاً منه طوق النجاة من مخاطر الفصل التعسفى أو النقل إلى عمل آخر .. ثم بيع الوهم للعمال فى صورة تعويض الدفعة الواحدة الذى يحصلون عليه ..وعندما يصبح المجهول قدراً لا فكاك منه يبدو القفز إلى هذا المجهول مع التعويض أفضل من انتظاره بغير تعويض.


.. غير أن شهوراً قليلة بعد الخروج كانت كافية ليتبدد وهم التعويض الذى لم يصلح لغير سداد الديون ، ولم يصمد أمام أول مناسبة سارة أو غير سارة اعترضت الأسرة-أو أنه لم يكن كافياً- فى أفضل أحوال الحذر والحيطة- للدخول فى أىٍ من المشروعات الصغيرة على الأخص- مع انتشار هذه المشروعات إلى الحد الذى يصبح معه صمود أى منها للتنافس أمراً فى حكم المحال.، ومع امتناع الصندوق الاجتماعى عن تقديم أى قروض للخارجين على نظام المعاش المبكر ..وهكذا..تبدد التعويض ، وبقيت البطالة ..والمعاش الزهيد.

..ولأن شبكة الضمان الاجتماعى فى بلادنا ترتبط ارتباطا وثيقاً بالعمل ..فإن الخروج من العمل يؤدى إلى انهيار مختلف أشكال الدعم الاجتماعى التى كان يمكن للعامل الحصول عليها .. حيث يُحرم العامل من حق العلاج على نفقة الشركة ، ويصبح تعرضه لمرض يستدعى عملية جراحية أو علاجاً باهظ التكاليف كارثة محققة على الأخص فى ظل أوضاع التأمين الصحى المعروفة للجميع- كما تتهدد العمال الذين يقطنون مساكن الشركات مخاطر الإخلاء الذى لا تكف هذه الشركات عن إشهار سلاحه فى وجه عمالها المُحالين إلى التقاعد.

.. وفضلاً عن ذلك ..يُحرم العامل عند خروجه على المعاش المبكر من عدد آخر من المزايا التى يتمتع بها لدى خروجه على سن المعاش القانونى المعتاد..فيُخفض المعاش بنسب مختلفة يتم احتسابها تبعاً لسن المؤمن عليه حيث ينخفض بنسبة 5% للعامل الذى يخرج بين الخمسين والخامسة والخمسين ، وبنسبة 10% لمن يخرج بين الخامسة والأربعين والخمسين ، ثم بنسبة 15% إذا ما خرج على سن أقل من خمسة وأربعين عاماً- ، كما يحرم العامل من الزيادات التى تضاف لمعاش الأجر الأساسى إذا أُحيل إلى المعاش المبكر قبل سن الخمسين ، وهو فى هذه السن أيضــاً لا يجوز له صرف المعاش المستحق عن الأجر المتغير ..ثم أنه فى أى ســــن لا تضاف له الزيادات المستحقة بواقع 80% عن العلاوات الخاصة.

.. وخلافاً لذلك .. وضعت الشركات القابضة حداً أقصى لتعويض الدفعة الواحدة الذى يُفترض احتسابه بحاصل ضرب المرتب الأساسى x18شهر x المدة المتبقية على بلوغ العامل سن الستين ..حيث يتجاوز التعويض المستحق وفقاً لذلك فى كثير من الشركات الحد الأقصى المسموح به ..ربما بأكثر من الضعف.

.. لم تعد هذه المخاطر والخسائر غائبة ..فقد صدرت فى العديد من المواقع البيانات والمواقف الرافضة للمعاش المبكر ،ففى شركة الحديد والصلب أصدر عدد من القيادات العمالية بياناً عن الحقيقة الكاملة للمعاش المبكر .. كما أُعلنت مواقف أخرى فى شركة غزل المحلة ، والمصانع الحربية .. بينما عمدت اللجنة النقابية بشركة النصر لصناعة المواسير إلى نشر دراسة عما يخسره العامل حال خروجه على المعاش المبكر بعد قراءتها لخبرة تطبيق مرحلته الأولى بالشركة .

.. وفضلاً عن ذلك.. تتضاعف هذه المخاطر والخسائر الآن ، وتتزايد احتمالاتها  مع ما يعترض المشروع كله من عقبات التمويل ، وتحفظات الصندوق الإجتماعى ، ومشاكل صناديق الزمالة التى ربما تؤدى إلى الإجـــهاز على ما يحصل عليه العمال الخارجون منها .

.. وكلما تماثلت المخاطر والخسائر بدا أن الطريق الوحيد لمواجهتها ، أو الحد من آثارها على الأقل- هو تماسك الموقف الجماعى للعمال الذى يُوفر لهم الحماية ، ويفتح أمامهم سبل التفاوض.

 

 

 

 

 

  نوفمبر 1998                                  كلام صنايعيـــــة                                نقابـــات 27

النقابات ليست شكلاً ثابتاً

 


عندما يدور الحديث حول النقابات عادة ما يتم تصويرها ككيان ثابت جامد لا يتغير.  يقال مثلاً: أن النقابة مؤسسة تدافع عن المصالح الاقتصادية للعمال داخل إطار علاقات الإنتاج الرأسمالية، أى أنها تعمل على تحسين شروط الاستغلال وليس القضاء على الاستغلال ذاته. فإذا نادى منادى بتسييس أو تثوير (؟) النقابات يتهم على الفور بأنه مغامر لا يفهم "طبيعة" النقابات. ومع ذلك فإذا نظرنا إلى نشأة وتطور النقابات تاريخياً، نجد أنها اتخذت أشكالاً شديدة التنوع في فترات وبلدان مختلفة.. إن الطبيعة الملموسة لنقابة بعينها فى زمان ومكان محدد كانت تتحدد دائماً وفقاً لمستوى الصراع الطبقي فى المجتمع.

ظهرت النقابات بشكلها الحديث من حوالي 250 سنة. واتسمت النقابات المبكرة بالطابع الحرفي، حيث كانت تجمعات لعمال مهرة يعملون بحرفة معينة ويسعون من خلال النقابة للحفاظ على حرفتهم من الدخلاء. ومع تطور الرأسمالية  ساد بالتدرج الميل نحو النقابات الصناعية التى ينتظم بها جميع عمال صناعة معينة أو مجموعة متقاربة من الصناعات بصرف النظر عن المهنة أو الحرفة. وكان هذا بالطبع فى التنظيم النقابي للعمال.

وكان مستوى الصراع الطبقي دوماً محدداً أساسياً لمضمون العمل النقابي. فخلال النصف الأول من القرن التاسع عشر مثلاً عصر الثورة الصناعية بما اتسمت به من استغلال بشع للطبقة العاملة الوليدة اتخذت النقابات الإنجليزية طابعاً نضالياً وراحت تربط بين النضال من أجل تحسين أوضاع العمال والنضال من أجل التغيير الجذري للمجتمع. كانت الصلة وثيقة فى هذه الفترة بين النقابات والقوى السياسية الثورية وكان طبيعياً أن تكون هذه النقابات غير شرعية وأن يتعرض قادتها للتنكيل والقمع السافر على يد العدو الطبقي (الطبقة الرأسمالية ودولتها) وعندما انتعش الاقتصاد البريطاني فى منتصف القرن التاسع عشر وهبط مستوى الصراع الطبقي اتخذت النقابات طابعاً محافظاً ضيق الأفق يستبعد أي اهتمام بالسياسة ويؤكد على الطابع الحرفي والفئوي للعمل النقابي، فى الوقت نفسه ظهرت للوجود شريحة من البيروقراطية النقابية  تحظى بتقدير أصحاب العمل والدولة وتعمل على حصر نشاط النقابات فى أضيق الحدود. والأمثلة كثيرة على التفاوت فى طبيعة النقابات وفقاً لمستوى الصراع الطبقي.

ويمكن القول أنه على اثر صراعات تاريخية كبرى شهدت نجاحات وإخفاقات للطبقة العاملة والحركة العمالية، سادت فى البلدان الغربية المتقدمة صيغة عامة للعمل النقابى، تم بموجبها  إضفاء الشرعية على العمل النقابي من جانب، وحصر اهتمام النقابات بمصالح العمال الاقتصادية في إطار الرأسمالية من جانب أخر. أي أن الرأسمالية قبلت الاعتراف بالنقابات وبحقها فى شن الإضرابات دفاعاً عن مصالح أعضاءها مقابل توقف النقابات عن تهديد وجود المجتمع الرأسمالي ذاته. وكان المستفيد الأكبر من هذه الصفقة هو القادة النقابين الذين تحولوا إلى شريحة طبقية مستقلة تتمتع بالنفوذ السياسي والمكانة الاجتماعية والأمان (بل والثراء) الاقتصادي، وتقوم بدور الوسيط الذى يدير الصراع الطبقي بحيث يحول دون وصوله إلى مرحلة الانفجار الثوري.


إلا أن هذه الصيغة المستقرة نسبياً فى الغرب المتقدم (رغم أنها تتعرض للتحدي

 

هناك أيضاً فى فترات المد فى الصراع الطبقي) لم يكن لها مجال فى أغلب بلدان عالمنا نحن الرأسمالي. والسبب فى ذلك بسيط، وهو أن الرأسمالية خارج الدول الصناعية المتقدمة أضعف من أن تتحمل النضال الاقتصادي للنقابات! ومن هنا يميل العمل النقابي فى هذه البلدان للمزاوجة بين قضيتين متناقضتين تماماً. الأول هو أن تكون هناك نقابات صورية موالية للسلطة (إذا وجدت النقابات أصلاً) تمتنع عن أي نوع من النضال، وهذا هو الوضع فى مصر اليوم مثلاً. ويظل هذا الوضع سائداً طالما استمر مستوى الصراع الطبقي منخفضا.

أما مع تفجر الصراع الطبقي، فإن الطبقة العاملة تعزز بكفاحها وإبداعها نقابات تدافع عن مصالحها، تربط بين الاقتصاد والسياسة وتتحدى النظام الاجتماعي برمته.

وتلك هي النقابات التى ينبغي على المناضل العمالي الحقيقي أن يسعى إليها فى مصر اليوم وغدا.

 

عمر الشافعــــى

 

 

 

 

12 هموم  العمال                                   كلام صنايعيـــــة                              نوفمبر1998

الإدارة تأكل في الشيراتون ..

والعمال أكلهم للكلاب

 

حكاية الحمي التي أصابت إدارة شركة النقل والهندسة، وحواديت عن نضالات عمالها التي طالما كان لها اثر السحر علي أعراض الهياج عند الإدارة. وهي حكاية - ككل حكايات الطبقة العاملة -  مليئة بالعبر.. لمن اعتبر.

تحقيق : خالد البلشى

 

 


الإدارة العليا في شركة النقل والهندسة لصناعة إطارات السيارات " نسر" بالإسكندرية في حالة حمي منذ عدد من السنوات.. وهي ليست وحدها في ذلك.. الرأسمالية المصرية كلها تعاني من الحالة.. وابرز أعراض المرض هو اضطهاد العمال "عمال علي بطال".. تخسر الشركة بسبب النهب والفساد وسوء الإدارة، فترتفع حرارة الإدارة العليا ومن هم اعلي منها ويتصاعد التعسف والظلم والاضطهاد ضد العمال.. تكسب الشركة رغم النهب والفساد وسوء الإدارة، فترتفع أيضا حرارة الإدارة العليا ومن هم أعلى منها، ويتصاعد التعسف والظلم والاضطهاد ضد العمال.. ولا تسلم شركة من العدوى: شركة قطاع (أعمال) عام في طور "تصحيح" هيكلها المالي .. حمي، شركة قطاع أعمال عام في طور الخصخصة .. حمي، شركة تمت خصخصتها بالفعل  .. حمي، شركة قطاع خاص قديم أو جديد .. حمي. الرأسمالية المصرية كلها في حالة حمي لا شفاء منها، عرضها الأساسي الهياج علي الطبقة العاملة وجماهير الكادحين كلهم وتشديد استغلالهم وتكثيف اضطهادهم: تخفيض للحوافز والأجور.. تقليص للإجازات وتصعيد للجزاءات.. فصل وبلطجة وتسريح وتطفيش.. كل هذا إلى جانب تدخل الأمن.. وما يواجهه العمال مع بقية الكادحين في هذا البلد من بهدلة يومية، هذا إذا سلموا من حوادث القطارات والميكروباصات، والزلزال والفيضان ومشاريع تجميل المدن بهدم بيوت الفقراء من السكان. 

وإذا كان صحيحا أن العمال ليس في يدهم علاج للرأسمالية من حالة الحمي هذه - فهي في نهاية الأمر تعبير عن مرض عضال لا يرجا منه شفاء - فان في يدهم علاج الأعراض.. فحين يتحرك العمال.. يتضامنون ويأتلفون ويقاومون.. حين يجرؤ  العمال علي استخدام أدواتهم الطبيعية في الإضراب والاعتصام ومختلف أسلحة الاحتجاج السلمي.. حين يكفون عن أن يكونوا أنفارا ممتهنين لكي يصبحوا عمالا منظمين ومقاومين ..  "تكش" الإدارات العليا، هي ومن هم اعلي منها، وتنخفض الحرارة ويخفت الهياج وتخبو - ولو مؤقتا - أعراض الحمي. وهذا أيضا من دروس شركة النقل والهندسة وال4200 عامل وأكثر الذين تقف الشركة علي أكتافهم. 

في العام الماضي زادت أرباح شركة النقل والهندسة لتصل إلى 30 مليون جنيه، وذلك حسب الميزانية المعلنة للشركة، كما حصلت الشركة على شهادة الأيزو بفضل جهود عمالها..  إلا أن ذلك لم يعود على العمال إلا بالمزيد من إنتهاك حقوقهم وإهدارها، في ظل إدارة مستبدة هائجة لا هم لها غير الهجوم على المكتسبات العمالية.. تدعمها في ذلك توجهات حكومية تستهدف إجراء تخفيضات كبري في العمالة بشركات قطاع الأعمال العام تمهيداً لخصخصتها.

أما النقابة فهي كغيرها من النقابات التابعة والخانعة "نائمة في العسل".. يضطهد العمال وتنزع حقوقهم والنقابة تغط في نومها، يثور العمال ويحتجون ويضربون ويعتصمون، والنقابة "آخر من يعلم".

فلنروي إذن قصة شركة النقل والهندسة.. حكاية الحمي التي أصابت إدارتها منذ عدد غير قليل من السنوات، و"حواديت" نضالات عمالها التي طالما كان لها أثر السحر علي أعراض الهياج عند الإدارة. وهي حكاية ككل حكايات الطبقة العاملة مليئة بالعبر.. لمن اعتبر.

مع بدايات عام 1993 بدأت الحكومة في تطبيق سياسات الإصلاح الهيكلي في شركة النقل والهندسة فتم تغيير الإدارة ليتولى د/على السلمي رئاسة مجلس الإدارة ويعين نبيل صبري عضوا منتدبا بالشركة.

وفى ظل الإدارة الجديدة، ورغم زيادة الإنتاج بالشركة،  تم الاعتداء علي العديد من حقوق العمال . . فتم ربط حافز الإنتاج بالمبيعات بدلاً من الإنتاج. وفي الوقت نفسه وبسبب سوء  الإدارة وفساد نظام التسويق بالشركة (وهو الذي كشفت عنه الأحداث فيما بعد)، صاحب ذلك الإجراء انخفاض كبير في المبيعاتـ، ، مما أدى إلى تقليـــــص حافز الإنتاج (وهو جزء لا يتجزأ من الأجر الحقيقي للعامل) بأكثر من 50% .. وبينما  كان حافز الإنتاج يتراوح بين ستة أو سبعة أشهر كل ثلاثة شهور في ظل الإدارة  السابقة  -  إدارة محمد فتحـــــي الفقي -  انخفض 

 

 

"فى يوم 18/7 بدأ العمال مايطلعوش للمطعم ، وفى تانى يوم خرج رئيس مجلس الإدارة وقال لبتوع المطعم : إرموا الأكل للكلاب .. فى اليوم الثالث .. وبعد ماخلصت الوردية الأولى شغلها ، مخرجتش من الشركة .. والوردية الثانية .. إنضمت للأولى .. والوردية التالتة إنضمت لهم .. وفى يوم 21/7 الصبح كانت الثلاث  ورديات قاعدين فى المصنع .. "

نوفمبر 1998                                  كلام صنايعيـــــة                               هموم العمال 13
    
  
 
 

 

 

إلى ثلاثة أشهر كل ثلاثة شهور في ظل الإدارة الجديدة.. ومع ذلك منيت الشركة بخسائر فادحة.

كما دب الخلاف بين كل من رئيس مجلس الإدارة د/على السلمي والعضو المنتدب نبيل صبري.. فيستقيل د/على السلمي ويكتب مقالاً في جريدة الأهرام بتاريخ 25/11/1993 بعنوان "البيه المدير"، يكشف فيه عن وجود خلافات عنيفة داخل إدارة الشركة.. يعزوها إلى إساءة  استخدام العضو المنتدب لمنصبه.. و يكشف عن استشراء الفساد في الشركة، مما تسبب في إهدار كبير في أموالها ومن ثم في خسائرها.

واتهم علي السلمي العضو المنتدب نبيل صبري باحتكار الكثير من صلاحيات مجلس الإدارة، مما  أعطى له فرصة كبيرة في التحكم فيما تطرحه الشركة  من مناقصات وتوجيهها لمن يريد ..

ترتب علي استقالة علي السلمي واتهاماته تغيير مجلس إدارة الشركة ليعين أحمد غنيم مفوضاً عاماً للشركة. وما يكاد احمد غنيم أن يشرع في التحقيق فيما ورد بمقال على السلمي من اتهامات حتى توافيه المنية، ويموت في مكتبه بعد تسعة أيام من توليه لمنصبه الجديد. وتنشر جريدة "الحقيقة" في يوم السبت 19 ديسمبر 1993 خبراً تحت عنوان "شبهه جنائية في وفــــــاة

أحمد غنيم المفوض العام لشركة النقل والهندسة".

ويروي  أحد عمال الشركة قصة أيام احمد غنيم التسعة في الشركة قائلا: "أحمد غنيم قعد تسعة أيام أكتشف فيهم حاجات كثير، منها أن المدير المالي للشركة " أ .ب" شايل فلوس الجزاءات باسمه في البنك، وأن مكتب السياحة بتاع الحج والعمرة اللي بتتعامل معاه الشركة بإستمرار بتاع أخوه، ده غير اللي بيعمله طلعت البطل في الجمارك وحاجات تانية كثير .."

ويمضي العامل فيقول، "المهم أن أحمد غنيم جهز الأوراق والمستندات وكان رايح بيها لعاطف عبيد يوم السبت، فمات في مكتبه يوم الجمعة الساعة عشرة مساءاً ويقال أن جت له سكتة قلبية .. بعد ما مات أحمد غنيم بدأت العمال تصحى .. فبدأت العمال تكتب على الحيطان شعارات زي: (مصنع الشهيد أحمد غنيم)،  (لو أنت خايف من الرحمن.. رجع اللي سرقته يا بنان)، (كل حرامى وله كرسى.. البنان وطلعت البطل والسيد مرسى)، (لا تلوم على نقابتنا ولا تعيب.. مجموعة عبط ورئيسهم طيب)،  إشارة لفتحي الطيب رئيس النقابة."

ويستمر عامل النقل والهندسة في روايته فيقول، "الخلاصة، إن أحمد غنيم كشف للعمال حقيقة اللي ماسكين الشركة.. والعمال بتحكي كتير  عن اللي عمله في التسع أيام اللي قعدهم وكان بيفكر يشيل الروس الكبيرة في الشركة زى البنان وطلعت البطل بعد ما شاف الأبهة اللي همه عايشين فيها.. لدرجة أنه قلع الجزمة وهو داخل عند طلعت البطل في مكتبه، لأن مكتبه كان رهيب.. أحسن من مكتب الوزير نفسه."

كان موت أحمد غنيم بمثابة الشرارة التي فجرت سخط العمال.. فكان الغموض المحيط بوفاته بمثابة تأكيد علي حجم الفساد المستشري في الشركة. ووصل الأمر إلى حد أن أشاع العمال - وفقا لرواية أحدهم -  أن  "أحمد غنيم كان قبل وفاته قد أعطى الأوامر بصرف 60 يوما من رصيد صندوق الإجازات لكل عامل، وأنه قد تحرر بها شيكاً ولم يصرف." حقيقة أم أسطورة.. لا نعرف؟ الأكيد أن العمال كانوا كالجمر، في انتظار شرارة لكي تشتعل.

وهكذا شهدت شركة النقل والهندسة الاعتصام الأول في تاريخها.. أستمر 12 ساعة، من السابعة صباحاً وحتى السابعة مساءاً.. وطالب العمال المعتصمون بتغيير نظام الإجازات "حيث كان نظام الإجازات في الشركة يحدد عدد فرص الإجازات بـ 6

فرص لكل عامل، يأخذها في وقت محدد من العام .. وهو الثلاثة شهور الأولى .. ولــو

14 هموم  العمال                                كلام صنايعيـــــة                              نوفمبر1998

 

 

أستهلك العامل أكثر من هذه الفرص الست يخصم منه حافز الانتظام ( 12جنيها).. كما طالب العمال بزيادة بدل الورادى وزيادة بدل المواصلات وزيادة حافز الإنتاج.

استمر الاعتصام حتى وصول مدير الأمن بالإسكندرية وإجتمع بمجموعة من العمال ووعدهم بزيادة بدل الوردية خمسة جنيهات وزيادة بدل المواصلات ثلاثة جنيهات.

بعد أحداث الإعتصام أسندت إدارة الشركة إلى حسن الحسينى،  الذي اجتمع بالعمال في يوم 16 يناير 1994 ليتحدث معهم عن مشاكلهم، وعن أسباب خسارة الشركة، وأسباب معاناتهم.. فوقف المهندس عادل كمال، بصفته عضو منتخب سابق في مجلس الإدارة، وقال له أن "العيب ليس في العمال  ولكن في الإدارة"، وأن السمكة تفسد من راسها "شيل راسها وهى تبقى كويسة".. ولم تمر أيام قليلة حتى كان عادل كمال قد تم فصله من الشركة فصلا تعسفياً.

ومع ذلك فقد ترتب علي الاعتصام أن بدأت الشركة في صرف الزيادة التي وعد بها مدير الأمن.. وأخذت الشركة تصرف حافز الإنتاج شهرياً، والذي وصل إلى 57 يوماً في أول شهر بعد الإعتصام (يناير 1994) ليعود الحافز قريبا لما كان عليه أيام محمد فتحي الفقي.

ولكن "اللي فيه داء ما يسلاهوش" .. فلم تمر فترة طويلة حتى عاودت الإدارة الاعتداء علي حقوق العمال، ليأخذ حافز الإنتاج في التناقص ليصبح 52 يوماً في الشهر،  ثم 45 يوما ، ليصل إلى 31 يوما في الشهر.. ويثبت على ذلك لمدة 18 شهرا كاملة، حتى ديسمبر 1996، وذلك دونما مراعاة  لزيادة الإنتاج بالشركة في تلك الفترة.. وفي الوقت نفسه، بقي بدل المواصلات كما هو دون زيادة وكذلك بدل الورادى.

ولكي تثبت الإدارة أنها "ملكية أكثر من الملك" في عداءها للعمال تجاهلت قرارا وزاريا صدر في تلك الفترة بزيادة بدل طبيعة العمل للعاملين في شركات قطاع الأعمال العام بنسبة 100%، علي أن يطبق بأثر رجعى علي العام السابق علي صدوره. فلم يتم تطبيق القرار بالشركة  إلا بعد سنة كاملة علي صدروه.. وحين طالب العمال بالسنة التي لم يطبق فيها القرار، فضلا عن السنة السابقة علي صدوره والمطبق عليها القرار بأثر رجعي، ردت عليهم الإدارة بأن القرار يطبق حسبما يرى رئيس مجلس إدارة الشركة.. حتى كان شهر ديسمبر 1996 حين قام رئيس مجلس الإدارة بإلغاء صرف مكافأة الجهد المتميز، والتي كانت تصرف للعمال في يوم 15 من كل شهر.. ليشرع العمال في تنظيم اعتصام جديد.

بدأ العمال اعتصامهم بإضراب عن الطعام إستمر لمدة يومين، فسارعت إدارة الشركة بصرف المكافأة الملغاة حتى لا يتطور الأمر إلى ابعد من ذلك ..

بعد مرور فترة على الاعتصام عادت الإدارة لتصعيد اعتداءاتها علي حقوق العمال، فعاودت إلغاء مكافأة الجهد المتميز من بعض الأقسام ( الخلاص والتجهيز وطبخ النقل) في إبريل 1997.

ورغم ما كانت الشركة تحققه من مكاسب بفضل جهود العمال إلا أن مطالب العمال دائماً ما كانت تقابل بالتجاهل، بل ووصل الأمر إلى حد التعدى عليهم بالسباب أثناء مطالبتهم ببعض حقوقهم .. يقول أحد العمال "كنا  كل مانيجى نطلب حاجة كان يشتمنا ويطلع لنا جيوبه ويقول: ممعييش فلوس ..  طيب زود التموين يا ريس..  يقول هو أنا وزارة التموين. وفى شهر رمضان كانت الشركة متعودة تصرف للعمال مكافأة في ليلة القدر ، ولما قولناله في حفلة ليلة القدر:  المكافأة يا ريس.. قعد يشتمنا ويقول لنا انتوا كل حاجة عايزين فلوس."

 وفى ظل التوجهات الحكومية لخصخصة شركات قطاع الأعمال لجأت إدارة الشركة لإتخاذ مجموعة من الإجراءات من بينها: التأخر في صرف الأجور وعدم صرف الحوافز، كما أصدر رئيس مجلس الإدارة قراراً بالإمتناع عن صرف مكافأة الصيانة، التي كانت تصرف للعاملين بالشركة بعد إتمام عمليات الصيانة .. وذلك للضغط على العمال ودفعهم لترك العمل في محاولة لتخفيض أعداد العمال تمهيداً لخصخصة الشركة.

عند حصول الشركة على شهادة الأيزو 9001، طالب العمال بصرف مكافأة لهم بهذه المناسبة، أسوة بعمال الشركات الأخرى التي حصلت عليها..  ولكن، استمرارا لسياسات الضغط على العمال، رفضت إدارة الشركة صرف المكافأة، في الوقت الذي قامت فيه بتنظيم حفل كبير بشيراتون  المنتزه إحتفالاً بحصول الشركة علي  شهادة  الأيزو، حضره أكثر من 60 شخص، وتم خلاله توزيع مكافآت وجوائز على أعضاء الإدارة العليا بالشركة.. وترجح بعض المصادر أن الشركة أنفقت علي هذا الحفل ما يزيد عن 150 ألف.

وكان من الطبيعي أن يواصل العمال احتجاجهم علي عدم صرف مكافئة لهم بمناسبة حصول الشركة علي شهادة الأيزو،  ليخرج عبد القادر رشدى، عضو اللجنة النقابية وعضو مجلس الإدارة المنتخب، قائلا: " أبشروا!  الخير جاى، وسوف تصرف لكم المكافآت." أنتظر العمال ولم تصرف المكافآت.

وفي يوم 18 يوليو من هذا العام شرع العمال في إضرابهم الأخير..  كانت البداية هي امتناع العمال عن دخول المطعم، معلنين إضرابهم عن تناول الوجبات.. واستمر الإضراب عن الطعام خلال يوم 19 يوليو، وذلك كخطوة في اتجاه الإضراب عن العمل (وفقا للتقاليد المتبعة في الاحتجاجات العمالية في النقل والهندسة). وكانت استجابة رئيس مجلس الإدارة   مفزعة، حيث أمر بإلقاء الأكل للكلاب.. ولنترك للعمال أنفسهم متابعة رواية تفاصيل ما جري.

يقول أحمد العمال "..لما قسم الريديل خد شهادة الأيزو 9001 نتيجة لتعبنا وسهرنا في الشغل طالبنا بمكافأة، وخصوصاً أن كل الشركات اللي كانت بتاخد الإيزو كانت بتصرف مكافآت بتوصل لشهرين.. لكـــــــن

 

 

نوفمبر 1998                                   كلام صنايعية                              هموم العمال 15

 

 

الشركة راحوا وعملوا حفلة في شيراتون المنتزه صرفوا عليها شئ وشويات، وكل واحد من الكبار خد اللي فيه النصيب.. ولما اعترضنا خرج لنا عبدالقادر رشدى وقال: أبشروا  الخير جاى وهتتصرف لكم مكافآت وبرضك متصرفش حاجة."

ويمضي عامل النقل والهندسة في روايته فيقول: "وفى يوم 18/7 بدأ العمال مايطلعوش للمطعم، وفى تانى يوم خرج رئيس مجلس الإدارة وقال لبتوع المطعم: ارموا الأكل للكلاب ..ولما اترمى الأكل للكلاب العمال اتجننت زيادة ..

"في اليوم الثالث - اللي هو يوم 20/7 - وبعد ما خلصت الوردية الأولى شغلها، ماخرجتش من الشركة، وقعدت في الساحة جنب جامع الشركة بعيد عن الشغل.. الوردية التانية إشتغلوا وبعد الشغل إنضموا للأولى.. والوردية الثالثة إشتغلت وبعد كده إنضمت لهم.. وفى يوم 21/7 الصبح كانت الثلاث ورديات قاعدين في المصنع. قاموا بتوع الإدارة مبلغين الأمن. لقينا مأمور قسم سيدى جابر ومأمور قسم شرق جايين عايزين يلموها بس إحنا مرضيناش.. وبعد شوية لقينا الشركة متحوطة من كل ناحية بعربيات الأمن المركزي..  ييجي أكثر من 20 عربية، فقعدنا نهتف ( لا إله إلا الله .. الحسينى عدو الله) ..(صدر جوه ..صدر بره.. حافز الإنتاج هو هو)  وطالبنا بنزول الحسينى لينا فرفض.. ولما رفض طالبنا بمجئ المحافظ أو رئيس مجلس الوزراء أو مدير الأمن، وقعدنا نقول (المحافظ فين .. الحرامى أهه).. محدش نزل إلا بتوع النقابة، فقلنا لو محدش نزل هنوقف الإنتاج."

.. ومع اشتعال الاحتجاج العمالي عمدت إدارة الشركة إلى فرض إجازة إجبارية على عمالها لمدة ثلاثة أيام، عاد العمال بعدها ليواصلوا اعتصامهم بالشركة، ولكن دون التوقف عن العمل.. كما قاموا بتشكيل فرق منهم للمحافظة على المنشآت.

ومن جانبها واصلت الإدارة تهديد العمال فأطلقت  شائعات بأن حافز الإنتاج لن يزيد عن 19 يوما نتيجة لتوقف الشركة، فكتب العمال على الجدران: (موعدنا يوم 27) .. ليجيء اليوم و يصرف حافز الإنتاج كاملا."

نجح الاعتصام في إجبار الشركة علي صرف 15 يوما مكافأة بمناسبة الحصول علي شهادة  الإيزو، كما تم صرف 15 يوما مكافأة صيانة، ورفع بدل الوردية  بمقدار 5 جنيهات، وزاد بدل المواصلات 3جنيهات.. وهو يبقي مع ذلك ادني من أن يفي بحاجة العمال ، حيث لا يتجاوز 15 جنيها في الشهر.

كما بدأت الإدارة تتساهل في خروج العمال من المصنع، فباتت تسمح لهم بالخروج من نصف الوردية، وهي رحمة باطنها العزاب..  تستهدف الإدارة منها الحول دون التقاء عمال الورديات المختلفة مع بعضهم البعض، ومن ثم قطع الطريق علي الاحتجاجات العمالية المنظمة.

هدأت الأمور في الشركة لتعاود  الإدارة من جديد الاعتداء على العمال، فتم نقل "المشاغبين" منهم ( بتعبير الإدارة(  إلى الأقسام السيئة بالشركة .. لدرجة إن أحد المشرفين (م.ع)، وهو مشرف بناء النقل، اتهم بتحريض العمال على عدم الحضور يوم الجمعة ونقل من قسم بناء النقل للخلاط - منفى الشركة علي حد قول العمال - وذلك علي الرغم انه من اعلي عمال الشركة  إنتاجية.

كما أطلق المدير سلطة الإدارة في خصم حافز الإنتاج بالكامل.. فيحرم أحد العمال من كامل الحافز لمدة تزيد عن ستة شهور، كان يعطي خلالها صفرا في الإنتاج لأنه يعاني من انزلاق غضروفي يضطره للتغيب عن الشركة أحيانا.

ومضت الإدارة في مسعاها للانتقام من العمال وكسر نفسهم، فأطلقت الجزاءات بلا ضابط أو رابط، فطالب العمال أعضاء اللجنة النقابية أن يوفروا لهم نسخة من اللائحة الداخلية للشركة.. ولكن حتى هذا الطلب البسيط امتنعت النقابة عن الاستجابة له، متعللة بأن ليس لديها نسخة من اللائحة!!

ورغم زيادة الإنتاج هذا العام فإن الحوافز نقصت.. يقول أحد العمال، "كنا بنعمل 50 ألف إطار في قسم الريديل، حالياً  بنعمل 78 ألف إطار ورغم كده الحوافز قلت."

زد علي كل هذا أن قواعد الصحة المهنية لا تكاد تحظى بأي عناية في الشركة، وهو الأمر الخطير في بعض الأقسام، وبالذات قسم الخلاط.. فهذا القسم يشهد بداية تكوين الخامة، حيث تصل حرارتها لأكثر من 290 درجة مئوية، وتنبعث منها غازات وأبخرة شديدة الضرر بصحة العاملين.

كما يشغل العمال مصير أموال صندوق التأمين التكميلى،  والذي وصلت حصيلته إلى أكثر من ثمانية ملايين جنيه، مقتطعة كلها من رواتب العمال، علما بأن اشتراك العامل في الصندوق عند تأسيسه عام 87 كان يساوي 11.5 % من مجمل الراتب، ارتفع 18%، دون أن يعود الصندوق بأي فائدة على العمال.

الخطير في الأمر أن إنتخابات الصندوق، والتي كانت تجرى كل ثلاث سنوات، قد توقفت تماماً ولم تجر منذ أكثر من خمس سنوات . ‎. ومنذ سنة 1996  (موعد إجراء الانتخابات السابقة) لم تعقد للصندوق جمعية عمومية واحدة. والآن تنتشر في الشركة شائعات بأن " الصندوق فلوسه إتسرقت، وعلشان كده مأجلين الانتخابات." وتكتسب هذه الشائعات مصداقيتها من واقع أن غالبية طلبات العمال للاستفادة من أموال الصندوق تقابل بالرفض.

أضف إلى كل ذلك أيضا أن هناك أكثر من 700 عامل يعملون في الشركة بعقود مؤقتة ولا يتمتعون بأية ضمانات تأمينية ومعرضين للطرد في أى لحظة إذا إقتضت ظروف الخصخصة ذلك، حيث أن الشركة لم تقم بتثبيت أى من العمال المؤقتين منذ شهر إبريل 1996.

 

إلى هنا تقف قصة النقل والهندسة.. ونترك الفصل التالي لعمال الشركة يكتبونه بنضالهم.

 

 

 

 

 

أيام العمال                                    كلام صنايعيـــــة                                 نوفمبر 1998

"هل تعلـــــــــــــــــــــم ..

 


·خلال الشهر الماضي أصدرت مجموعة من القيادات العمالية بشركة غزل المحلة منشوراً دعت فيه عمال الشركة للمشاركة في نقاش "هادئ" حول ما أسمته "بكارثة" المعاش المبكر.. والذي وصفه المنشور بأنه "فصل جماعي، يتقدم إليه العمال و لكن بلا وعى أو  إدراك، تسوقهم إليه حاجتهم الشديدة.."

ويعدد المنشور اوجه الخسائر الفادحة التي يتعرض لها عمال الشركة من جراء صيغة المعاش المبكر ويبين ما فيها من خداع.. فيخاطب العمال قائلا: "فهل تعلم يا أخي العامل أن الجنيهات القليلة التي تحصل عليها في المعاش المبكر يستقطع منها كل الأقساط الباقية للتعاون والأقمشة الشعبية والسلف وباقي الديون" .. أضف إلى ذلك احتمالات الطرد من السكن للعمال ساكني مساكن الشركة، وشرور البطالة التي يساق لها العمال في ظل تفاقمها في أنحاء  البلاد، كما يبين فداحة الوهم بإمكانية إقامة مشروعات صغيرة تدر عائدا يقيم أود العامل وأسرته. ويعرف المنشور العمال بأن المعاش المبكر يعني حرمانهم من حقهم في صندوق التكافل الاجتماعي وفي العلاج المجاني ورحلات مصايف النقابة.. ويضيف، "وأخيراًهل تعلم يا أخي العامل أن مكافئه أل 14 شهر ومكافأة الدفعة الواحدة لا تصرف  إلا لمن خرج في سن التقاعد ويحرم منها من خرج بالمعاش المبكر؟"

  • في نهاية شهر سبتمبر قام عمال الباخرة "ماجيستى" التابعة لشركة "مو" باعتصام في الباخرة حيث أن الأجور متوقفة منذ عام كامل. وكان صاحب العمل يتحايل بصرف مبالغ محدودة لا تزيد عن 50جنيها لكل عامل كل شهرين أو ثلاثة لكي يواصلوا العمل، مطالباً إياهم "بتحمل الأزمة معه".
  • شرعت  الحكومة خلال الأيام الأخيرة من شهر سبتمبر في طرح دفعة جديدة من شركات "قطاع الأعمال العام " (60 شركة) للبيع .. وقد اتخذت هذه الخطوة الجديدة في مسيرة الخصخصة ابان وجود بعثة من صندوق "النكد" الدولي في القاهرة!
  • وفي الأسبوع الأخير من شهر سبتمبر قررت شركه ترسانة الاسكندر يه البحرية تسريح 1000 عامل بنظام المعاش المبكر .
  • في بداية شهر أكتوبر اتخذت شركه الخشب الحبيبي إجراءات تسويه المعاش المبكر لعدد من العاملين بتكلفه 510 مليون جنيه،  و ذلك تسهيلا لبيع الشركة للمستثمر جورج كامللي.

 

  • وفي العامرية للأسمنت صرح  رئيس الشركة القابضة انه قد تم تصفيه شركه التركيبات و الخدمات الصناعية و تم منح العاملين بها المعاش المبكر. و ينفذ النظام الآن بالشركة الأهلية للصناعات المعدنية حتي يتم طرح أصولها للبيع  للمستثمرين، مع الاحتفاظ بعماله بسيطة تقدر بحوالي 600 عامل فقط بعد أن كانوا 3000.
  • فى 13 أكتوبر وقع أكثر من 90% من عمال شركة الإسكندرية للمنتجات المعدنية على عريضة موجهة لوزير  القوى العاملة ورئيس اتحاد نقابات العمال ورئيس النقابة العامة للصناعات الهندسية أعلنوا فيها فقدان ثقتهم في اللجنة النقابية في الشركة، وطالبوا باتخاذ الإجراءات  الرسمية الضرورية  لسحب الثقة منها.
  • وافق مجلس إدارة الشركة القابضة للتشييد و التعمير علي تطبيق نظام المعاش

 

المبكر في شركات أطلس والعربية  والنيل للمقاولات.. و يتم حاليا تطبيق النظام علي العاملين بشركه الوادي الجديد و المصرية للمباني، كما سيتم تطبيق النظام علي شركتي النصر و المعمورة للإسكان والتعمير .

  • وكانت شركه كاد بوري - المالك الجديد لشركه بم بم  - قد أجبرت 100 عامل بمصنع السيدة زينب علي الاستقالة مقابل 3 شهور مكافئه.. وإزاء فشلها في تسريح بقيه العاملين قامت كاد بوري بتغيير وظائف الإداريين وأمناء المخازن إلي عمال إنتاج وخدمات ومعاونه ، وعملت علي خصم الحوافز و الامتناع عن صرف منحه عيد العمال.. و من جهة أخرى فوجئ العمال الذين تم نقلهم إلي العاشر من رمضان - وعددهم 65 عاملا - بقرار إداري معلق علي باب المصنع بمنع دخولهم .. فتوجهوا إلي مكتب العمل الذي رفض استقبالهم.
  • تمكن 130 عاملا بشركة الشرق الأوسط للبلاستيك من الحصول على أحكام قضائية ضد قرار الشركة بفصلهم من العمل. كما رفض 200 عامل استغلال "شركة ومشروع مريوط"  لحاجتهم للعمل بتعيينهم بعقود عمل محددة المدة.
  • تقدم عمال شركة الصناعات المعدنية والهندسية (وهي شركة قطاع خاص) بطلب لرئيس الوزراء، يطالبونه بالتدخل لدى إدارة الشركة لصرف مرتباتهم المتأخرة منذ شهور .. أكد العمال أن الكثيرين منهم لم يقبضوا أجرا عن شهر أغسطس الماضي حتى ساعتها.
  • شهدت منطقتا امبابة وميت عقبة إضراباً جماعياً لسائقي الميكروباص - يوم 24 أكتوبر الماضي-  احتجاجاً على الحملات المرورية المكثفة التي تقوم بهـــــا
 

 

نوفمبر 1998                                    كلام صنايعيـــــة                                 أيام العمال 3

 
 

يــــا أخــــــى العامــــل.."

 

شرطة المرور بالجيزة وطالبوا بوقف عمليات سحب الرخص وتشديد المخالفات.

وقبلها بشهر تقريبا عاشت محافظة بورسعيد حالة من الشلل حيث أعلن سائقو الميكروباص الإضراب (يوم 26 سبتمبر)، احتجاجا على تعرضهم للإهانات المتكررة من قبل ضباط الشرطة، بصورة لا تحتمل.. وتشمل السباب  وتوجيه الألفاظ النابية والاعتداء بالضرب وسحب التراخيص الخاصة بهم وبسياراتهم.

< >في يوم 26 أكتوبر فوجئ سكان الدريسه بالفيوم -"السكن الخاص بالسكة الحديد"- بقوه بقيادة مأمور قسم الفيوم ومأمور شرطة النقل تقتحم المساكن و تخليها بالقوة الجبرية و قد أدي ذلك إلي تشريد 15 أسرة القي بهم إلي الشارع دون رحمه أو إنذار . وكان من بينهم عاملين بالسكة الحديد أحيلوا إلي المعاش و منهم أيضا أسر عاملين سابقين توفوا.شهدت أواخر شهر أكتوبر فصل 76 عاملاً  من عمال "الميريلاند" بمصر الجديدة..  وذلك أثر نزاع بين شركة "مصر الجديدة للإسكان والتعمير"  المالكة للأرض من جهة والمستأجر للفندق من جهة اخري.. وانتهي النزاع  بحكم قضائي لصالح الشركة بإنهاء  العلاقة الايجارية مع المستأجر، فكانت النتيجة  طرد 76 عاملأ.لجأ العاملون إلى النقابة العامة للسياحة التي قامت بصرف مبلغ 100جنيه لكل عامل مع وعد بالتدخل لتشغيلهم بالفندق في حالة افتتاحه.. ولجأ البعض إلى التأمينات الاجتماعية لصرف تأمين البطالة بحكم أنهم من المؤمن عليهم ، وكان الرد صرف أجر أربعة  أسابيع فقط لا غير !

 

< >قامت الهيئة العامة للمعارض والأسواق الدولية بفسخ عقود نحو 25 عاملا وتذرعت بأن العمالة المؤقتة قد استنفذت.. بعض العمال يعملون بالهيئة منذ 10 سنوات.. ومن المفارقات أنه في اليوم نفسه تعاقدت الهيئة مع 20 عامل آخرين.قام رئيس مجلس إدارة شركة غزل الدلتا بحرمان حمدى هلال ، عضو اللجنة النقابية ، من ركوب أتوبيس الشركة وسحب الكارنيه الخاص به .. وذلك عقاباً له على "تحريض" ( حسب قول رئيس  مجلس الإدارة ) العمال بسبب خصم 12 يوماً  من حافز تحقيق الخطة وعدم صرف 40 يوماً (مكافأة الثلاثة شهور).كما قام رئيس مجلس الإدارة بتهديد حمدى هلال  وبإستدعاء مباحث أمن الدولة له .. مستنداً فى ذلك الى شهادة زور  من بعض أعضاء اللجنة النقابية ضده .

 

 

ومن جهة أخرى يشيع أمين اللجنة النقابية بالشركة بين العمال أن النقابة فى طريقها لتجميد نشاط كلاً من إبراهيم الهابط وحمدى حسين وحمدى هلال أعضاء النقابة بسبب نشاطهم فى الدفاع عن حقوق العمال ..

 

أخر خــــبر

< >فى يوم الثلاثاء 3 نوفمبر  اعتصم عمال مجمع الحراريات بالتبين احتجاجا على فك الإدارة لمكن المصنع  ونقله إلى فرع المجمع بالإسكندرية تمهيداً لتصفية المجمع.. وقد أنهى العمال اعتصامهم بعد تعهد الإدارة بعدم فك المكن. كما طالبت اللجنة النقابية للعاملين بالمجمع الإدارة بدعوة الجمعية العمومية للشركة لاجتماع غير عادى لمناقشة قرار الجمعية السابق بتصفية مجمع الحراريات بالتبين.

 

 

 

 
نوفمبر 1998                                  كلام صنايعيـــــة                                 أيام العمال 9


شواكيـــــــــــــــــــش

 

 

مواعظ سكسكه

< >لجنه نقابية بالتبين تعقد اجتماعا أسبوعيا تُحَضِّر  به عدد من العاملين بالشركة .الاجتماع مخصص لاستماع الحاضرين لشتائم رئيس النقابة لكل من يعارضه ،  ويؤكد لهم أنه مسنود مسنود ..قوي   و(الأمن مستتب ) . و أن المعاش المبكر اللي هيخرب بيوتهم جي جي  و ما باليد حيله  .

 

ويؤكد رئيس النقابة أيضاً أن النقابة تمام التمام رغم  إنها  ما بتعملش  أي حاجه  غير إنها تطبل لإدارة الشركة . و إنها لو تعرف تعمل حاجه تانيه كانت عملتها (علي قد علامها  ) ..  و أن اداره الشركة -رغم أنها هي اللي غرقتها - احسن إدارة.. . و أن قياده الشركة أحسن قيادة.. بس العمال هم اللي ما بيعرفوش يشتغلوا.

 

إكبس .. طفش ‍!

< >
شركة مصر للكباسات بالعاشر من رمضان تفاوض مائة عامل تقرر الإستغناء عنهم لترك العمل مقابل 1000جنيه لكل واحد ، والعمال يرفضون ترك العمل وقد تكفلت " دلينواز محمد رأفت " بتصفية العمالة بأى شكل .. ومن المتوقع فصل هؤلاء العمال قريباً .اللواء عبد الحميد البشرى مسئول الأمن بشركه إبيكو و المعروف بإضطهاده للعمال هو مسئول الثقافة العمالية بالعاشر من رمضان ! 

 

< >شركة إسبيريا بالمنطقة الثالثة بالعاشر من رمضان تقوم بتجديد عقود العمل للعاملين بها كل 6 شهور ، و تحرص الشركة على أن يفصل يوماً بين كل مدة حتى لا تضطر لتثبيت العمال . 

 

قرارات على الورق

< >في إطار القرارات التعسفية التي تمارس على العمال قام رئيس مجلس إدارة شركة "الدلتا للغزل" بطنطا بخصم 12 يوماً  من مستحقات العمال في مكافأة الحوافز .. وهى المكافأة المتعلقة  بتحقيق الخطة بنسبة 20% من الزيادة التي تحققت ، سواء كانت هذه الزيادة فى أرباح الشركة أو كانت تقليلاً للخسارة  في العام السابق . وذلك وفقاً لقرار د/عاطف عبيد "وزير قطاع الأعمال" بهذا الشأن . 

بطلوع الروح

< >بعض شركات قطاع الأعمال  تقوم بتشغيل العمال الذين سبق و أن أخرجتهم إلي المعاش المبكر  في نفس الأعمال التي كانوا يقومون بها   قبل خروجهم و لكن بلا ضمانات  أو عقود وبأجور زهيدة .المدير المالي بشركه النصر للمواسير منذ توليه الإداره المالية  لا يصرف مستحقات العاملين و العملاء المتعاملين مع الشركة إلا بطلوع الروح تحت حجه الحفاظ علي أموال الشركة  ، مما يتسبب فى الإساءة لسمعة الشركة لدى عملائها ويثير حالة من التوتر الدائم بين العاملين وإدارة الشركة . 

مبروك المباركة

< >عضو مجلس شعب حالي و عضو مجلس شعب سابق .. من المنتظر تصعيد الأول لعضويه اللجنة النقابية و الثاني لعضويه مجلس اداره الشركة التي يعيش عمالها حاله من القلق و الغضب نتيجة القرارات التعسفية التي تتخذها اداره الشركة في مواجهتهم وتباركها اللجنة النقابية . 

طباخ السم ..

< >شركه النصر للصباغة و التجهيز بالمحلة تقوم بتشغيل أكثر من 800 من الصبية الذين تتراوح أعمارهم من 14-16 سنه   .. و طبعا بدون عقود و بدون أي ضمانات و ذلك مقابل 1.25 جنيه في اليوم .أحد عملاء شركه النصر للصباغة والتجهيز أرسل مذكرة لرئيس مجلس إدارة الشركة يعلمه فيها إن الشركة أرسلت له  11 ألف متر قماش مجهزة رغم إن طلبيته كانت 5 آلاف متر فقط .. بعد التحقق و ثبوت الواقعة تقرر وقف مدير عام التجهيز ثلاثة أشهر و نقل ثلاثة مسئولين آخرين من قطاع التجهيز.طباخ استراحة رئيس مجلس اداره شركه النصر للصباغة  و التجهيز تم التعاقد  معه كمستشار بعد أن خرج إلي المعاش لبلوغه سن التعاقد و" السر في النفس ".

 

 

 

 

30  الـــدار                                    كلام صنايعيـــــة                                 نوفمبر 1998

فى خدمتـــــــك

 


أصبحت أحكام الفصل الخامس من الباب الثالث من قانون العمل رقم 137لسنة 1981 هى الأحكام واجبة التطبيق فيما يتعلق بواجبات العاملين وتأديبهم ..وذلك على جميع العاملين فى الشركات التابعة لقطاع الأعمال العام فضلاً عن عمال القطاع الخاص.

.. وعلى ذلك .. أصبحت تخضع لهذه الأحكام سائر الأمور والقضايا المتعلقة بحالات  الفصل من الخدمة .

.. ولما كان الكثير من عمال قطاع الأعمال العام ما زالوا حديثى العهد بمثل هذه الأحكام فإنهم ربما يرتبكون ، فيرتكبون- بحسن النية - بعض الأخطاء ، التى قد يترتب عليها رغم بساطتها- إهدار الكثير من حقوقهم.. وهى من هنا تستوجب التوقف عندها :

< >إذا تسلمت يا أخى العامل لا قدر الله- إخطاراً بفصلك من العمل .. فعليك أن تتوجه فوراً إلى مكتب العمل الذى تتبع له شركتك ، وأن تتقدم إليه بشكوى مكتوبة من قرار الفصل .يجب أن تعلم أن الموعد المقرر قانوناً لتقديم الشكوى هو أسبوع من تاريخ الإخطار بالفصل ، وأن التأخر يوماً واحداً عن هذا الأسبوع سوف يؤدى إلى عدم قبول دعواك المستعجلة أمام محكمة العمال الجزئية.لذلك.. ينبغى عليك ألا تهدر الوقت فى المحاولات الودية للتوسط عند الإدارة حتى تعدل عن قرار الفصل ..لأن العدول عن القرار بعد إصداره هو أمرٌ بالغ الصعوبة-أو يمكن القول أنه فى حكم المستحيل- .. كما أنك- على أية حال- تستطيع العمل فى مجال المساعى الودية بعد تقديم شكواك لمكتب العمل .. حيث أن ما يفوتك من عدم تقديمها لا يمكن لك تعويضه أو اللحاق به.فى كل الأحوال يتعين على الشركة التى تعمل بها أن تقوم بعرضك على اللجنة الثلاثية قبل إصدارها قرار فصلك من الخدمة ، وذلك حتى لو كان الفصل بسبب تجاوز أيام الغياب للحد المقرر قانوناً .. فإذا صدر قرار فصلك دون عرضك على اللجنة الثلاثية يكون قد صدر مخالفاً للقانون حيث يصبح فى حكمه كأن لم يكن.إذا قامت الشركة بعرضك على اللجنة الثلاثية ..فحاذر من التخلف عن الحضور، وعليك بتقديم دفاعك أمام اللجنة ..فإذا كان الفصل بسبب الغياب ، وكانت الشركة قد امتنعت عن إعطائك الإجازة رغم وجود مبرر قوى لها مثل المرض .. فعليك أن تثبت مبرر غيابك أمام اللجنة الثلاثة وتقدم ما يثبت مرضك أو تغيبك لسبب مشروع.إذا قامت شركتك بإنذارك بسبب الغياب ..فاعلم إنه نذير خطر محدق ، وإياك أن تتخلف عن الذهاب فى اليوم التالى لاستلامك الإنذار حتى لو كنت قد أرسلت فى طلب إجازة من قبل.عند تقديمك الشكوى إلى مكتب العمل عليك أن تسجل أجرك الشهرى الذى ستقضى لك المحكمة بصرفه إذا ما قُبلت دعواك المستعجلة ..ومن هنا وجب عليك التأكد من تسجيل أجرك الفعلى ( الثابت والمتغير ) على الأخص إذا قام ممثل الشركة أمام المكتب بإنكار هذا الأجر عليك ..حيث يمكنك فى هذه الحالة تقديم آخر شريط لصرف مرتبك .إذا كنت من عمال القطاع الخاص .. فحاذر من تقديم شكواك ضد رئيسك المباشر أو من تعرفه من مديرى الشركة باسمه الشخصى ..حيث يجب عليك التأكد من أن من تقدم ضده الشكوى هو الممثل القانونى للشركة وإلا فإنك لن تستطيع تنفيذ الحكم الذى قد تحصل عليه بصرف أجرك من الشركة - وفى كل الأحوال- ومن باب الاحتياط الكلى يفضل أن تنص فى شكواك على أنها ضد الممثل القانونى للشركة بصفته وليس بشخصه.ينبغى عليك بعد تقديم شكواك إلى مكتب العمل أن تتابع مسارها .. حيث يقوم المكتب باستدعاء الشركة أو الانتقال إليها لسماع أقوالها فى الشكوى ، ثم يحيل هذه الشكوى إلى محكمة العمال الجزئية التى تتبع لها الشركة جغرافياً .. حيث تفصل هذه المحكمة فى الشق المستعجل من الدعوى وتقضى لك إذا قُبلت دعواك بوقف تنفيذ قرار الفصل وصرف تعويض عن أجرك بنفس قيمته لحين الفصل فى الدعوى الموضوعية.إذا لم تتمكن من تقديم شكواك إلى مكتب العمل خلال أسبوع من تاريخ إخطارك بالفصل ..أو إذا قضت محكمة العمال الجزئية بعدم قبول دعواك المستعجلة فإن ذلك لا يُسقط حقك فى إقامة الدعوى الموضوعية أمام محكمة الموضوع .. ولكن .. عليك فى هذه الحالة أن تعلم أن سائر حقوقك قبل شركتك سوف تسقط بالتقادم ولن تستطيع المطالبة بها ما لم تحرك دعواك المــــــوضوعية ( أى تشرع فى أول خطوة من خطواتها بإيداع عريضتها قلم كتاب المحكمة ) خلال سنة من تاريخ الفصل. 

 

زميلنا العامل..هذه بعض الإرشادات القانونية التى نأمل ألا تحتاج إليها ، ولكنك على أى حال ينبغى أن تكون على دراية كفاية بها لأن المحكمة لا تعتد بعدم علمك بالقانون .. ونحن إذ نقدمها لك نرجوك أيضاً ألا تبخل بالنصيحة على أى من زملائك عند تعرضه لمثل هذه الحالات.

.. وأخيراً .. نود الإشارة إلى أن ما قدمناه أعلاه يرتبط بقانون العمل الحالى رقم 137لسنة 1981 حيث ربما يحتاج جميعه إلى المراجعة مع صدور قانون العمل الموحد الجديد .. غير أنه سيصبح حديثاً آخر .

 

 

 

 

16هموم  العمال                                كلام صنايعيـــــة                                 نوفمبر1998

 


 

علي الطبقة العاملة المصرية أن ترضخ وتستكين.. أن تنسي أو تتناسى كل ما تعلمته وخبرته من نضال ومعارك وأشكال وحدة وتضامن. عليها أن تقبل بنسف كل ما حصلت عليه من حقوق خلال عقود طويلة من النضال، وإياها و أن تفكر في المزيد..  واجبها "الوطني" أن تقبل بأبشع استغلال وبأقصى مهانة.. عليها في الحقيقة أن تقبل وتقر وتعترف بأنها مجرد جمع من الأنفار، كل نفر منهم يعيش ويموت تحت رحمة السوق، قانعا بإرادته.. أما الوحدة والتضامن والتنظيم فهي جميعا أمور تنتمي إلى العهود البائدة.. مجرد التفكير فيها كفر بإرادة السوق وتخريب للاقتصاد القومي.

هذه باختصار هي الرسالة التي يعبر عنها ما يسمي بقانون العمل الموحد المطلوب الانتهاء من إصداره خلال الدورة البرلمانية المقبلة. وهي رسالة لا يعني أصحابها (المحليين والخارجيين)  بإخفائها، وان خجلوا من التصريح بها كاملة.. فعندهم، ليست هذه سوي شروط الإصلاح الاقتصادي وإعادة الهيكلة وتشجيع الاستثمار المحلي والأجنبي والاندماج في السوق العالمية "المعولمة".. أنها شروط ازدهار للرأسماليين المصريين ورجال دولتهم.. وإحقاقا للحق فانهم يعدوننا بان ازدهارهم هم سيعود علينا في نهاية المطاف .. إن آجلا أم عاجلا - ببعض المنفعة.

ليس من حقنا المطالبة بشيء، ولكن يجب علينا أن نلتزم الصبر والصمت إلى أن يفيض الخير علي موائد الرأسماليين إلى الحد الذي يبدأ البعض منه يسقط في أفواهنا. وليس في هذا القول مبالغة أو تحريض، بل انه يعد واحد من المفاهيم الأساسية في المعجم الاقتصادي للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي وهيئة المعونة الأمريكية والغرفة التجارية الأمريكية في مصر، والكثير غيرها من المؤسسات و الخبراء ورجال الدولة والمال.. يسمونه باللغة الإنجليزية: "التريكل داون ايفيكت",

 

قيـــادات

.. و

قيادات

 

قيادات اتحاد العمال لا تمل من المطالبة بالإسراع بإصدار قانون العمل الموحد. "كلام صنايعية" تستطلع آراء نوع أخر من القيادات العمالية

 

تحقيق : خالد البلشى

 

وأقرب ترجمة نعرفها له هي: "اثر التسرسب  إلى اسفل" - وهو مفهوم يصعب ترجمته إلى العربية ولذا فعادة ما يستخدمه أصحابه، عرب أو عجم، باللغة الإنجليزية.

لا يخفي الأصحاب الأصليون لقانون العمل الموحد انه ركن أساسي من أركان سياسة الإصلاح الاقتصادي وإعادة الهيكلة وفقا لروشتة البنك والصندوق، ولا يعنون كثيرا بإخفاء المنطق الموجه لهذه السياسة والملخص فيما سبق (خاصة حين يخاطبون بعضهم البعض وليس العمال في عيد أول مايو وغيره من المناسبات).

 أما المحير فهو موقف الاتحاد العام للعمال. فقد دأب رجال الاتحاد طيلة الشهور الماضية على المطالبة بالإسراع بصدور القانون، والإعراب عن قلقهم البالغ من عدم عرضه على مجلس الشعب حتى الآن.. يقول المثل: "ايش جابك يا صعلوك بين الملوك". ما هي مصلحة الاتحاد وقياداته في كل هذه المطالبة الحماسية بالإسراع بإصدار قانون كل هدفه ومبرره هو القضاء علي البقية الباقية من الحقوق العمالية؟ لا نجد تفسيرا اللهم إلا أن "اثر التسرسب إلى اسفل" ربما يصل إلى "قيادات" العمال بسرعة اكبر، ويختصهم بقدر أوفر من الخير الفائض من موائد الرأسمالية.

ولكن، وكما نعرف جميعا، هناك قيادات عمالية وقيادات عمالية. وإذا كنا كلنا قد أصبحنا نعرف جيدا موقف قيادات الاتحاد من القانون ..وهم يصرحون به ليل نهار..  فقد رأت "كلام صنايعية" أن تستطلع آراء نوع أخر من القيادات العمالية، خاصة وأن الحكومة قد نجحت فى تمرير القانون (23) الخاص بقطاع الأعمال العام.. وهو القانون الذى أهدر الكثير من الحقوق العمالية بمشاركة "قيادات" عمالية ساهمت في  إخراجه من وراء ظهر الجماهير العمالية. فهل سيصمت العمال مرة أخري، ويمرر  القانون الجديد دون معارضة تذكر؟

يقول حمدى حسين  عضو اللجنة النقابية بشركة غزل الدلتا .. " إن مشروع قانون العمل الموحد هو حلقة جديدة من حلقات التشريعات الحكومية المستهدفة  التحول إلى القطاع الخاص وقطاع رجال الأعمال.. أقصد قطاع الأعمال العام."

ويضيف: "ولا يعكس  المشروع.. من وجهة نظرنا.. حيادا من الدولة إزاء طرفي الصراع (رجال الأعمال والعمال)، بل إننا يمكن أن نقول أن هناك تحيزاً من قبل الدولة لصالح رجال الأعمال.. وهذا واضح تماماً فى مواد مشروع القانون الذى لا يحقق أي علاقات متوازنة بين العمال الكادحين وأصحاب الأعمال .. فالحكومة من خلال المشروع أطلقت حرية رجال الأعمال ولم تضع قيوداً على سلطتهم تجاه العمال، كما أنها لم تتمسك بالحقوق التى اكتسبها العمال بعرقهم ودمائهم، بل أهدرتها وأفقدتهم أي حماية كان القانون يكفلها لهم.. فقد ضربت الحكومة فى مشروعها ضمانات العمل والحقوق النقابية، ضاربة عرض الحائط بمبادئ الدستور المصرى فى هذا المجال."

 

 

 

حمدى حســــــــين : "ضربت الحكومة فى مشروعها ضمانات العمل والحقوق النقابية " .

 

إبراهيم صــــــــــــــبرى : "قانون العمل الموحد جاء كإستجابة لعمليات الخصخصة وتعميقاً لهيمنتها وهيمنة رجال الأعمال " .

 

طـــــلال شكــــــــــــــــر :"إن مشروع قانون العمل الموحد جاء ليؤسس سلطة رجال  الأعمال " .

 

مصطفى عبدالغفـــــــــار : "أخطر ما فى المشروع  أنه حدد عقد العمل بمدة فى ظل سوق عمل يعج بـ3 مليون عاطل " .

نوفمبر 1998                                 كلام صنايعيـــــة                                هموم العمال 17

 

 

 

ويؤكد حمدي حسين أن مشروع القانون يضرب عرض الحائط بضمانات العمل والمبادئ الدستورية بدءا من مادته الأولي. ويمضي ليفسر المادة الثالثة في المشروع باعتبار أن الهدف منها هو إخراج عمال القطاع العام من معركة المواجهة مع المشروع واتباع الأسلوب المرحلي  في "تحرير" علاقات العمل (أي تركها نهبا لقوي السوق مطلقة العقال). ويشير حمدي حسين في هذا الصدد إلى  المذكرة التفسيرية للمشروع، مبينا أن هذا هو نفس المنهج الذى اتبعته الحكومة فى "تحرير" العلاقة الايجارية فى المساكن.

ويضيف حمدي حسين أن المشروع به العديد من التجاوزات بل العديد من "الكوارث" .. وأهمها:

1- أنه أباح فصل العامل وإنهاء عقد العمل بإرادة صاحب العمل - وفقاً لما جاء بالمادة 110 من المشروع - والخاصة بإنهاء العقد غير محدد المدة.

2 الفصل إذا لم يقم العامل بتأدية التزام من التزاماته الجوهرية (مادة69،110).

3 الفصل دون مبرر مشـروع (المادة122).

4 الفصل لأسباب اقتصادية (المادة203).

ويري حمدي حسين أن " واضعو  المشروع حاولوا - فى سبيل تمرير ما به من أضرار محققة للعمال - أن ينصوا علي حق الإضراب كمكسب للحركة العمالية، وكعامل أساسي للتوازن.. وفى حقيقة الأمر فإنه وفقاً لنصوص  المشروع فإن الأمر لم يتعد كونه مجرد حق على الورق، حتى يمرر المشروع. ففي الوقت الذى تنص فيه المادة 193 على أن الإضراب إجراء سلمى وحق للعمال، فإن المشروع جعله فى مواد أخرى (194،195،196،197) شديد الصعوبة، إن لم يكن مستحيلاً."

ويضيف حمدي حسين أن المشروع "قد تحايل على الاتفاقيات الدولية..  التى وافقت وصادقت عليها مصر.. مثل  الاتفاقية الدولية للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، الصادرة فى 1966 والتي صدقت عليها مصر فى 4/8/67، وكذلك الاتفاقية العربية رقم 8 لعام 77 بشأن الحريات والحقوق النقابية، وقد وافق عليها المؤتمر العربي بالإسكندرية بموجب القرار رقم 155 م.ع-65 فى 133/77 ..وأيضاً تحايل المشروع على المادة 151 من الدستور المصري، وعلى أحكام المحاكم المصرية فى قضايا إضراب سائقي القطارات، وعمال سجاد المحلة .."

 ويرفض حمدي حسين تقييد حق العمال فى الإضراب، سواء كان ذلك فى مواد فى القانون أو بقرارات إدارية، مشيرا إلى أهمية  أن يصحب هذا الحق التأكيد الواضح علي حق العمال فى إنشاء "صندوق للإضراب"، لمواجهة ما قد يسببه الإضراب من خسائر مادية للعمال.

ويلفت حمدي حسين النظر إلى أن رجال الاتحاد العام للعمال الذين شاركوا فى مناقشة القانون مع الحكومة لا يمثلون إلا أنفسهم .. خلافاً لما يثيره رجال الحكومة والقائمين على المشروع مثل د/أحمد البرعى.

ويؤكد حمدي حسين أن واجب ممثلي العمال هو الدفاع عن حقوق العمال وليس البحث عن الصيغ الملائمة "لجذب الاستثمار"، وهو ما يصرح به "عمال علي بطال" قيادات الاتحاد.

 

 

18هموم  العمال                                  كلام صنايعيـــــة                                نوفمبر1998

 

 

 

ومن المحلة للإسكندرية، يقول إبراهيم صبري، عضو  اللجنة النقابية وعضو مجلس الإدارة بشركة مصر لصناعة الكيماويات بالإسكندرية، " أن ما يحدث هو سلسلة متصلة من الإجراءات التى تهدف إلى النيل من حقوق العاملين فى ظل ما يعرف ببرنامج الإصلاح الاقتصادي".. ويري أن  "السنوات القليلة الماضية أكدت صدق التوقعات حول تزايد المخاطر والتحديات أمام كافة العاملين بكل المواقع .. فخطوات وزارة قطاع الأعمال ورؤساء مجالس إدارات الشركات التابعة والقابضة تتسارع لتنفيذ ما يسمى ببرنامج الإصلاح الاقتصادي علي حساب مصالح وحقوق العمال."

فليست القضية هي مجرد مشروع قانون العمل الموحد، فالأخير عند إبراهيم صبري هو مجرد حلقة من "برنامج متصل الحلقات.. وهو  الذى خرج في إطاره ما سمى بعمليات الخصخصة، والتي أنبثق عنها قانون قطاع الأعمال العام رقم  203 وتطبيق سياسة تحرير التجارة الخارجية.. وصولاً إلى مشروع قانون العمل الموحد." 

ويستخلص، "لذلك، فأنا أعتقد أن علينا مواجهة التحولات  الجديدة التى تحدث تحت مسمى الإصلاح الاقتصادي بشكل عام ولا نتوقف أمام قانون العمل الموحد فقط.. عموماً فأنا أرى أن مشروع قانون العمل الموحد جاء كاستجابة لعمليات الخصخصة وإرساء لها وتعميقاً لهيمنتها وهيمنة رجال الأعمال على العمال، كما جاء لإطلاق يد رجال الأعمال فى ممارسة السخرة على كافة العاملين.."

ويعدد إبراهيم صبري الحقوق العمالية التي أطاح بها مشروع القانون كالتالي:

1 تخلى المشروع عن حماية حق العمل للمواطن، وهو الحق الذى يكفله الدستور. ويتضح هذا بشكل خاص من المادة 202 من مشروع القانون، وهي التى تتعلق بمسألة الإغلاق الكلى والجزئي للمنشأة تحت ما يسمى "حجم العمالة"، ومن المادة 123 المتعلقة بتعديل شروط التعاقد، حيث تعطى صاحب العمل الحق فى إنهاء عقد العمل، وكذلك المادة 69 والتي أجازت فصل العامل إذا لم يقم بتأدية"التزاماته الجوهرية"، تاركة هذه المسألة لتقدير صاحب العمل.. وهى عبارة مطاطة يمكن أن تستغل بشكل يسيء إلى حقوق العمال.

2 فى ظل المشروع زادت ساعات العمل وخفضت الإجازات السنوية، حيث نصت المواد من 48 حتى 51 من مشروع القانون علي  أن يحدد صاحب العمل مواعيد الإجازات السنوية بأسبوعين تحتسب منها 6 أيام عارضة، وجعل الحد الأقصى للإجازة 30 يوماً تحتسب منها الإجازة العارضة.

 3 أغفل القانون ربط الأجور بالأسعار حيث تركت المادة 36 تحديد الأجر مشتتا بين عدة جهات ولم تنص على إعداد جداول ثابتة للأجور .

4 أما فيما يتعلق بحق الإضراب، فلقد وضع المشروع فى مواده من 196 حتى 200 قيوداً على حق الإضراب تجعله فى عداد المستحيل.

وبناءا علي السابق يري إبراهيم صبري "أن قانون العمل الموحد جاء ليرسى حقوق رجال الأعمال ويؤسس لها بينما ينتزع حقوق العمال الرئيسية." وانه  "ما هو إلا  استكمال لتمهيد الأرض لما يحدث فى المجتمع من متغيرات تستهدف سيطرة أرباب العمل الجدد علي العمال، فى ظل عمليات الإصلاح الاقتصادي .. وفى هذا الإطار فالمشروع وضع الأساس لابتزاز العمال ولمزيد من السخرة."

ويمضي إبراهيم صبري فيقول: "أنا أرى أن هناك تناقضا رهيبا فيما يحدث فى المجتمع الآن، فبدلاً من أن ننطلق من الحد الأدنى ومن المزايا التى حصل عليها العمال، والمنصوص عليها فى القانون 48، ونطورها للأفضل.. فإن ما يحدث هو إلغاء للمزايا ورجوع بالقانون للخلف فى ظل التوجه لنظام رأسمالي مستغل."

وينهي إبراهيم صبري حديثه قائلا: "أنا أعتقد إن أي قانون يستهدف صالح الوطن يجب أن يأتي للتأكيد على حقوق العمال وتطوير المكاسب التى حصلوا عليها."

ويتفق طلال شكر، عضو اللجنة النقابية وممثل العمال بمجلس الإدارة بشركة النصر للتليفزيون، في أن "مشروع قانون العمل الموحد الجديد جاء ليؤسس سلطة رجال الأعمال وينتقص من حقوق العمال،" ويشير إلى أن  " الدكتور أحمد حسن البرعى، الخبير المشرف على مشروع قانون العمل الموحد، قد اعترف بذلك مؤخراً  فى ندوة كانت مخصصة لمناقشة مشروع القانون، حين صرح  بأن المشروع جاء  انعكاسا لعلاقات القوى  فى المجتمع. ولسنا فى حاجة إلى الحديث عمن هو الطرف الذى تميل علاقات القوي لصالحه وبشدة، فضلاً عن أن الطرف الأضعف قد تم تجريده من أي حماية فى ظل حياد الدولة والقانون."

ويضيف: "ففي الوقت الذى تم قيه الانتقاص الشديد من كثير من الحقوق الثابتة فى ظل علاقات العمل القائمة الآن .. والذي تطالب فيه منظمات رجال الأعمال الدولة بالتدخل في كل ما من شأنه تسهيل قيامهم بالاستثمار دون أي التزام تجاه المجتمع .. فإنهم يتنكرون لأبسط حقوق العمال وكأنهم أتوا من زمن مر عليه مائة عام."

ويضيف طلال شكر "أن الخطأ الأكبر الذي وقع فيه المشروع هو أنه بدأ من القانون 91 لسنة 1959 مروراً بالقانون 137 لسنة 1981 .. أي من الأدنى وليس من الأرقى، المتمثل فى القانون 48 لسنة 1978 .. فقد حفل مشروع القانون بالعديد من المواد التى تنتقص من الحقوق العمالية سواء فيما يتعلق بالإجازات السنوية الاعتيادية والعارضة .. بتخفيضها، أو بزيادة عدد ساعات العمل إلى ثمانية ساعات بدلاً من سبعة .. وهو ما يعنى تخفيض الأجر بشكل غير مباشر،  أو الانتقاص من حقوق المرأة العاملة، وذلك بتخفيض إجازة الوضع إلى مرتين بدلاً من ثلاث، وعدم حصول العاملة على هذه الإجازة إلا بعد مضى عشرة أشهر على تعيينها بدلاً من ستة. كما تم تخفيض إجازة رعاية الطفل إلي مرتين فقط بدلاً من ثلاث مرات، وعدم حصول العاملة فى المنشآت التى يعمل بها أقل من خمسين على هذا الحق."

 

 

نوفمبر 1998                                كلام صنايعيـــــة                                هموم العمال 19

 

 

 

ويري طلال شكر "إن أخطر الأمور فى رأيي هو مسألة الفصل.. وقد ألغى مشروع القانون العرض علي اللجنة الثلاثية قبل فصل العامل. وفى هذا الشأن فإن عملية الفصل لابد أن تحاط بضمانات جديدة تبدأ بصياغة دقيقة للحالات التى تجيز فصل العامل، ثم بعد ذلك إعمال التوازن بين الحقوق والواجبات.. وألا يوقف العامل إلا بضرورات محددة ترتبط بمصالح.. كما أن التوسع فى منح صاحب العمل سلطات توقيع الجزاءات التأديبية على العمال - خصوصاً زيادة الخصم إلى عشرة أيام على المخالفة الواحدة - ليس له ما يبرره.. ولا تستقيم هذه السلطات إلا مع ارتباطها بجدول متدرج للمخالفات والجزاءات يتناسب مع حجم المخالفة."

ويمضي طلال شكر، "أما إذا انتقلنا للمستجدات التى يتباهى بها واضعو المشروع - وأعنى بها المفاوضة الجماعية وحق الإضراب - فإنها تحتاج إلى الكثير من النصوص لوضعها موضع التنفيذ الفعال.. إذ أن المشروع يفتقر إلى المواد التى تؤكد على أحكام العمل فيما يتعلق بإبرام عقود عمل جماعية تشمل كامل شروط العمل وعلاقاته .. كما أن حق الإضراب كما رسمه مشروع القانون الجديد يبدو مستحيلاً.. والأصل أنه لا أحد يرغب فى الإضراب ولا يتم اللجوء إليه إلا عندما تسد كل السبل التى تكفل حل أي نزاع ينشأ فى المستقبل فى ظل آليات السوق وتحول العمل إلى سلعة.

فبدون صياغة قانون جديد للنقابات يكفل حق العمال فى إنشاء نقاباتهم فى حرية كاملة، والنص على القواعد القانونية التى تكفل حماية القيادات النقابية بالإضافة إلى تأسيس الحق في إنشاء صناديق للإضراب، وتعديل قانون التأمينات الاجتماعية بحيث يكفل تنظيم إعانة للبطالة تمول من الشركات والعمال.. وبدون الرقابة الحقيقية على أموال النقابات، فإن الحديث على هذه الإيجابيات باعتبارها من محاسن المشروع يكون نوعاً من التشدق بالحديث."

كما يشير طلال شكر إلى " أن النص فى مواد الإصدار لمشروع قانون العمل الموحد على الاحتفاظ بالمزايا الحالية للعاملين الموجودين الآن بالخدمة هو اعتداء على حق الأجيال العمالية القادمة فى الحفاظ على المكتسبات التى حصل عليها العمال طوال العقود الماضية."

ويري مصطفى عبد الغفار، أمين اللجنة النقابية بشركة مصر حلوان للغزل والنسيج، "أن من يرصد التشريعات  العمالية فى مصر فى الخمسة عشر سنة الأخيرة سيجد تراجعاً تشريعياً فى علاقات العمل يرجع بها إلى ما قبل الثورة الصناعية.. فى حين أن عمال القطاعين العام والخاص كانوا يطالبون بتطوير القوانين وليس بالرجوع بها إلى الوراء."

ويضيف، " إن مشروع قانون العمل الموحد يأتي فى سياق عملية التشريع للخلف.. فهو خطوة تشريعية للخلف تأتي فى إطار منظومة كاملة تصاغ في ظل ما يسمى بالحرية الاقتصادية والتكيف الهيكلي والارتباط بالمؤسسات الدولية."

أخطر ما فى المشروع في رأي مصطفي عبد الغفار " أنه حدد عقد العمل بمدة فى ظل سوق عمل غير منضبط يعج بـ3 مليون عاطل .. والسؤال الذي يجب أن نطرحه هو: من القادر على إملاء شروطه في ظل هذه الظروف.. هل هم العمال أم رجال الأعمال الذين يملكون المصانع والرشاوى ويدعمون بعضهم البعض عن طريق ما لهم من منظمات تنظم لهم طرق عملهم. ولذلك فأنا أعتقد أن مشروع قانون العمل الموحد هو أكبر مقتل للحركة العمالية.. ففي ظله لن يكون هناك عمال.. فالعامل لن يستمر في عمله طويلا."

ويضيف مصطفى عبد الغفار, "كما يأتي هذا القانون فى ظل واقع نقابي مترد، حيث أن القانون 12 لسنة 96 جاء ليورث النقابات لعدد من الذين انتهت مدة خدمتهم.. وفى ظل واقع عمالي واقتصـــــادي رديء..  فسوق العمل ممتلئ بعمال المعاش المبكر الذين أصبحــــــوا يزاحمون العمال الجدد مما فرض علي كليهما شروطاً قاسية..  لنسمع عن عقد العمل الفردي وحرية التعاقد وعن أن العمال فى الشركات الجديدة يوقعون شيكات على بياض وعلى استمارة (6)."

ويتساءل مصطفي عبد الغفار، "وإذا كان هذا هو الحال قبل صدور القانون، فما بالنا بما سيحدث بعده.. وخصوصاً وأن المشروع قد أنتقص من الكثير من المكتسبات العمالية فأعتدي على اللجنة الثلاثية وحولها إلى لجنة خماسية تعمل كمحكمة أول درجة.. كما أن المشروع لا يعطى العامل أكثر من ثلاثة شهور أجر فى حالة فصله، بل إن المادة (203) من مشروع القانون قد أعطت لصاحب العمل الحق فى تخفيض أجر العامل إلي الحد الأدنى لمبررات اقتصادية.. هذا غير ما جاء فى المشروع فيما يتعلق بالحريات العمالية وحق الإضراب، حيث وضع المشرع شروطا للإضراب يكون تحقيق الإضراب معها مستحيلاً..  ويحدث هذا بعد سنوات من نضال الحركة العمالية من اجل انتزاع حق الإضراب، وبعد أن نجحت هذه الحركة في الحصول علي أحكام من المحاكم تقر بحق الإضراب وتحكم بالبراءة علي العمال المضربين، مثلما جري في قضية السكة الحديد وغيرها."

ويشير مصطفي عبد الغفار أيضا إلى " أن الغرامة المنصوص عليها فى باب السلامة والصحة المهنية بالقانون فى حالة مخالفة المستثمر لأحكامه تعد صغيرة جداً،" قائلا: "نحن نحتاج لتشريع عمالي جديد يكون إنسانياً ومصريا واجتماعي النزعة..  مشروع قانون العمل الموحد ضرب عرض الحائط بحقوق اجتماعية أساسية. فعلي سبيل المثال، فى مصر 5 مليون معاق، كان القطاع العام يستوعب نسبة كبيرة منهم، حيث كانت كل مؤسسه ملزمة بتعيين 5% من العاملين بها من المعاقين.. فأين  سيذهب هؤلاء فى ظل القانون الجديد .. كما أن هذا التشريع سيكرس سوق العمل الأسود، وخصوصاً فى ظل وجود أكثر من 3 ملايين عاطل فى سوق العمل."

 

"وفى النهاية نحن نحتاج لتشريع عمالي بديل يدفع للأمام وليس للخلف، ويكون حده الأدنى المكتسبات العمالية السابقة."

 

 

 

 

8  أيام العمال                                 كلام صنايعيـــــة                                 نوفمبر 1998

إحنا..وهمّا

عندما يكون الضحية مجرما

 



بين تضارب أقوال مسئولي السكة الحديد وتحقيقات النيابة.. وبين تضارب أرقام الداخلية ووزارة الصحة.. وتحت شبورة من التحقيقات الصحفية تتوه حقيقة حادث كفر الدوار المروع.. تتوه الحقيقة بين أشلاء جثث الفقراء.

"فين إحنا من القاهرة .. هناك يجروا ورا اللى يدخن سيجارة في مترو الأنفاق ويزينوا المحطات إشى قشانى وحاجات فخمة، وهنا مفيش أبسط وسائل الأمان .. هنا يموت ولادنا والمسئولين مش واخدين بالهم وكلها كام يوم والكل ينسي اللى حصل هنا." هكذا لخص أحد أهالي كفر الدوار مأساة حادث قطار رقم 894 المتجه من الإسكندرية إلى كفر الشيخ، والذي خرج عن مساره في مدينة كفر الدوار في الساعة الخامسة والربع من يوم 19 أكتوبر، ليتسبب الحادث في مقتل 50 شخصا و إصابة 107 .

وقف أهالي كفر الدوار حول حطام القطار والدمار المحيط به في ذهول، تشير  أصابعهم إلى مزلقان القطار.. مزلقان موقعه وسط البلد، ومع ذلك لا يوجد نفق تحته أو حتى بوابة لحماية المارة.. "حيالله شوية دوبارة وحتة سلك". امتلأ الجو برائحة الدخان والدم والناس تتكلم عن رداءة أحوال قطارات الدرجة الثانية والثالثة، وعن الحوادث العديدة التي شهدتها البلد .. آخرها - منذ شهر - عندما تصادم قطار مع سيارة نقل (تريللا)  وأصيب السائق والعطاشجى.

ولكن هيئة السكة الحديد لا تقف عند هذه التفاصيل وتشير بأصابع الإتهام إلى الضحايا: المسطحتية، وإن لزم الأمر يبقى السواق. "دايما ييجوا على الضعيف، وياسلام كمان لو مات.. علشان تبقى محبوكة" يعلق أحد المارة.

ويبدو أن المسئولين لا يدركون أن "التسطيح" ليس هواية، بل أن من يلجأ إليه يخاطر بحياته. الفقراء يا سادة يلجئون للتسطيح لأنهم غير قادرين على دفع ثمن التذكرة، ولأن قطارات الدرجة الثالثة اقل كثيرا من أن تستوعب الأعداد الهائلة من الركاب غير القادرين على ركوب التوربيني والفرنساوي وغيرهما من القطارات الفاخرة، لذلك تجدها مكدسة بالبشر كيوم الحشر. فكثير من الناس "يتسطحون" القطار لأنه لا يوجد داخله "خرم ابرة". هل يا تري جرب أحد المسئولين الساخطين علي "المسطحتية" ركوب واحد من هذه القطارات؟

وماذا عن السائق أو عامل التحويلة؟  أجور لا تسد رمق، ومعدات مستهلكة وخربة، ولا تدريب ولا رعاية ولا ضمانات. يعلق أحد عمال السكة الحديد، "إزاى يحاكموا العامل البسيط الغلبان وهما مش موفرين له معدات تشتغل ولا أجهزة اتصالات تساعده .. راجل بياكل بالشكك ومش ملاحق على رزق عياله .. إزاى تقول له إنه هو المسئول عن حياة آلاف الركاب؟"

وليست حادثة كفر الدوار هي الأولي في حوادث قطارات

الدرجة الثالثة، ونأسف أن نتوقع بأنها لن تكون الأخيرة. فعلى سبيل المثال راح ضحية حوادث مماثلة في عام 1995 300 قتيل وأكثر من 1000 مصاب.. والحوادث لا تقف عند قطارات الفقراء فحسب وإنما أيضا في مدنهم .. فلو نظرنا إلى شهر ديسمبر من العام نفسه نكتشف أن حوادث القطارات خلاله وقعت في مدن مثل بنها وقويسنا وأم ختان وسوهاج.

ولم تتوقف مأساة كفر الدوار عند الحادث .. لملمة الجثث وإنقاذ المصابين صارت مسئولية الأهالي. وتكاتفت المدينة العمالية الباسلة كعادتها.. "اللي ياخد ناس علي المستشفي واللي يلملم أشلاء الموتى".. "كانت الناس بتصرخ والدم في كل حته ومافيش حد يساعدنا.. لا مسئول ولا اسعاف.. فين لما جم الوزرا.. كل واحد وراه عربية تليفزيون.. اتصوروا، وبعدين مشيوا" هكذا وصف أحد سائقي الميكروباص الحال بعد الحادث. ومن المفارقات المفزعة أن المستشفي الحكومي بكفر الدوار، وبعد أن قام الأهالي بنقل المصابين وإبداء رغبتهم في التبرع بالدم لمساعدتهم، رفضت قبول التبرع بالدم. يوضح أحد الأهالي: "كان نفسنا نتبرع بالدم بس المستشفي مكانش فيه لا أبر ولا أكياس لزوم التبرع .. طب نجيب منين 18ج ثمن الأكياس والإبر." والمفترض أن هذا المستشفي يخدم واحد من اكبر التجمعات العمالية في مصر.

وكالعادة تأتي وزارة الشئون الاجتماعية لتقديم واجب العزاء: 3000 جنيه للميت، وبين 500 و1000 جنيه للمصاب. هذا هو سعر الفقراء عند الحكومة هذه الأيام.

وبطبيعة الحال - وكالعادة أيضا - لم تكتف الحكومة بتعويضاتها لضمان سكوت الأهالي. فمنذ الساعة الأولي للحادث تحولت كفر الدوار إلى ثكنة للأمن المركزي استعدادا لقمع أي محاولة من أهالي كفر الدوار للتعبير عن غضبهم .

 

 

 

عامود خيرى محمود

من القضايا المطروحة الآن، والتي سوف تواجه الحركة العمالية في مصر وتنظيماتها النقابية  في القريب العاجل، قضية مفهوم العامل، وهل هو يقتصر على من يرتدى البدلة الزرقاء أم يتسع لكل من يعمل مقابل أجر.. وهناك أيضا قضية ارتباط الحركة النقابية المستقلة حقاً - بشروطها المعروفة كالديمقراطية والطابع الجماهيري - بالقضايا السياسية العامة، دون الوقوع في منزلق  التبعية الحزبية. وكذلك موضوع البطالة بين العمال وبين خريجي المدارس والمعاهد والجامعات وكيفية  مساعدتهم على تنظيم صفوفهم وربطهم بالحركة النقابية بشكل عام، ثم قضية المفاوضة الجماعية وكيفية تحقيق النجاح فيها، وأخيراً قضية التضامن بين الأجراء (أي كل العاملين بأجر) سواء على المستوى المحلى أو على الصعيد العالمي.

إنها قضايا هامة وحيوية تتطلب الدراسة المتأنية والدقيقة لإيجاد الحلول المناسبة وصياغة  الخطط الواقعية، غير أننا سوف نكتفي هنا بالحديث عن قضية "مفهوم العامل"، حيث يكاد يكون قد أصبح من المسلمات في مصر التفرقة بين العمال وباقي العاملين بأجر، حتى بين أولئك الذين يعملون معاً تحت سقف واحد وفى ذات المنشأة. فإذا نظرنا إلى صورة ساحة النشاط النقابي في مصر اليوم، ومنذ زمن طويل، واجهتنا فورا - ورغم بعض  الإستثناءات المحدودة - حالة التباعد بين الفئات المختلفة من الأجراء ويعضها البعض. وتبدو هذه الحالة واضحة بشكل خاص حين  يتعلق الأمر بالدفاع عن الأجور وعن المكتسبات وحين ننظر إلى ميدان العمل النقابي، الرسمي وغير الرسمي،  وهو ما يستدعى البحث في الأسباب التاريخية لهذه الظاهرة، خاصة وأن بلادنا تكاد تنفرد بهذا الوضع بالمقارنة بغيرها من البلاد العريقة  في العمل النقابي.

هذا و يلاحظ  أن القانون المصري قد عمل علي تكريس هذه الفرقة فانشأ العديد مما يطلق عليه النقابات المهنية، وهى في الواقع اقرب إلى هيئات لتنظيم المهنة عن كونها نقابات حقيقية، فهي تهتم أساساً بالدفاع عن المصالح العليا للمهنة وتعمل على تطبيق مواثيق الشرف بين أعضائها، فضلا عن اهتمامها بتيسير الأمور لأعضائها في مجالات  الإسكان والعلاج والترفيه .

ومن الملاحظ أن تلك النقابات (أو الهيئات) المهنية  تضم كافة أبناء المهنة الواحدة سواء كانوا أجراء أو أصحاب عمل (مقاولات ومكاتب وعيادات ومستشفيات) وهو ما يحول دون الأجراء و الدفاع عن مصالحهم المباشرة وبلورة مطالبهم اللصيقة باحتياجاتهم  اليومية.

إن هذا الوضع تنفرد به مصر دون باقي الأقطار ذات التاريخ النقابي. ففي هذه البلدان توجد بجانب النقابات والاتحادات العمالية - والتي تشمل كافة العاملين بأجر من عمال ومهندسين ومدرسين وأطباء ومحامين -  توجد هيئات خاصة بأصحاب المهن الحرة مثل المحامين والأطباء يقتصر عملها الأساسى على تنظيم قواعد وأخلاقيات ممارسة المهنة وضمان الالتزام  بهذه القواعد والأخلاقيات.

لسنا في الواقع أمام معضلة  قانونية، فليس في قوانين بلادنا ما يمنع أصحاب المؤهلات من أطباء ومهندسين ومحامين وصحافيين يعملون بأجر من تكوين نقابات خاصة بهم أو العمل تحت لواء نقابة عمال المؤسسة التي يعلمون فيها.

ويضعنا هذا إزاء العقلية  السائدة بين العاملين من أصحاب الشهادات العليا (أو عمال الياقات البيضاء) تلك التي تربت عليها أجيال وأجيال. ويبدو أن العبء الأكبر لتغيير تلك العقلية يقع أساساً على عاتق  العمال من غير أصحاب المؤهلات، وذلك من خلال مساندتهم ودعم مطالبهم وفتح آفاق العمل النقابي المشترك أمامهم.

 

 

من رشوتهم وخاصة فيما يتعلق باستمرار النقابي فى العمل بعد سن الستين، إذا حصل على عقد للعمل بعد انتهاء مدة خدمته ودون فارق زمني بينهما.

الأمر يحتاج لتغيير قانون النقابات بما يتواكب مع الظروف الجديدة بحيث ينص على إعطاء حرية نقابية أكبر، وبحيث يستطيع العمال ممارسة نشاطهم النقابي بحرية حتى يحدث توازن بين العمال وأصحاب الأعمال.

لقد جاء مشروع القانون ليكرس أوضاعاً شديدة السلبية تسلب العمال كافة حقوقهم. فقد  أصبح العامل يوقع على استقالة وعلي استمارة (6)، بل وشيكات على بياض.. بحيث يسهل التخلص منه وخصوصاً فى ظل وجود  أكثر من ثلاثة ملاين عاطل فى المجتمع المصرى.

وأعتقد أن أي قانون يستهدف صالح العمال لابد وأن يقر بالقوانين الموجودة كحد أدنى، وأعتقد أن اتحاد العمال يغالط فى مسألة أن القانون جاء لصالح العمال وأنه جاء نتاج لمفاوضات مع رجال الأعمال .. فأنا أظن أن المناقشات التى عقدت كانت تعقد ذراً للرماد فى العيون، وكانت كلام فى كلام ولم تغير من شئ..  أي أنها كانت بمثابة حوار "للطرشان"..  قيل لهم فيها "ناقشوا كما شئتم ولكن هذا هو الموجود"..بل أنني أعتقد أن اتحاد العمال نفسه لم يكن لديه استعداد للتغيير.. فالقانون جاء ليكرس مصالح رجال الأعمال التى تتفق مع مصالح الحكومة ورجال الحكم.. والاتحاد العام للعمال هو جزء من الحكومة ولا يمثل العمال بشكل حقيقي، فأغلب أعضاؤه من الحزب الوطني، ولذا لابد أن ينتهجوا نفس النهج الذى تنتهجه الحكومة.. ومن ثم فقد كان العمال مغيبون تماماً فى صياغة مشروع القانون .

 

نوفمبر 1998                                 كلام صنايعيـــــة                              قهوة العمال 21

    
  
 
 


 

 

 

 

24نقابـــــــات                                كلام صنايعيـــــة                                 نوفمبر 1998

كورياهـــــم وكوريانــــــا

 

قبيل الانهيارات المالية في شرق آسيا في الصيف الماضي كانت الرأسمالية المصرية تنظر إلى النظام الرأسمالي في كوريا الجنوبية باعتباره مثلا اعلي. واليوم تتملص منه, مرددة أن ما حدث هناك لا يمكن أن يحدث هنا. ولكن ماذا عن الطبقة العاملة في كوريا، تلك التي حفلت الصحف بأخبار انتفاضاتها في الشهور الماضية؟ لهم كورياهم ولنا كوريانا.. كما يوضح هذا المقال

 

 

 


يعترف كهنة السوق، موظفو البنك الدولي وصندوق النقد الدولي وهيئة المعونة الأمريكية وحشود السياسيين والاقتصاديين ورجال الأعمال المحليين.. بأن الإصلاح الاقتصادي وإعادة الهيكلة تؤدي إلى الجوع والبطالة.. وبأن الفقراء يزدادون فقرا والأغنياء غنا..  وبأن أشياء مثل التعليم والرعاية الصحية والسكن الآدمي لم يعد يعترف بها كحقوق من حقوق المواطنة وإنما كسلع تباع للقادرين عليها.. يعترفون بكل هذا، ولكنهم  في الوقت نفسه يقسمون ويؤكدون أن ما تلك إلا الآثار السلبية المؤقتة للإصلاح الاقتصادي.. الدواء المر الذي لا مناص للمريض من أن يتجرعه حتى تكتب له الحياة. وحين يسأل سائل: ثم ماذا؟ يشيرون إلى جنة السوق الموعودة، ومثالها النمور الآسيوية وفي مقدمتها كوريا الجنوبية.

أو هكذا كان الأمر حتى الصيف الماضي. ثم جاءت الانهيارات المالية في شرق وجنوب شرق آسيا، ثم في روسيا والبرازيل وغيرها من البلدان، لتفرض علي الجميع التصريح بأن "المعجزة الآسيوية" لم تكن غير "فقاعة" تبددت.

وفي الحقيقة لم تكن "المعجزة" الكورية في أي وقت دليلا علي صحة روشتة البنك والصندوق، وإنما علي العكس تماما، كانت نتاجا لتدخل بعيد المدي من الدولة في الاقتصاد، بل وجاءت كارثة الانهيار  تحديدا كنتاج لفترة كانت كوريا - كغيرها من بلدان العالم الثالث - قد شرعت فيها في تطبيق سياسات "تحرير الاقتصاد" وفقا لروشتة البنك والصندوق. وفي المرحلتين (مرحلة السياسات التدخلية ومرحلة "التحرير الاقتصادي" كان اضطهاد الطبقة العاملة وتكثيف استغلالها هما العنوان الأساسي لمسيرة الاقتصاد الكوري.

"الكل يعرف كوريا الجنوبية كقصة للنجاح الاقتصادي . إلا أن القليل من المهتمين يعرفون أن ما جعل هذا النجاح ممكن التحقيق هو بالأساس الاستغلال الفاحش للطبقة العاملة الكورية ويتمثل ، من بين أشياء أخرى، فى وقت العمل الأطول ومعدل الحوادث الصناعية الأعلى فى العالم ." هكذا كتب هوشون سول في مطلع مقال له بعنوان "ازدهار متأخر للحركة العمالية فى كوريا الجنوبية". ويرد الكاتب قدرة الرأسمالية الكورية علي تكثيف استغلال الطبقة العاملة الكورية  إلى عنصر أساسي هو ضعف النقابات العمالية.. ليس لأن كوريا لم يكن بها نقابات، ولكن لان النقابات في كوريا ظلت لسنوات طوال نقابات فوقية وحكومية .. تماما كنقاباتنا. وكما يروي هوشون سول، كان تتطور الحركة العمالية الكورية متوقفا علي قيام الحركة العمالية بتأسيس نقابات مستقلة بديلة، وهو ما شرعت الحركة العمالية الكورية في عمله فعلا خلال السنوات الأخيرة. هل ثمة درس نتعلمه من هذا يا تري؟

وفيما يلي مقتطفات من مقال هوشون سول لعل الحركة العمالية المصرية تجد فيها بعض الفائدة:

كانت الحركة العمالية الكورية حتى الثمانينات ضعيفة بشكل استثنائي، حتى بمقاييس العالم الثالث .. وظلت كلمة " طبقة " محرمة حتى فى المجال الأكاديمي الى وقت متأخر. لكن الأمور أخذت بالتغير منذ أوائل الثمانينات . فمذبحة (كوانغجو) عام 1980 ، التى قتل العسكر فيها مائتين من المدنيين حسب الأرقام الرسمية وعدة آلاف حسب أقوال أخرى .. أنعشت الحركات الراديكالية فى كوريا الجنوبية للمرة الأولى منذ الحرب الكورية. وكانت النتيجة " فوره للماركسية " على نحو مفاجئ وحركات راديكالية ، وخصوصاً بين الطلاب . تغلغلت الحركات الجديدة ببطيء فى صفوف الطبقة العاملة الفتية التى ظهرت بعد التصنيع  الثقيل فى السبعينات.

.. وخرجت الطبقة العاملة الكورية عام 1987 عن صمتها الطويل ونزلت إلى الشوارع فى طول البلاد وعرضها . إلا أن هذه النضالات منيت بالهزيمة .. ويبقى السبب الرئيسي للهزيمة هو غياب المنظمة والقيادة المركزيتين للحركة العمالية . لكن الصراع

نفسه دفع بقيادات نقابية جديدة إلى الصدارة . وتبنى القادة الجدد ما أسموه " بالحركة النقابية المناضلة " ، التى أعلنت أنها ستخوض الصراع ضد شروط العمل اللاإنسانية، حتى لو أدى ذلك إلى مخالفة القانون.

ومثلت هذه الروح الجديدة تعارضاً حاداً مع المواقف التوفيقية والخانعة لفيدرالية النقابات العمالية الكورية ، وهى النقابة التى شكلتها الحكومة العسكرية الأمريكية بعد التحرر من السيطرة اليابانية ، لا لشيء إلا للقضاء على النقابات المحلية . وظلت خاضعة لسيطرة الحكومة ، كما أنها وقفت طوال تاريخها إلى جانب الدكتاتورية.

وبالرغم من القمع الضاري للدولة ، نظمت " الحركة النقابية المناضلة " ، مثلاً ، إضرابات سنوية فى مصانع (هونداي)،  وهي من أكبر المصانع في كوريا . وفي كل مرة كانت الدولة ترد بعمليات عسكرية هائلة في اتساعها وتعدد جبهاتها ، معبئة لها ما يزيد على العشرة آلاف من شرطة المهمات الخاصة وتشترك فيها القوة البحرية والهليكوبترات ناهيك عن المشاة .

.. نجحت الحركة العمالية الجديدة ، رغم القمع الوحشى من قبل الاحتكارات  الرأسمالية والحكومة ، التى زُعم أنها "

 

 

  نوفمبر 1998                                 كلام صنايعيـــــة                                نقابــــــات 25

 

 

ديموقراطية "و"متحضرة" فى تنظيم عدد من  النضالات البطولية ومدت نفوذها  إلى الصناعات الرئيسية . ,وأخيراً فى عام 1995 ، أسس العمال لأول مرة فى تاريخهم كونفدرالية النقابات العمالية ، وعلى أساس برنامج يدعو لا إلي حركة عمالية ديموقراطية فحسب بل كذلك إلي " مجتمع ديموقراطي حقاً " . وهكذا امتلكت كوريا لأول مرة اتحادا مستقلاً للنقابات . كانت عضوية الاتحاد الجديد فى زمن الإضراب حوالي نصف مليون عامل ضمن حوالي ألف نقابة ، فى حين كانت النقابة الرسمية الأقدم عهداً تضم 1.2 مليون عضو ا. لكن الاتحاد الجديد  كانت له سيطرة كاملة على الصناعات الحيوية الثلاث : السيارات ، بناء السفن ، الياقات البيض ، مثل عمال المستشفيات ، ووسائل الإعلام الجماهيري ،  ومعاهد  البحث .

 

عـــلاقات العمل:

واجهت الحركة العمالية الناهضة أوضاعا بالغة الصعوبة تعبر عنها قوانين رجعية للعمل تحفل بالمواد المعادية للديموقراطية  والمقيدة للحقوق الأساسية للعمال . ومن أمثلتها النموذجية ما يسمى " بالممنوعات الأربعة " :

1 منع "تدخل طرف ثالث" فى نزاعات العمل .

2 منع التعددية النقابية ، مما جعل النقابة الحكومية غير الديموقراطية تحتكر الساحة .

3 حرمان موظفي الخدمة  المدنية والمعلمين من حقهم فى التنظيم .

4 منع النقابات من مزاولة النشاط السياسي .

خاضت الطبقة العاملة الكورية بقيادة " كونفدرالية النقابات العمالية " نضالات عنيدة فى سبيل مقرطة هذا النظام اللاإنساني . وفى قمعها لهذه النضالات لم تستند الحكومة الي قوانين العمل فحسب ، بل الي غيرها من القوانين المقيدة للحريات مثل قانون الأمن الوطني سيئ الصيت . وتكتسب الصورة بُعداً مأساوياً عندما نعلم أن العمال يشكلون النسبة الأكبر من السجناء السياسيين فى ظل النظام القائم .

لكن الكلفة الاقتصادية والاجتماعية لتك النزاعات العمالية ارتفعت بشدة حتى بلغت مستوى لم يعد بإمكان النظام تحمله . ولحل هذه المشكلة ، حاولت الحكومة المدنية الحالية فى فترتها الأولى ، عام 1993 ، تحقيق إصلاح فى تشريعات العمل كجزء من برنامج طموح للإصلاح العام . فرد رأس المال على ذلك ، وخصوصاً تكتلات الشيبول الضخمة "بإضرابات رأسمالية " ، أى بالامتناع عن الاستثمار . فتراجع الاقتصاد نتيجة لذلك وتخلت الحكومة عن إصلاحاتها لصالح العودة إلى الممارسات السابقة فى مجال العمل .

..وفى صيف 1996 ، وتحت تأثير الضغوط من كل اتجاه ، قررت الحكومة أن تعدل قوانين العمل فى اتجاهين معاكسين . فاستجابة للمطالب الدولية وكذلك لمطالب العمال ، اتجهت إلي إصلاح " علاقات العمل الجماعية " بإلغاء " الممنوعات الأربعة " ، و ذلك باستثناء منع موظفي الخدمة المدنية والمعلمين من التنظيم . لكنها قررت فى نفس الوقت السماح لرأس المال بأن يزيد من " عقود العمل الفردية" سواء من خلال تسهيل شروط التسريح من العمل ، أو السماح بتشغيل العمال المؤقتين، الخ .

 إلا  أن الكونفدرالية العمالية رفضت نظام عقود العمل الفردية الجديدة ، بينما كان رأس المال يرفض العقود الجماعية الجديدة . فأصبح قانون العمل الجديد ميداناً لحرب طبقية شاملة .

وفى هذه الأثناء كانت الأزمة الاقتصادية تزداد سوءاً . فقد تباطأ  النمو الاقتصادي ، وأعلنت الكثير من الشركات ، وخاصة الصغيرة والمتوسطة إفلاسها . وفى نفس الوقت تراجع التصدير وازداد العجز التجاري بشكل مأساوي . وبدا أن المعجزة الكورية قد تبخرت . فى تلك اللحظة اتخذت الحكومة قرارين هامين .. قراراً بتأجيل إصلاح قوانين المنع الأربعة والاكتفاء بإرضاء مطالب رأس المال . ومثّل القانون الجديد تدهوراً فى علاقات العمل ، غير الديموقراطية أصلاً ، وهجوماً وحشياً شاملاً من قبل رأس المال ضد الطبقة العاملة بالتعاون مع الدولة . وفوق ذلك قررت الحكومة تمرير القانون بكل الوسائل الممكنة قبل نهاية 1996 ، خوفاً من أنها لن تتمكن من تعديل القانون فى المستقبل القريب بسبب اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية وموسم الاحتجاجات العمالية الدورية فى الربيع والمتعلقة بالمفاوضات السنوية حول الأجور . .

وكانت الحركة العمالية في هذه الأثناء بمثابة برميلا للبارود، فجاءت تصرفات الحكومة لتفجره. وكانت النتيجة تاريخية ..إذ أعلنت الكونفدرالية العمالية بدء الإضراب العام .

..فاق الإضراب كل التوقعات ، فقد استجابت القاعدة العمالية لدعوة الإضراب فوراً . . وأكثر من ذلك ، فقد انضمت حتى النقابات الحكومية إلى الإضراب ودعت إلى إضراب عام خاص بها لكي لا تنعزل عن القواعد العمالية . واستعادت الحركات

الشعبية حيويتها بشكل سريع بعد أن كانت فى تراجع تحت ضغط الحكومة .

وتشكلت جبهة وطنية لإلغاء القانونين غير الديموقراطيين ، لم تضم القطاع الشعبي فحسب ، بل شملت أيضاً " المنظمات المدنية " ( وهى نسخة كورية من المنظمات الاجتماعية الجديدة للطبقة الوسطى ) . ودعم "المواطنون العاديون" ،  وخصوصاً أبناء "الطبقة الوسطى الجديدة" ، الذين يقفون فى العادة ضد الإضرابات ، الإضراب العام، وعقدت اجتماعات حاشدة يومياً فى كل أنحاء البلاد للاحتجاج على  ..و نجح الإضراب فى تعطيل كل الصناعات الكبيرة ، وشل  سلطة الدولة تقريباً ، وتخلى الرأى العام عن الحكومة . وتواصلت مواقف الدعم الأممى من حركات عمالية وديموقراطية فى بلدان عديدة.فبالرغم من كل التحذيرات المتكررة بمعاقبة كل من يخرق القانون ،لم تتمكن الحكومة من اعتقال قادة الاتحاد العمالي الذى قادوا الإضراب وهم يعتصمون مضربين عن الطعام فى مكان عام .

شارك فى الإضراب خلال مراحله الثلاث ، التى دامت عشرين يوماً  حسب خطة "توقف و تحرك" ، تحت قيادة الكونفدرالية العمالية ، أكثر من أربعمائة ألف عامل من 528 نقابة لأكثر من مرة واحدة ، وساهم حوالي 190 ألف عامل من 168 نقابة فى اليوم الواحد . وبلغت الأعداد الكلية للمشاركين فى الإضرابات وفى التجمعات العامة 3.6 مليون و 1.1مليون على التوالي . وإذا أضيف المشاركين من الاتحاد الحكومي فقد يصل العدد إلي الضعف.

 

نتائج الإضراب العام

نتيجة للإضراب أعادت الحكومة تعديل قانون العمل ، كما وعدت  فى مفاوضات مع أحزاب المعارضة ، و ألغيت الممنوعات الأربعة ما عدا منع المستخدمين المدنيين والمعلمين من التنظيم ، و أصبحت الكونفدرالية العمالية ممثلاً شرعياً للطبقة العاملة الكورية، وكانت النقابات العمالية قد بدأت حتى قبل ذلك بالتحول إليها تاركة الاتحاد الحكومي .

 

..إن الطبقة  العاملة الكورية الجنوبية، رغم البدايات المتأخرة لحركتها، قد بدأت تخطو خطوات هامة إلى الأمام.. وعليها أن تواصل مسيرتها الشاقة نحو مجتمع إنساني متحرر من عسف رأس المال .

 

 

 

 

أيام العمال                                   كلام صنايعيـــــة                                 نوفمبر 1998

مابنخفــــــــــــــــــــــــــش !

 

.. كان مبنى الجهاز بمدينة 15 مايو مسرحاً لواحدٍ من أهم أحداث الشهر التى شهدتها حلوان ..حيث يقبع- هناك-  فى الطابق السادس من هذه البناية  مكتب علاقات عمل التبين الذى يضطر إلى صعود درجه العالى- على الأقدام!!- كل من ساقته أقداره من العمال إلى اللجنة الثلاثية ، أو إلى التقدم بشكواه وتظلمه من قرار ظالم صدر بحرمانه من عمله ومصدر رزقه الوحيد.

 


..وإلى اللجنة الثلاثية دُفع بمصطفى سلطان العامل بشركة الحديد والصلب ورئيس اللجنة النقابية الأسبق بها الذى قررت إدارة الشركة عرضه عليها تمهيداً لفصله.. لتجعل منه عبرةً لمن لا يعتبر- فيتجاسر على انتقاد سياستها أو الإفصاح جهراً عما تجيش به الأنفس ، ويجرى عنه الحديث همساً- وكانت جريرة مصطفى سلطان ومُخالفته التى رأت فيها الإدارة سبباً كافياً للتنكيل به وتعريضه وأسرته للعوز والفاقة هى أنه أمين حزب التجمع بالتبين الذى تُفترض مسئوليته عن نشرة  "أهالى التبين"  عدد أغسطس .

... ونشرة أهالى التبين هى واحدة من النشرات غير الدورية المحلية التى اعتاد حزب التجمع إصدارها فى المناطق المختلفة..ويعود تاريخ إصدارها الأول إلى سنوات طويلة كافية- على الأقل- لإكسابها صفة العادة التى تجعل من ظهورها أمراً لا يُتوقع منه أو له إثارة الكثير من الضجيج.

.. وعلى الرغم من أن عدد أغسطس 1998من نشرة أهالى التبين لم يكن أول أعدادها أو أكثرها أهمية .. إلا أنه كان- ولأسباب لا يعود إليه  معظمها -الفاتحة الأولى لسلسة من التداعيات والأحداث التى بدت فى صورتها النهائية عملاً درامياً بليغ الدلالة ، وعميق الأثر على نحو يندر تكراره-وعلى الأخص منه- مشاهده الختامية المكثفة التى تجاوزت أسوار الشركة لتأخذ مكانها بين مبنى الجهاز والقسم بمدينة 15 مايو ..فضلاً عن نيابة وقسم حلوان!!.

.. لم تكن هذه المرة الأولى التى تتعرض فيها نشرة أهالى التبين لما يجرى بشركة الحديد والصلب أو غيرها من شركات التبين..كما أنها لم تكن المرة الأولى التى يتولى فيها مصطفى سلطان أمانة الحزب بالتبين.. ولكنها كانت المرة التى قررت فيها إدارة الشركة أن" تذبح القطة " لعمال الحديد والصلب .. وأن تكشر عن أنيابها لتعلن بإجراء عملى باتر أن "زمان الحرية"  قد ولى ، وأن الكلمة التى اعتاد العمال تداولها علناً فى قلعتهم الصناعية العظيمة ينبغى عليها أن تصمت أو على الأقل أن "تدخل الجحور" فتختبئ بين المكن أو فى ثنايا البدل الزرقاء.

.. كان الوقت الذى ينبغى فيه تمهيد الأرض أمام مشروع المعاش المبكر المنتظر بالقضاء على كل معارضة متوقعة له .. وكان الوقت الذى بات فيه واضحاً سخط عمال الحديد والصلب-الذى بلغ مداه- على ما يُفترض أنه لجنتهم النقابية والتى لا يتوانى رئيسها  فى كل مناسبة عن مطالبة الإدارة بالمزيد من التشدد ، والتوسع فى إجراءات الردع التى تتخذ معهم وذلك بتوقيع الجزاءات التى تصل إلى حد الفصل عليهم.. ثم كان الوقت الذى دوت فيه الأخبار الصارخة.. اللجنة النقابية ترقص فى عوامة.، بينما تعجز عن اتمام مشروع السلع المعمرة .. تقرير الجهاز المركزى للمحاسبات يتوقف أمام ما تنفقه الإدارة من مكافآت وبدلات!!..هذه كانت الحال ، وكان الوقت الذى صدر فيه عدد أغسطس من " أهالى التبين" ، وجرى فيه التحقيق مع مصطفى سلطان ..لينتهى بإحالته إلى اللجنة الثلاثية تمهيداً لفصله.

.. ولأن إحالة مصطفى سلطان إلى اللجنة الثلاثية  لمجرد أنه أمين حزب التجمع بالتبين تمثل انتهاكاً صارخاً لحرية  الرأى والتعبير .. واعتداءاً مباشراً على الحقوق والحريات النقابية .. فقد سارع عدد من النقابيين من شركات وقطاعات مختلفة إلى إصدار بيانهم الذى يطالبون فيه بوقف الإجراءات التعسفية التى يتم اتخاذها مع مصطفى سلطان .. وتوالت البرقيات على المنظمات الديمقراطية والصحف ووكالات الأنباء ، ورئيسى مجلسى الشعب والشورى تستنكر ما يعد سابقة خطيرة من محاسبة العمال على انتماءاتهم السياسية .

.. ثم كان يوم الخميس الدامى والموافق 22/10.. فوجئ موظفى الجهاز الذين يعملون فى مختلف ا لمصالح الحكومية بقوات أمن لا حصر لها تحاصر بنايتهم الهادئة ، وجعل المارة يتساءلون عما حدث واستدعى مثل هذه الحشود الضخمة ..حيث لم تكن الإجابة سوى : هناك عامل يُفصل!!.

.. سعى مع مصطفى سلطان إلى مكتب العمل لفيف من أبرز القيادات النقابية والعمالية فى حلوان مُعربين عن تضامنهم ، ورفضهم لما يجرى.. ثم قررت اللجنة الثلاثية تأجيل البت فى طلب الفصل... وبينما أخذ الحضور فى الانصراف .. لم يستطع صلاح هيكل- رئيس اللجنة النقابية بشركة الحديد والصلب   مغادرة المكان دون إثارة المشاحنات- حيث كانت مظاهر التضامن مع مصطفى سلطان قد أثارت غضبه فيما يبدو- فأقدم على التحرش بعبد المنعم محمود نائب رئيس اللجنة النقابية بشركة الكوك و الاعتداء عليه بآلة حادة تصيبه فى وجهه بعدة إصابات.

.. وتكتمل فصول المأساة فى قسم مايو .. يعجز عبد المنعم محمود ومعه شهوده وثلاثة من المحامين عن تحرير محضر بالواقعة ضد صلاح هيكل.. ويختفى عقيد الشرطة الذى كان قد أعرب لدى مشاهدته لواقعة الاعتداء عن استعداده للإدلاء بأقواله فى هذا الشأن ..تتوالى التليفونات

 

 

الجــــوع محرضـــــاً..

 

.. لم تلتئم الجراح بعد فى شركة مصر حلوان..لم يزل هناك ما يقرب من ألفى عامل خارج الأسوار ، ولم يزل مستقبل الشركة ذات الجذور الضاربة فى أعماق التاريخ العمالى محلاً للتساؤل والقلق.

ورغم أن شركة مصر حلوان ليست عارية الجوانب .. فحولها تصطف منازل المنشية وكفر العلو ..إلا أن أصوات رياح الخصخصة قد باتت تُسمع داخلها على نحو كئيب ..وكأنما يُرجع أصداءها خلاءٌ لانهاية له !!.. فعروس حلوان الشامخة تبدو وكأنما تُجهز للبيع فى سوق النخاسة ..تُعاد هيكلتها ..وتتكيف أوضاعها على النحو الذى يجعلها صالحة للعرض !!.

..ولأنها تعيش هذا الزمان .. فقد شهدت أول سابقة من نوعها فى تاريخ الحركة العمالية المعاصر ..حيث يُفصل ثلاثة من عمالها  باعتبارهم من المشــــــــــــاركين ، أو المحرضين على أحداث منتصف يوليو الماضى.

.. لقد مارست الحركة العمالية المصرية حقوقها فى الإضراب والاعتصام والتظاهر على مدى العقود الثلاثة الماضية مئات ومئات المرات.. فاكتسبت بكفاحها هذه الحقوق ، وانتزعت الاعتراف بمشروعيتها .. حتى حصلت على أحكام قضائية متعاقبة تقضى بها  ، وتُبرئ ساحة كل من قام بممارستها .. باعتباره قد مارس عملاً مشروعاً لا يستوجب المساءلة أو العقاب.

.. وفضلاً عن ذلك .. فإن هذه الحقوق- رغم كونها لم يُنص عليها حتى الآن فى قانون العمل - إلا أنها حقوقاً مشروعة يكفلها الدستور المصرى ، والاتفاقيات الدولية- التى وقعت عليها مصر - والتى تحظر الاعتداء على هذه الحقوق أو انتهاكها باعتبارها من حقوق الإنسان السياسية والاجتماعية الأساسية والأصيلة .

.. وقبل حقوق الإنسان السياسية تأتى حقوقه الاقتصادية .. حقه فى العيش الكريم ..حقه وحق أولاده فى مورد رزق آمن ، وفى دخل ثابت يفى بحاجاتهم الأساسية .. حقهم فى التعليم والعلاج والمسكن الآدمى.. فأين هذه الحقوق من عمال مصر حلوان.

.. إن محاضر اجتماعات اللجنة الثلاثية التى عُرض عليها العمال الثلاثة المفصولون تشى بحقيقة الأوضاع فى شركة مصر حلوان ، وتُقدم وحدها الدفاع الكافى عن هؤلاء العمال الذين ورد أجرهم فى هذه المحاضر على النحو التالى:

  • سليمان سعيد سليمان ..أجره 250جنيه.!!
  • محمد عبد الحافظ على ..أجره 200جنيه.!!
  • منى محمد موسى ..أجرها 150جنيه.!!

هل يمكن لأحد أن يتخيل حياة أسرة مصرية بمائتين من الجنيهات ..ثم ماذا يمكن لهذه الأسرة أن تفعل إذا تم الاعتداء على هذا الأجر الزهيد أيضاً ..لقد فوجئ عمال مصر حلوان فى 15/7 بالتأخر فى صرف الحافز ، وبشائعة عن إلغائه ..فتماثلت أمامهم جميع أشباح الجوع والخراب..فمن المسئول عن كل ذلك إذن؟!!..ولماذا الإصرار على تقديم كبش فداء للأحداث؟! لماذا ينبغى أن يكون هناك مُحرضاً ؟!..ألا يكفى الجوع محرضاً ؟!..ألا يكفى الخوف من المستقبل المجهول .. ألا يكفى تردى الأوضاع فى الشركة التى ضاع فيها الجهد والعرق وسنون العمر ؟!.

لقد رفضت اللجنة الثلاثية فصل من ثلاثة العمال لأنهم- وفقاً لها لم تثبت إدانتهم أو مسئوليتهم ، كما أنه لم يثبت ارتكابهم لأى من المخالفات التى تُجيز الفصل طبقاً لأحكام قانون العمل.. ورغم ذلك ..وقعت إدارة الشركة عقوبة الفصل !!.

..وبعد..إذا كان المنحى الجديد الذى اتخذته إدارة شركة مصر حلوان- فى التعامل مع التحركات والاحتجاجات العمالية باستخدام سلاح الفصل والتشريد- يكشف عن الوجه المتجهم لسياسات الخصخصة ..فإنه يمثل أيضاً انتهاكاً صارخاً لحق العمال المصريين فى الإضراب ، ولسائر حقوقهم وحرياتهم النقابية التى أصبحت الآن ضرورة ملحة- ربما أكثر من أى وقت مضى.

 

نوفمبر 1998                                    كلام صنايعيـــــة                                 أيام العمال 5

والاتصالات مع قسم الشرطة ، ويحتجز عبد المنعم وشهوده لمدة ساعتين كاملتين حتى يأتى أحد أقارب صلاح هيكل متهماً عبد المنعم وواحد من شهوده ( مصطفى بسيونى ) ، وعبد  الرشيد هلال- عضو اللجنة النقابية بالحديد والصلب- بالاعتداء عليه ، ويحرر له محضر بالواقعة دون أن يكلف أحدٌ نفسه فى قسم مايو بالسؤال عن  مبرر منطقى واحد لتواجد قريب صلاح هيكل أمام مكتب عمل التبين!!

.. ساعات طوال بدت كدهر من الزمان ..قضاها عبد المنعم وشاهده ومحامييه فى قسم مايو .. استطاعوا بشق الأنفس تحرير محضر بواقعة اعتداء صلاح هيكل ..غير أن المجنى عليه الذى لم يزل دمه سائلاً دون إسعاف- وشاهد إثباته ، كانا قد تحولا إلى متهمَين، حيث تم اقتيادهما إلى نيابة حلوان المسائية لتصدر قرارها بالإفراج عنهما وليقضيا ليلتهما الأولى ثم الثانية فى قسم مايو !!.. لم تكن ليلتى الحجز هما القاسيتين- فمن مثيلاتها يعانى الكثيرون من أبناء شعبنا الذين يدفعهم حظهم العاثر إلى أقسام الشرطة- وإنما كان قاسياً هذا الإحساس المؤلم بظلم لا مرد له .. ظلم تدفع له قوة خفية لا يفصح عنها أحد ، وإنما يشير لها الجميع داخل القسم وخارجه قائلين :" الموضوع مش فى إيدنا ".

.. ثم.. توافق اللجنة الثلاثية يوم السبت اللاحق 31/10على فصل مصطفى سلطان .. حيث أحاطت قوات الأمن بالبناية أيضاً ..وحيث يحاول صلاح هيكل تبرئة ساحته فيرفض الفصل باسم اللجنة النقابية التى قامت هى نفسها بتحويل مصطفى إلى التحقيق!! معتمداً على مكتب العمل (المحايد!!) الذى أعطت ممثلته صوتها لصالح الفصل بعد ساعة من الزمان طلبت فيها من الحاضرين جميعاً إخلاء الغرفة لها على خلاف ما يُفترض من اجتماع اللجنة بكافة أطرافها ، وتداولهم معاً فى القرار قبل صدوره !!.. ثم أُخليت الساحة فى مدينة 15 مايو من الحضور وقوات الأمن .. غير أن الستار لم يُسدل بعد..

 

 

 

أيام العمال                                   كلام صنايعيـــــة                                 نوفمبر 1998

مابنخفــــــــــــــــــــــــــش !

 

.. كان مبنى الجهاز بمدينة 15 مايو مسرحاً لواحدٍ من أهم أحداث الشهر التى شهدتها حلوان ..حيث يقبع- هناك-  فى الطابق السادس من هذه البناية  مكتب علاقات عمل التبين الذى يضطر إلى صعود درجه العالى- على الأقدام!!- كل من ساقته أقداره من العمال إلى اللجنة الثلاثية ، أو إلى التقدم بشكواه وتظلمه من قرار ظالم صدر بحرمانه من عمله ومصدر رزقه الوحيد.

 


..وإلى اللجنة الثلاثية دُفع بمصطفى سلطان العامل بشركة الحديد والصلب ورئيس اللجنة النقابية الأسبق بها الذى قررت إدارة الشركة عرضه عليها تمهيداً لفصله.. لتجعل منه عبرةً لمن لا يعتبر- فيتجاسر على انتقاد سياستها أو الإفصاح جهراً عما تجيش به الأنفس ، ويجرى عنه الحديث همساً- وكانت جريرة مصطفى سلطان ومُخالفته التى رأت فيها الإدارة سبباً كافياً للتنكيل به وتعريضه وأسرته للعوز والفاقة هى أنه أمين حزب التجمع بالتبين الذى تُفترض مسئوليته عن نشرة  "أهالى التبين"  عدد أغسطس .

... ونشرة أهالى التبين هى واحدة من النشرات غير الدورية المحلية التى اعتاد حزب التجمع إصدارها فى المناطق المختلفة..ويعود تاريخ إصدارها الأول إلى سنوات طويلة كافية- على الأقل- لإكسابها صفة العادة التى تجعل من ظهورها أمراً لا يُتوقع منه أو له إثارة الكثير من الضجيج.

.. وعلى الرغم من أن عدد أغسطس 1998من نشرة أهالى التبين لم يكن أول أعدادها أو أكثرها أهمية .. إلا أنه كان- ولأسباب لا يعود إليه  معظمها -الفاتحة الأولى لسلسة من التداعيات والأحداث التى بدت فى صورتها النهائية عملاً درامياً بليغ الدلالة ، وعميق الأثر على نحو يندر تكراره-وعلى الأخص منه- مشاهده الختامية المكثفة التى تجاوزت أسوار الشركة لتأخذ مكانها بين مبنى الجهاز والقسم بمدينة 15 مايو ..فضلاً عن نيابة وقسم حلوان!!.

.. لم تكن هذه المرة الأولى التى تتعرض فيها نشرة أهالى التبين لما يجرى بشركة الحديد والصلب أو غيرها من شركات التبين..كما أنها لم تكن المرة الأولى التى يتولى فيها مصطفى سلطان أمانة الحزب بالتبين.. ولكنها كانت المرة التى قررت فيها إدارة الشركة أن" تذبح القطة " لعمال الحديد والصلب .. وأن تكشر عن أنيابها لتعلن بإجراء عملى باتر أن "زمان الحرية"  قد ولى ، وأن الكلمة التى اعتاد العمال تداولها علناً فى قلعتهم الصناعية العظيمة ينبغى عليها أن تصمت أو على الأقل أن "تدخل الجحور" فتختبئ بين المكن أو فى ثنايا البدل الزرقاء.

.. كان الوقت الذى ينبغى فيه تمهيد الأرض أمام مشروع المعاش المبكر المنتظر بالقضاء على كل معارضة متوقعة له .. وكان الوقت الذى بات فيه واضحاً سخط عمال الحديد والصلب-الذى بلغ مداه- على ما يُفترض أنه لجنتهم النقابية والتى لا يتوانى رئيسها  فى كل مناسبة عن مطالبة الإدارة بالمزيد من التشدد ، والتوسع فى إجراءات الردع التى تتخذ معهم وذلك بتوقيع الجزاءات التى تصل إلى حد الفصل عليهم.. ثم كان الوقت الذى دوت فيه الأخبار الصارخة.. اللجنة النقابية ترقص فى عوامة.، بينما تعجز عن اتمام مشروع السلع المعمرة .. تقرير الجهاز المركزى للمحاسبات يتوقف أمام ما تنفقه الإدارة من مكافآت وبدلات!!..هذه كانت الحال ، وكان الوقت الذى صدر فيه عدد أغسطس من " أهالى التبين" ، وجرى فيه التحقيق مع مصطفى سلطان ..لينتهى بإحالته إلى اللجنة الثلاثية تمهيداً لفصله.

.. ولأن إحالة مصطفى سلطان إلى اللجنة الثلاثية  لمجرد أنه أمين حزب التجمع بالتبين تمثل انتهاكاً صارخاً لحرية  الرأى والتعبير .. واعتداءاً مباشراً على الحقوق والحريات النقابية .. فقد سارع عدد من النقابيين من شركات وقطاعات مختلفة إلى إصدار بيانهم الذى يطالبون فيه بوقف الإجراءات التعسفية التى يتم اتخاذها مع مصطفى سلطان .. وتوالت البرقيات على المنظمات الديمقراطية والصحف ووكالات الأنباء ، ورئيسى مجلسى الشعب والشورى تستنكر ما يعد سابقة خطيرة من محاسبة العمال على انتماءاتهم السياسية .

.. ثم كان يوم الخميس الدامى والموافق 22/10.. فوجئ موظفى الجهاز الذين يعملون فى مختلف ا لمصالح الحكومية بقوات أمن لا حصر لها تحاصر بنايتهم الهادئة ، وجعل المارة يتساءلون عما حدث واستدعى مثل هذه الحشود الضخمة ..حيث لم تكن الإجابة سوى : هناك عامل يُفصل!!.

.. سعى مع مصطفى سلطان إلى مكتب العمل لفيف من أبرز القيادات النقابية والعمالية فى حلوان مُعربين عن تضامنهم ، ورفضهم لما يجرى.. ثم قررت اللجنة الثلاثية تأجيل البت فى طلب الفصل... وبينما أخذ الحضور فى الانصراف .. لم يستطع صلاح هيكل- رئيس اللجنة النقابية بشركة الحديد والصلب   مغادرة المكان دون إثارة المشاحنات- حيث كانت مظاهر التضامن مع مصطفى سلطان قد أثارت غضبه فيما يبدو- فأقدم على التحرش بعبد المنعم محمود نائب رئيس اللجنة النقابية بشركة الكوك و الاعتداء عليه بآلة حادة تصيبه فى وجهه بعدة إصابات.

.. وتكتمل فصول المأساة فى قسم مايو .. يعجز عبد المنعم محمود ومعه شهوده وثلاثة من المحامين عن تحرير محضر بالواقعة ضد صلاح هيكل.. ويختفى عقيد الشرطة الذى كان قد أعرب لدى مشاهدته لواقعة الاعتداء عن استعداده للإدلاء بأقواله فى هذا الشأن ..تتوالى التليفونات

 

 

الجــــوع محرضـــــاً..

 

.. لم تلتئم الجراح بعد فى شركة مصر حلوان..لم يزل هناك ما يقرب من ألفى عامل خارج الأسوار ، ولم يزل مستقبل الشركة ذات الجذور الضاربة فى أعماق التاريخ العمالى محلاً للتساؤل والقلق.

ورغم أن شركة مصر حلوان ليست عارية الجوانب .. فحولها تصطف منازل المنشية وكفر العلو ..إلا أن أصوات رياح الخصخصة قد باتت تُسمع داخلها على نحو كئيب ..وكأنما يُرجع أصداءها خلاءٌ لانهاية له !!.. فعروس حلوان الشامخة تبدو وكأنما تُجهز للبيع فى سوق النخاسة ..تُعاد هيكلتها ..وتتكيف أوضاعها على النحو الذى يجعلها صالحة للعرض !!.

..ولأنها تعيش هذا الزمان .. فقد شهدت أول سابقة من نوعها فى تاريخ الحركة العمالية المعاصر ..حيث يُفصل ثلاثة من عمالها  باعتبارهم من المشــــــــــــاركين ، أو المحرضين على أحداث منتصف يوليو الماضى.

.. لقد مارست الحركة العمالية المصرية حقوقها فى الإضراب والاعتصام والتظاهر على مدى العقود الثلاثة الماضية مئات ومئات المرات.. فاكتسبت بكفاحها هذه الحقوق ، وانتزعت الاعتراف بمشروعيتها .. حتى حصلت على أحكام قضائية متعاقبة تقضى بها  ، وتُبرئ ساحة كل من قام بممارستها .. باعتباره قد مارس عملاً مشروعاً لا يستوجب المساءلة أو العقاب.

.. وفضلاً عن ذلك .. فإن هذه الحقوق- رغم كونها لم يُنص عليها حتى الآن فى قانون العمل - إلا أنها حقوقاً مشروعة يكفلها الدستور المصرى ، والاتفاقيات الدولية- التى وقعت عليها مصر - والتى تحظر الاعتداء على هذه الحقوق أو انتهاكها باعتبارها من حقوق الإنسان السياسية والاجتماعية الأساسية والأصيلة .

.. وقبل حقوق الإنسان السياسية تأتى حقوقه الاقتصادية .. حقه فى العيش الكريم ..حقه وحق أولاده فى مورد رزق آمن ، وفى دخل ثابت يفى بحاجاتهم الأساسية .. حقهم فى التعليم والعلاج والمسكن الآدمى.. فأين هذه الحقوق من عمال مصر حلوان.

.. إن محاضر اجتماعات اللجنة الثلاثية التى عُرض عليها العمال الثلاثة المفصولون تشى بحقيقة الأوضاع فى شركة مصر حلوان ، وتُقدم وحدها الدفاع الكافى عن هؤلاء العمال الذين ورد أجرهم فى هذه المحاضر على النحو التالى:

  • سليمان سعيد سليمان ..أجره 250جنيه.!!
  • محمد عبد الحافظ على ..أجره 200جنيه.!!
  • منى محمد موسى ..أجرها 150جنيه.!!

هل يمكن لأحد أن يتخيل حياة أسرة مصرية بمائتين من الجنيهات ..ثم ماذا يمكن لهذه الأسرة أن تفعل إذا تم الاعتداء على هذا الأجر الزهيد أيضاً ..لقد فوجئ عمال مصر حلوان فى 15/7 بالتأخر فى صرف الحافز ، وبشائعة عن إلغائه ..فتماثلت أمامهم جميع أشباح الجوع والخراب..فمن المسئول عن كل ذلك إذن؟!!..ولماذا الإصرار على تقديم كبش فداء للأحداث؟! لماذا ينبغى أن يكون هناك مُحرضاً ؟!..ألا يكفى الجوع محرضاً ؟!..ألا يكفى الخوف من المستقبل المجهول .. ألا يكفى تردى الأوضاع فى الشركة التى ضاع فيها الجهد والعرق وسنون العمر ؟!.

لقد رفضت اللجنة الثلاثية فصل من ثلاثة العمال لأنهم- وفقاً لها لم تثبت إدانتهم أو مسئوليتهم ، كما أنه لم يثبت ارتكابهم لأى من المخالفات التى تُجيز الفصل طبقاً لأحكام قانون العمل.. ورغم ذلك ..وقعت إدارة الشركة عقوبة الفصل !!.

..وبعد..إذا كان المنحى الجديد الذى اتخذته إدارة شركة مصر حلوان- فى التعامل مع التحركات والاحتجاجات العمالية باستخدام سلاح الفصل والتشريد- يكشف عن الوجه المتجهم لسياسات الخصخصة ..فإنه يمثل أيضاً انتهاكاً صارخاً لحق العمال المصريين فى الإضراب ، ولسائر حقوقهم وحرياتهم النقابية التى أصبحت الآن ضرورة ملحة- ربما أكثر من أى وقت مضى.

 

نوفمبر 1998                                    كلام صنايعيـــــة                                 أيام العمال 5

والاتصالات مع قسم الشرطة ، ويحتجز عبد المنعم وشهوده لمدة ساعتين كاملتين حتى يأتى أحد أقارب صلاح هيكل متهماً عبد المنعم وواحد من شهوده ( مصطفى بسيونى ) ، وعبد  الرشيد هلال- عضو اللجنة النقابية بالحديد والصلب- بالاعتداء عليه ، ويحرر له محضر بالواقعة دون أن يكلف أحدٌ نفسه فى قسم مايو بالسؤال عن  مبرر منطقى واحد لتواجد قريب صلاح هيكل أمام مكتب عمل التبين!!

.. ساعات طوال بدت كدهر من الزمان ..قضاها عبد المنعم وشاهده ومحامييه فى قسم مايو .. استطاعوا بشق الأنفس تحرير محضر بواقعة اعتداء صلاح هيكل ..غير أن المجنى عليه الذى لم يزل دمه سائلاً دون إسعاف- وشاهد إثباته ، كانا قد تحولا إلى متهمَين، حيث تم اقتيادهما إلى نيابة حلوان المسائية لتصدر قرارها بالإفراج عنهما وليقضيا ليلتهما الأولى ثم الثانية فى قسم مايو !!.. لم تكن ليلتى الحجز هما القاسيتين- فمن مثيلاتها يعانى الكثيرون من أبناء شعبنا الذين يدفعهم حظهم العاثر إلى أقسام الشرطة- وإنما كان قاسياً هذا الإحساس المؤلم بظلم لا مرد له .. ظلم تدفع له قوة خفية لا يفصح عنها أحد ، وإنما يشير لها الجميع داخل القسم وخارجه قائلين :" الموضوع مش فى إيدنا ".

.. ثم.. توافق اللجنة الثلاثية يوم السبت اللاحق 31/10على فصل مصطفى سلطان .. حيث أحاطت قوات الأمن بالبناية أيضاً ..وحيث يحاول صلاح هيكل تبرئة ساحته فيرفض الفصل باسم اللجنة النقابية التى قامت هى نفسها بتحويل مصطفى إلى التحقيق!! معتمداً على مكتب العمل (المحايد!!) الذى أعطت ممثلته صوتها لصالح الفصل بعد ساعة من الزمان طلبت فيها من الحاضرين جميعاً إخلاء الغرفة لها على خلاف ما يُفترض من اجتماع اللجنة بكافة أطرافها ، وتداولهم معاً فى القرار قبل صدوره !!.. ثم أُخليت الساحة فى مدينة 15 مايو من الحضور وقوات الأمن .. غير أن الستار لم يُسدل بعد..

 

 

 

ردة علي مكاسب

خمسـين سنة من النضـال

 

بقلم:  محمد عبد العزيز شعبان

عضو مجلس الشعب

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 كلمــــــــــة الـــــــــــــدار

 

الغزل برجل حمار

 

مبروك ..كلمة ترددت كثيراً في الدار خلال الشهر الماضي وحملها التليفون ، ورسائل التهنئة من قيادات عمالية ونقابية ومفكرين وسياسيين.

الكل عبر عن فرحته بصدور العدد الأول من "كلام صنايعية ".. الحلم الذي تحقق.

كنا جميعاً نحلم بصدور مجلة الدار ولكننا لم نتصور أبداً أن عددها الأول سوف يستقبل بكل هذا الحماس، فكان تعليق الجميع تقريبا أن "كلام صنايعية" جاءت لتحقق نقلة في الصحافة العمالية من حيث الشكل الفني وتنوع موضوعاتها وجرأتها في التعبير عن هموم العمال وحركتهم.

شعور بالفرحة والبهجة اجتاح نشطاء الدار.. ضحكات وتساؤلات عن مجاهد العزب صاحب اللوحات المبهرة، وعن موهبة الصحفي الشاب خالد البلشى ، وعن مهندس" التوضيب" الذي انطبق عليه المثل (الشاطر يغزل برجل حمار).  فرغم ضعف الإمكانيات أجمعت التعليقات علي روعة الإخراج، ولفتت الأنظار عناوين موضوعات المجلة "تعالوا إتفرجوا علينا بعد ما تخلص فلوسنا" .. عنوان تحقيق حول هموم العمال الذين خرجوا على المعاش المبكر،  "قانون الـ13% وموقف الاتحاد" و"النوم في العسل" و"مشروب مارينا" و"إحنا وهما".. عناوين ومقالات رأي فيها الكثيرون مؤشرا لصحافة عمالية جديدة ، متميزة الطابع، تعكس حيوية الحركة العمالية وطليعية دورها.

وفي خضم الفرحة اجتمع فريق عمل "كلام صنايعية" يقيمون العدد الأول ويعدون لإصدار العدد الثاني .

 

20 قهوة العمال                                كلام صنايعيـــــة                                 نوفمبر 1998

 

 


يشكل مشروع قانون العمل الموحد، والمزمع تقديمه لمجلس الشعب في دورته القادمة، ردة عن التطور الذى حدث فى مصر فيما يتعلق بالتشريعات العمالية. فمنذ بداية الأربعينات والقوانين العمالية تتطور من مرحلة  إلى مرحلة اعلي، بدءاً من القانون 42 لسنة 42 وانتهاء بالقانون 48 لسنة 78 الخاص بالعاملين بالحكومة.. وكانت كل هذه القوانين تتطور في اتجاه تحقيق قدر اكبر من التوازن بين العمال وأصحاب الأعمال.

أما قانون العمل الموحد فقد جاء لينتكس بالتوازن وليسلب العمال الكثير من الحقوق التي نجحوا في انتزاعها، سواء بالنسبة للمرأة العاملة أو بالنسبة لمجموع العاملين. وأخطر ما فى هذا القانون أنه يعطى لصاحب العمل الحق - تحت ذريعة الظروف الاقتصادية - فى أن ينقل العامل من عمل إلى عمل مختلف عنه اختلافا جوهرياً، وأن يخفض أجر العامل في حدود الحد الأدنى للأجور (وهو 35 جنيه) مع إضافة الأجر المتغير بنسبة 110% .. أي أن صاحب العمل يستطيع، وفقا لهذا القانون، أن يخفض اجر العامل إلى مجرد 75 جنيها شهريا، وهو ما لا يكفي، في ظل مستويات المعيشة الحالية، للوفاء بالحد الأدنى من متطلبات حياة العامل، فضلا عن من يعولهم.

كما أن القانون يكرس عقد العمل محدد المدة،  رغم أنه من المفترض أن يكون هذا النوع من العقد هو الاستثناء (ينطبق على الأعمال الموسمية) وليس القاعدة.  بل إن القانون أعطى الحق للطرفين، فى حالة العقد الدائم، فى فسخ عقد العمل ليساوى بين صاحب العمل والعامل دون مراعاة للظروف الاجتماعية للعامل، بعد أن يكون قد ألتحق بالعمل وأدار حياته معتمدا علي عمله هذا ووفقا لظروفه.  ولا يعطى القانون للعامل تعويضاً أكثر من ثلاثة شهور فى حالة فصله.. وعلى رأى المثل الصعيدي "ده كلام مايجبش همه".

ولذلك فإن مشروع  القانون الحالي يكرس لعملية الانتقاص من حقوق العمال، ويعتبر ردة على عملية تطور القوانين، ويخلق مناخا من عدم الاستقرار للعاملين، سيكون له أبلغ الضرر سواء فى المجال الاجتماعي أو المجال الاقتصادي .

وحتى عندما أتىمشروع القانون ليقر مبدأ حق الإضراب عقّد أموره (عن طريق المفاوضات والتحكيم) بحيث يصعب للغاية ممارسته. كما أعطى للنقابة الحق فى تقرير الإضراب من عدمه، وذلك بثلثي الأعضاء.. في حين أن  النقابات العامة منعزلة عن العمال. وأنا أعتقد أن الأصح أن تكون اللجنة النقابية هي صاحبة الحق فى اتخاذ القرار بالإضراب، باعتبارها أقرب الناس للعمال.. ولأن العمال يستطيعون محاسبة اللجنة النقابية ولكنهم لا يستطيعون محاسبة النقابة العامة.. حتى ولو كانوا عمال محافظة بأكملها .. كما أن النقابات العامة غالباً ما تكون تابعة للنظام، وغالباً ما يأخذون تعليماتهم منه.. فإذا قيل لهم لا  إضراب، فإن الإضراب لن يتم، خاصة حين يتوقف قرار الإضراب علي موافقة ثلثي أعضاء النقابة العامة.

وبشكل عام، فقد وضع القانون لمصلحة أصحاب الأعمال، خاصة أن الحركة النقابية ضعيفة، وقانون النقابات غير معبر عن مصالح العمال ويكرس ضعف الحركة النقابية.. لدرجة أن بعض مواده قد تم تفصيلها حتى تخدم مصالح بعض القيادات النقابية، كجزء

 

 

 

نوفمبر 1998                               كلام صنايعيـــــة                                أيام العمال 11

 مواجــــــــــع

شقـــا .. وخراب ديــــار

 


أم أحمد  ست مصرية عندها من العمر ثلاثين سنه ، تشوفها تقول خمسين .. ده لو شفتها .. لان أم أحمد لمت الرحال ولمت العيال وسابت الراجل مع حماتها وحماها .. وهربت .. من ايه؟ .. نحكي الحكاية من الأول ..

قبل ما تبقى أم أحمد كان اسمها صابحه .. صابحة اتجوزت أبو أحمد كان عندها سبعتاشر سنه .. خلفت ولدين وبنت .. أبو أحمد كان سواق على سرفيس .. وهي بقت أم أحمد .. أم أحمد  قعدت 7 سنين ما تشتغلش!! صحيح كانت بتصحي الصبح الساعة أربعة، تكنس المطرح وتنضفه .. تحضر الفطور لأبو أحمد وتقعد معاه لحد ما يخرج للشغل .. بعدين تصحي احمد تفطره وتوديه المدرسة.. تطلع على السوق تدور على رزقها، ترجع البيت تطبخ للولاد وحماها وحماتها، وجايز ربنا يفتحها عليها وحد يطلب منها خدمه هنا ولا هناك .. تغسل هنا أو تنضف هناك .. ويطلع لها اللي فيه القسمه .. صحيح مش بانتظام إنما أهو أحسن من ولا حاجة .. على آخر النهار يرجع أبو أحمد .. هلكان وعدمان وطلعان عينيه من الزباين وأمناء الشرطة وكل يوم يسلم العربية يحمد ربنا انه كفاه شر صاحبها وان يوم تاني عدى على خير .. 


كبروا الولاد وأم احمد حالفه لازم كلهم يدخلوا المدارس .. قالت تشتغل. صحيح هي بتشتغل كتير وبتتعب أوي وآخر النهار بتبقى النار طالعة من كل حتة في ضهرها ومفاصلها لكن شغلها ما بينصرفش فلوس .. ما بيجيبش اللقمة ولا الهدمة ولا كراريس المدرسة .. بس أم أحمد أمية لا بتعرف تقرا ولا تكتب .. سمعت عن شغل في مستشفى الجامعة ما يحتاجش لا ورق ولا علام .. راحت أم أحمد اشتغلت تمرجيه .. اشتغلت زهرات .. آخر كل شهر تاخد المكافأة وتبصم عليها .. لا عقد ولا تأمينات ولا ورق يقول مين مسئول عنها لو حصل حاجة ولا الزمن جار عليها .. وقرش أبو أحمد على قرشها كانت الدنيا مستورة . بالعافية لكن مستورة .. بس الدنيا كانت قاسيه عليها .. أبو أحمد عمل حادثة .. انحشرت رجله في صفيح العربية وراحت رجله وقعد في البيت .. والقرش اللى كان بيستر مع القرش راح نصه..

سمعت أم أحمد عن حاجة اسمها القروض الصغيرة .. ناس أولاد حلال يسلفوا المحتاج علشان يعمل مشروع ومن إيراد المشروع يسدد الدين شويه شويه بفوايد قليلة .. فكرت هي وأبو أحمد .. قرشين تبتدي بيهم مشروع صغير .. تخيط ليها وللجيران وتبيع اللي تخيطه .. واهي من ناحيه تبقى قاعدة مع أبو أحمد تخلي بالها منه .. ومن ناحية ثانية توفر على نفسها بهدلة المواصلات ومصاريفها .. صحيح أن ده مش هيغطي مصاريف الولاد بس الولاد لو سابوا المدرسة سنه ولا اثنين ممكن يرجعوا بعدين لما ربنا يفرجها والشغل يمشي .. أخذت الفلوس وبصمت على كمبيالات بأقساط السداد ..

كانت تعرف منين أم أحمد أن المشاريع دي أكتر من الهم على القلب .. كانت تعرف منين أن في حتتها فيه بدل الخياطة خمسة .. كانت تعرف منين أن مشروعها علشان يمشي لازم تكون مربطة مع محل ولا أتنين من بره الحي يسوق لها ويجيبلها شغل .. بالعافية سدت أم أحمد القسط الأول بعد ما شالت على جنب قرشين يفتحوا البيت على الضنك .. بس القسط الثاني ما كانش ممكن .. الشغل واقف والناس كلها مزنوقة .. أم أحمد طلبت فرصة شهر كمان .. وبعدين شهر ثاني .. وبعد الثالت ما عادش ينفع .. أم أحمد كان لازم تسدد وإلا الجمعية صاحبة القرض هاتحجز عليها .. طب تحجز على ايه .. مفيش حاجة في البيت .. مفيش غير أبو أحمد والمطرح والكام حتة نحاس وفرشة وكرسي .. حتى لو خدوهم ولا يسدوا حاجة .. ماكانش فيه حل غير أن أم أحمد تمشي .. تهرب لحد ما يحلها الحلال ..

معقولة بعد العمر ده تبات في التخشيبه.. ولا ييجوا ياخدوها في حديد .. تمشي .. تاخد العيال وتمشي وتسيب المطرح،  وأبو أحمد كمان يسيب المطرح ويروح يقعد مع أمه وأبوه لحد ما ربنا يفرجها، ومصير الحي يتلاقى وربنا يستر على الكل ..

واللى مش مصدق أن حكاية أم أحمد حقيقية يتعب نفسه شويه ويسأل: حد يعرف ست .. حد سمع عن ست  استلفت فلوس علشان تعمل مشروع صغير ، تستر به حالها وحال عيالها..  وبدل ما السلفة تفك عنها مسكتها من رقبتها هي والعيال .. وأبو العيال ..وجد العيال وجدتهم .. اللي مش مصدق يتعب نفسه ويسأل، هيلاقى لأم أحمد بدل الأخت عشرين .. ولا حول ولا قوة إلا بالله.

 

عايدة سيف الدولة

 

 

 

 

 

أيام العمال                                    كلام صنايعيـــــة                                 نوفمبر 1998

"هل تعلـــــــــــــــــــــم ..

 


·خلال الشهر الماضي أصدرت مجموعة من القيادات العمالية بشركة غزل المحلة منشوراً دعت فيه عمال الشركة للمشاركة في نقاش "هادئ" حول ما أسمته "بكارثة" المعاش المبكر.. والذي وصفه المنشور بأنه "فصل جماعي، يتقدم إليه العمال و لكن بلا وعى أو  إدراك، تسوقهم إليه حاجتهم الشديدة.."

ويعدد المنشور اوجه الخسائر الفادحة التي يتعرض لها عمال الشركة من جراء صيغة المعاش المبكر ويبين ما فيها من خداع.. فيخاطب العمال قائلا: "فهل تعلم يا أخي العامل أن الجنيهات القليلة التي تحصل عليها في المعاش المبكر يستقطع منها كل الأقساط الباقية للتعاون والأقمشة الشعبية والسلف وباقي الديون" .. أضف إلى ذلك احتمالات الطرد من السكن للعمال ساكني مساكن الشركة، وشرور البطالة التي يساق لها العمال في ظل تفاقمها في أنحاء  البلاد، كما يبين فداحة الوهم بإمكانية إقامة مشروعات صغيرة تدر عائدا يقيم أود العامل وأسرته. ويعرف المنشور العمال بأن المعاش المبكر يعني حرمانهم من حقهم في صندوق التكافل الاجتماعي وفي العلاج المجاني ورحلات مصايف النقابة.. ويضيف، "وأخيراًهل تعلم يا أخي العامل أن مكافئه أل 14 شهر ومكافأة الدفعة الواحدة لا تصرف  إلا لمن خرج في سن التقاعد ويحرم منها من خرج بالمعاش المبكر؟"

  • في نهاية شهر سبتمبر قام عمال الباخرة "ماجيستى" التابعة لشركة "مو" باعتصام في الباخرة حيث أن الأجور متوقفة منذ عام كامل. وكان صاحب العمل يتحايل بصرف مبالغ محدودة لا تزيد عن 50جنيها لكل عامل كل شهرين أو ثلاثة لكي يواصلوا العمل، مطالباً إياهم "بتحمل الأزمة معه".
  • شرعت  الحكومة خلال الأيام الأخيرة من شهر سبتمبر في طرح دفعة جديدة من شركات "قطاع الأعمال العام " (60 شركة) للبيع .. وقد اتخذت هذه الخطوة الجديدة في مسيرة الخصخصة ابان وجود بعثة من صندوق "النكد" الدولي في القاهرة!
  • وفي الأسبوع الأخير من شهر سبتمبر قررت شركه ترسانة الاسكندر يه البحرية تسريح 1000 عامل بنظام المعاش المبكر .
  • في بداية شهر أكتوبر اتخذت شركه الخشب الحبيبي إجراءات تسويه المعاش المبكر لعدد من العاملين بتكلفه 510 مليون جنيه،  و ذلك تسهيلا لبيع الشركة للمستثمر جورج كامللي.

 

  • وفي العامرية للأسمنت صرح  رئيس الشركة القابضة انه قد تم تصفيه شركه التركيبات و الخدمات الصناعية و تم منح العاملين بها المعاش المبكر. و ينفذ النظام الآن بالشركة الأهلية للصناعات المعدنية حتي يتم طرح أصولها للبيع  للمستثمرين، مع الاحتفاظ بعماله بسيطة تقدر بحوالي 600 عامل فقط بعد أن كانوا 3000.
  • فى 13 أكتوبر وقع أكثر من 90% من عمال شركة الإسكندرية للمنتجات المعدنية على عريضة موجهة لوزير  القوى العاملة ورئيس اتحاد نقابات العمال ورئيس النقابة العامة للصناعات الهندسية أعلنوا فيها فقدان ثقتهم في اللجنة النقابية في الشركة، وطالبوا باتخاذ الإجراءات  الرسمية الضرورية  لسحب الثقة منها.
  • وافق مجلس إدارة الشركة القابضة للتشييد و التعمير علي تطبيق نظام المعاش

 

المبكر في شركات أطلس والعربية  والنيل للمقاولات.. و يتم حاليا تطبيق النظام علي العاملين بشركه الوادي الجديد و المصرية للمباني، كما سيتم تطبيق النظام علي شركتي النصر و المعمورة للإسكان والتعمير .

  • وكانت شركه كاد بوري - المالك الجديد لشركه بم بم  - قد أجبرت 100 عامل بمصنع السيدة زينب علي الاستقالة مقابل 3 شهور مكافئه.. وإزاء فشلها في تسريح بقيه العاملين قامت كاد بوري بتغيير وظائف الإداريين وأمناء المخازن إلي عمال إنتاج وخدمات ومعاونه ، وعملت علي خصم الحوافز و الامتناع عن صرف منحه عيد العمال.. و من جهة أخرى فوجئ العمال الذين تم نقلهم إلي العاشر من رمضان - وعددهم 65 عاملا - بقرار إداري معلق علي باب المصنع بمنع دخولهم .. فتوجهوا إلي مكتب العمل الذي رفض استقبالهم.
  • تمكن 130 عاملا بشركة الشرق الأوسط للبلاستيك من الحصول على أحكام قضائية ضد قرار الشركة بفصلهم من العمل. كما رفض 200 عامل استغلال "شركة ومشروع مريوط"  لحاجتهم للعمل بتعيينهم بعقود عمل محددة المدة.
  • تقدم عمال شركة الصناعات المعدنية والهندسية (وهي شركة قطاع خاص) بطلب لرئيس الوزراء، يطالبونه بالتدخل لدى إدارة الشركة لصرف مرتباتهم المتأخرة منذ شهور .. أكد العمال أن الكثيرين منهم لم يقبضوا أجرا عن شهر أغسطس الماضي حتى ساعتها.
  • شهدت منطقتا امبابة وميت عقبة إضراباً جماعياً لسائقي الميكروباص - يوم 24 أكتوبر الماضي-  احتجاجاً على الحملات المرورية المكثفة التي تقوم بهـــــا
 

 

نوفمبر 1998                                    كلام صنايعيـــــة                                 أيام العمال 3

 
 

يــــا أخــــــى العامــــل.."

 

شرطة المرور بالجيزة وطالبوا بوقف عمليات سحب الرخص وتشديد المخالفات.

وقبلها بشهر تقريبا عاشت محافظة بورسعيد حالة من الشلل حيث أعلن سائقو الميكروباص الإضراب (يوم 26 سبتمبر)، احتجاجا على تعرضهم للإهانات المتكررة من قبل ضباط الشرطة، بصورة لا تحتمل.. وتشمل السباب  وتوجيه الألفاظ النابية والاعتداء بالضرب وسحب التراخيص الخاصة بهم وبسياراتهم.

< >في يوم 26 أكتوبر فوجئ سكان الدريسه بالفيوم -"السكن الخاص بالسكة الحديد"- بقوه بقيادة مأمور قسم الفيوم ومأمور شرطة النقل تقتحم المساكن و تخليها بالقوة الجبرية و قد أدي ذلك إلي تشريد 15 أسرة القي بهم إلي الشارع دون رحمه أو إنذار . وكان من بينهم عاملين بالسكة الحديد أحيلوا إلي المعاش و منهم أيضا أسر عاملين سابقين توفوا.شهدت أواخر شهر أكتوبر فصل 76 عاملاً  من عمال "الميريلاند" بمصر الجديدة..  وذلك أثر نزاع بين شركة "مصر الجديدة للإسكان والتعمير"  المالكة للأرض من جهة والمستأجر للفندق من جهة اخري.. وانتهي النزاع  بحكم قضائي لصالح الشركة بإنهاء  العلاقة الايجارية مع المستأجر، فكانت النتيجة  طرد 76 عاملأ.لجأ العاملون إلى النقابة العامة للسياحة التي قامت بصرف مبلغ 100جنيه لكل عامل مع وعد بالتدخل لتشغيلهم بالفندق في حالة افتتاحه.. ولجأ البعض إلى التأمينات الاجتماعية لصرف تأمين البطالة بحكم أنهم من المؤمن عليهم ، وكان الرد صرف أجر أربعة  أسابيع فقط لا غير !

 

< >قامت الهيئة العامة للمعارض والأسواق الدولية بفسخ عقود نحو 25 عاملا وتذرعت بأن العمالة المؤقتة قد استنفذت.. بعض العمال يعملون بالهيئة منذ 10 سنوات.. ومن المفارقات أنه في اليوم نفسه تعاقدت الهيئة مع 20 عامل آخرين.قام رئيس مجلس إدارة شركة غزل الدلتا بحرمان حمدى هلال ، عضو اللجنة النقابية ، من ركوب أتوبيس الشركة وسحب الكارنيه الخاص به .. وذلك عقاباً له على "تحريض" ( حسب قول رئيس  مجلس الإدارة ) العمال بسبب خصم 12 يوماً  من حافز تحقيق الخطة وعدم صرف 40 يوماً (مكافأة الثلاثة شهور).كما قام رئيس مجلس الإدارة بتهديد حمدى هلال  وبإستدعاء مباحث أمن الدولة له .. مستنداً فى ذلك الى شهادة زور  من بعض أعضاء اللجنة النقابية ضده .

 

 

ومن جهة أخرى يشيع أمين اللجنة النقابية بالشركة بين العمال أن النقابة فى طريقها لتجميد نشاط كلاً من إبراهيم الهابط وحمدى حسين وحمدى هلال أعضاء النقابة بسبب نشاطهم فى الدفاع عن حقوق العمال ..

 

أخر خــــبر

< >فى يوم الثلاثاء 3 نوفمبر  اعتصم عمال مجمع الحراريات بالتبين احتجاجا على فك الإدارة لمكن المصنع  ونقله إلى فرع المجمع بالإسكندرية تمهيداً لتصفية المجمع.. وقد أنهى العمال اعتصامهم بعد تعهد الإدارة بعدم فك المكن. كما طالبت اللجنة النقابية للعاملين بالمجمع الإدارة بدعوة الجمعية العمومية للشركة لاجتماع غير عادى لمناقشة قرار الجمعية السابق بتصفية مجمع الحراريات بالتبين.

 

 

 

 

 

كلام صنايعية

نشرة غير دورية

تصدرها

دار الخدمات النقابية والعمالية

 

 

 

المراسلات والإتصال :

 

حلوان    المساكـن الاقتصاديـــة بلـــوك (8 )  مدخل (  2 ) شقـة ( 104)

تليفون /  فاكس

5557014

 

شبرا الخيمة مسطرد شــــارع 15 مايو  عمـارات التمليك الجديدة عمارة الهدى رقم (3) شقة (2) تليفون / فاكس

 4713399

 

نوفمبر  1998                                 كلام صنايعيـــــة                                   الـــدار  31
البوسطـــــــجى

 

الى الدار وصلت النداءات التالية

 


قرارات سكة حديد

 

من محمد قواد عضو مجلس إدارة نقابة هيئة السكة الحديد بطنطا

نحن فى هيئة السكة الحديد نعانى من كم هائل من المشاكل التى تؤثر بالسلب على مسيرة العمل وتمس حياة .. وسنستعرض هذه المشكلات على حلقات، وسأخص هنا فى الحلقة الأولى:

مشكلة إسكان العاملين فى الهيئة-

نحن نعمل فى الهيئة وفقا لمواد لائحة تم إصداراها فى عام 1962،   آي منذ ما يقرب من 39 عاماً.. وكم هي مجحفة فى موادها نظراً لاختلاف الظروف بين هذا الزمن وذلك.  ومن بين بنود هذه اللائحة "المادة 151" التى تحدد طوائف المستحقين لشغل مساكن الهيئة، لتخص فئات دون أخرى.. ولن أطيل فى هذا المجال، و لكن نظراً للظروف التى طرأت على المجتمع من حيث  الأزمة الطاحنة للمساكن وكذلك القانون العسكري الذى يحرم البناء على أرض زراعية .. رأى بعض العاملين أن كم هائل من مساكن الهيئة مهملة ولا تصلح للإسكان الآدمي - بل إنها أصبحت مأوى لكل الخارجين عن القانون في أحيان .. ومقالب للقمامة في أحيان أخرى - فقام هؤلاء بتنظيف وترميم المساكن على نفقتهم الخاصة، حتى تكون مأوى لهم..  وخاصة انهم من ذوى الدخل المحدود.. وقاموا بإعلان الهيئة في حينه وكل ذلك منذ ما يتراوح  بين خمسة وخمسة عشر عاما .. وعلي هذا الأساس قامت الهيئة  بخصم القيمة الايجارية لهذه المساكن من رواتبهم بصفة منتظمة، وحتى وقتنا هذا.

ورغم كل هذا تلجأ الهيئة بين الحين والأخر لاستصدار  القرارات بطرد السكان بالقوة الجبرية، وما أدراكم ما القوة الجبرية التى تتألف من قوات أمن مركزي مدججة بالسلاح وقوات خاصة وفرق مكافحة الشغب.. وإمعاناً فى الإرهاب تستحضر عربات إسعاف ومطافئ وما شابه ذلك.. كل هذا القوات شخص أعزل لا حول له ولا قوة، يريد أن يحيا حياة هادئة لكي ينتج بما ويعود بالنفع على الهيئة وعلى أولاده.

.. ونحن فى هذا الصدد نتساءل: أليس من حق هؤلاء أن يحيوا حياة كريمة؟.. أم أن المطلوب أن نصنع أجيالاً من الإرهابيين والبلطجية؟ سؤال إلى من يهمه الأمر.

والسؤال الثانى:  فى حالة خصم القيمة الايجارية لمسكن ما، آلا يعتبر ذلك تصالحا بين المالك - وهو الهيئة. - والمستأجر - وهو العامل؟  الهيئة مصممة على الإدعاء بأن المستأجرين اقتحموا المساكن ..  مع استحالة ذلك..  فموافقة الهيئة على خصم الإيجار من رواتبهم يتعارض مع ما تدعيه.

وهل جزاء من يُصلح هو طرده بالقوة الجبرية بعدما استدان وباع كل ما يملك حتى يجد المأوى اللازم له.

نرجو حلا، خصوصاً أن هناك 62 أسرة من شاغلي هذه المساكن فى منطقة وسط الدلتا بطنطا وكلهم ما زالوا بالخدمة.

 

مدير زفتى

.. يتظلم عمال النسيج بمصنع الدلتا للغزل والنسيج- فرع زفتى- من مدير المصنع الذى يصادر حقهم فى الإجازات السنوية .. فبينما يرفض الموافقة على جميع طلباتهم بالحصول على إجازات- رغم أن رصيد أى منهم منها لا يقل عن سبعين يوماً يقرر رئيس الشركة إلغاء ما يتبقى لأى عامل من رصيد إجازاته فى نهاية العام !!.

.. ويطالب العمال بحقهم القانونى والمشروع فى الحصول على إجازاتهم المستحقة ، وترحيل ما يتبقى منها إلى العام القادم..وهو حق لا مراء فيه بكل المعايير .. مادامت أسباب عدم حصول العمال على إجازاتهم تعود إلى الإدارة.

 

إضافة تعليق جديد