النقابات المستقلة تخوض معركة حقيقية من أجل توفيق أوضاعها
نطالب بوقف كافة الممارسات المتعنتة التي يتم اتخاذها دون سندٍ من واقع أو قانون.
ثمانية وعشرين يوماً مضت على بدء عملية توفيق الأوضاع ولم تنجح سوى نقابات قليلة في الحصول على شهادة الجهة الإدارية بتوفيق أوضاعها.. البعض ما زال يعد ويرتب الأوراق المطلوبة – غير القليلة- والبعض الآخر يلهث ما بين مديريات ووزارة القوى العاملة وغيرها من الجهات باذلاً الجهد المضني إزاء التعنت والتسويف الواضح الذي يبديه الموظفون المكلفون بتسلم أوراق النقابات.
ضاع الأسبوع الأول من مدة الستين يوماً المحددة للانتهاء من توفيق الأوضاع انتظاراً لتعليمات وزارة القوى العاملة التي رفض الموظفون التعامل مع النقابات المستقلة دونها.. ثم صدر القرار الوزاري رقم 42 لسنة 2018 يوم الثلاثاء الموافق 20 مارس الماضي مصحوباً بالتعليمات رقم 1 الصادرة عن الإدارة المركزية لرعاية القوى العاملة.
ورغم أن التعليمات الصادرة قد نصت على أن تلتزم مديرية القوى العاملة المختصة- بعد المراجعة – بمنح المنظمة النقابية العمالية شهادة معتمدة تفيد ذلك دون مقابل، إعمالاً لحكم المادة 45 من اللائحة التنفيذية. إلا أن الحصول على هذه الشهادة قد بدا أمراً صعب المنال رغم استيفاء الأوراق والشروط الواردة بالقانون ولائحته التنفيذية والتي عددتها التعليمات مرةً أخرى.
حيث تبرز الملاحظات الآتية من خلال متابعتنا لعملية توفيق الأوضاع خلال الأسابيع الماضية :
وفى ذلك الشأن نعرض الحالات الآتية:
علل مسئول الاتصال النقابي بالمديرية رفضه توفيق أوضاع اللجنة النقابية بأن بعض أعضائها مقيدون في بطاقة الرقم القومي "بدون عمل" -رغم أن ذلك حال عمال اليومية الذي يعلمه الجميع- وبعدم اعتماد كشف بيانات أعضاء الجمعية العمومية للجنة النقابية من مكتب التأمينات الاجتماعية -رغم أن اللائحة التنفيذية تستثنى اللجان النقابية للعمالة غير المنتظمة أو الموسمية من مطلب تقديم هذا الكشف المعتمد (المادة 43 من اللائحة)-.
ولعل الأمر على هذا النحو يشير إلى أن مديريات القوى العاملة بدلاً من أن تباشر بنفسها رفض توفيق أوضاع النقابات تستعين بجهات أخرى تنوب عنها في التصريح بهذا الرفض!!.
وكأننا أمام رهان على إصابة بعض النقابات باليأس، أو توقف البعض عن خوض المعركة، أو الاستسلام وقبول الانضمام إلى الاتحاد العام لنقابات عمال مصر "الحكومي" كما ينصح بذلك صراحة بعض موظفي القوى العاملة المكلفين بتوفيق الأوضاع.
ولعله ملفت للنظر ما حدث في مديرية القوى العاملة بالقليوبية بعد توفيق أوضاع إحدى النقابات .. حيث تدخل السيد/ جبالي المراغي رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال مصر"الحكومي" لدى السيد / فتحي دسوقي مدير المديرية ملقياً باللوم على المديرية لأنها تسمح باستمرار النقابات المستقلة التي يُراد التخلص منها... والغريب في الأمر أن السيد/ مدير المديرية قد استجاب للتدخل، وقام باستدعاء السيد محمد عبد الغفور مسئول الاتصال النقابي بالمديرية طالباً منه التروي في توفيق أوضاع النقابات، وتسويف طلباتها .. وهو الأمر الذي دعا الموظف المختص إلى إبداء استيائه صراحة مُتسائلاً عن الجهة التي تتلقى منها المديريات التعليمات، ومصرحاً بأنه سيذهب إلى الوزارة مستوضحاً الأمر!!.
حدث ذلك كله فيما كان باسم أبو رية –أمين صندوق اللجنة النقابية للسائقين ببنها يتقدمبطلب ومستندات توفيق أوضاع لجنته النقابية إلى السيد محمد عبد الغفور مسئول الاتصال النقابي بالمديرية. هذا، ومازال ممثل هذه اللجنة يتردد على المديرية فلا يجد من إجابة لطلبه سوى أنه لم يزل محلاً للدراسة!!
ذلك ما دفع الكثيرون إلى الاعتقاد بأن ضغوط الاتحاد العام لنقابات عمال مصر "الحكومي" قد نجحت في تحقيق بعض النتائج.. أو أن جهات أخرى قد تدخلت لصالحه معتمدةً سياسة تقليص فرص النقابات المستقلة في توفيق أوضاعها وتقليل أعداد من يستطيعون ذلك.
ذلك الأمر يثير التخوفات من المماطلة في منح شهادات توفيق الأوضاع التي تعطى للنقابات الحق في الإشهار بجريدة (الوقائع المصرية)، والتعامل مع الحساب البنكي، وعمل خاتم جديد للنقابة ، فضلاً عن ممارسة أنشطتها.
إن الممارسات المذكورة أعلاه جميعها تثير الشكوك بشأن استمرار هذه المماطلة إلى قرب انتهاء المدة المحددة لتوفيق الأوضاع ثم طلب أي تعديلات أو أوراق جديدة لإضاعة فرصة إتمام العملية.
إن دار الخدمات النقابية والعمالية وهى تتابع عملية توفيق الأوضاع التي أوشكت على إتمـــــام شهرها الأول إذ تعلن تضامنها مع النقابات المستقلة التي تخوض معركة حقيقية من أجل توفيق أوضاعها مع القانون ولائحته التنفيذية ضماناً لبقائها واستمرار أنشطتها دفاعاً عن حقوق ومصالح العمال، تؤكد أن كافة الممارسات المذكورة أعلاه ليست خافية على أحد، وأنها تشير إلى تدخل حكومي واضح لصالح الاتحاد العام لنقابات عمال مصر "الحكومي" ، استهدافاً لتقليص فرص النقابات المستقلة في الاستمرار.
إن دار الخدمات النقابية والعمالية التي أعلنت من قبل رفضها لما تضمنه قانون المنظمات النقابية رقم 213 لسنة 2017 من شروط مجحفة تؤدى إلى إقصاء بعض المنظمات النقابية وحرمان قطاعات عمالية من حقها في تنظيم نقاباتها المستقلة .. إنما تطالب الآن الأجهزة الحكومية وعلى الأخص وزارة القوى العاملة –على الأقل- باحترام القانون ولائحته التنفيذية والالتزام بما أورداه من قواعد لتوفيق الأوضاع.
وتطالب وزارة القوى العاملة باتخاذ ما يلزم من الإجراءات لكفالة حق النقابات المستقلة في توفيق أوضاعها وضمان عدم التعسف معها ، ووقف كافة الممارسات المتعنتة التي يتم اتخاذها في حقها دون سندٍ من واقـــع أو قانون.
دار الخدمات النقابية والعمالية
الخميس الموافق 12/4/2018
· المقصود هنا نقابة الصيادلة
إضافة تعليق جديد