فى أواخر ثمانينات القرن الماضى كان النقاش الذى اشتبك معه عدد من القيادات العمالية من حلوان وشبرا وبعض قيادات اليسار حول البحث عن طريق لتحرير النقابات العمالية من قبضة السلطة وكسر احتكار العمل النقابى على تنظيم نقابى سلطوى وحيد، قد تبلور بضرورة إنشاء منظمة مستقلة تتسع لكافة قيادات الحركة العمالية.
فمنذ تأسيسها فى 26 مارس 1990 كان المبدأ الأساسى الذى تأسست من أجله الدار والهدف الذى سعت لتحقيقه على مدى 32 عاماً ومن أجله خاضت الكثير من المعارك وواجهت التحديات هو حق العمال المصريين فى تأسيس نقابتهم المستقلة بحرية.
وعلى مدى 32 عاماً ظلت الدار داراً للعمال متسعة للقاءاتهم وحوارتهم وخلافاتهم.. تدافع عن قضاياهم.. تطالب بحقوقهم.. تساند تحركاتهم وتنشر الوعى بين صفوفهم.. استلهمت تاريح الحركة العمالية ونضالات قياداتها فبنت قوتها على ارتباطها بالعمال، فظلت حاضرة فى كل معاركهم, انتصرت لقيمة التضامن العمالى فبنت جسور الترابط مع الحركة العمالية الدولية، وباتت الصوت العمالى الحقيقي فى المحافل الدولية.
على مدى 32 عاماً انحازت الدار دائما لقضايا الوطن وحقوق المواطنة وعملت على ترسيخ قيم المساواة وعدم التمييز.
على مدى 32 عاماً وسعت الدار من انتشارها وترسيخ وجودها بين العمال فبعد سنين قليلة من نشأتها فى حلوان توجهت إلى المحلة الكبرى وشبرا الخيمة ونجع حمادى والاسكندرية، ومع تراجع القطاع العام وتنامى القطاع الخاص توجهت الدار إلى المناطق الصناعية الجديدة فى العاشر من رمضان ومدينة السادات، ومع ثورة 25 يناير افتتحت مقرها 88 شارع القصر العينى الذى أصبح عنوانا للنقابات المستقلة ومقصداً لكل الراغبين فى إنشاء نقابات لا تخضع إلا لسلطة العمال.
على مدى 32 عاماً طورت الدار من أساليب عملها وأدواتها فى حملات الدفاع والمساندة، ومناهجها فى التدريب والتوثيق والبحث.
على مدى 32 عاماً خاضت الدار معارك كثيرة من أجل البقاء واستمرار رسالتها، لم تتراجع ولم تتنازل، ظلت فى الصفوف الأولى للحركة العمالية متمسكة بمبادئها ورافعة لراية العمال ومنتصرة لحقوقهم.
فتحية للبناءين الذين شيدوا دارهم بعرقهم وفكرهم وتحية للذين آمنوا بقضية الطبقــة العاملة ووهــبوا لها حياتهم وساندوا الدار مـنذ بدء مسيرتها حتى أصبحت دارا لعمال مصــر. وسلاما على شهدائــنا الذين سطـروا بدمائهـم الطاهرة صفحـات تاريخــنا المجيد".
إضافة تعليق جديد