ندوة "وقائع ما جرى فى مؤتمر العمل الدولي"
فى الخامسة مساء الاثنين الموافق 24 يونيو 2019 بدأت فى دار الخدمات النقابية والعمالية أعمال ندوة "وقائع ما جرى فى منظمة العمل الدولية" .. بمشاركة قرابة الخمسين من ممثلي وأعضاء المنظمات النقابية والعمالية ، وفى حضور كلٍ من الدكتور/ احمد حسن البرعي أستاذ التشريعات الاجتماعية ووزير القوى العاملة الأسبق، والنائب محمد أنور السادات رئيس حزب الإصلاح والتنمية، والأستاذ/ جورج إسحاق الناشط السياسى المعروف وعضو المجلس القومي لحقوق الإنسان.
افتتح الندوة كمال عباس المنسق العام لدار الخدمات النقابية والعمالية مقدماً لها، وعارضاً ما يلى من الحقائق والأمور:
ألا يتطلب ذلك محاسبة المسئولين عن ذلك.
تم إقرار التعديلات يوم 22 مايو، وأرسلت وزارة القوى العاملة بعض المعلومات إلى لجنة المعايير بمؤتمر العمل الدولي فى 24 مايو مفيدةً بموافقة الحكومة على مشروع القانون بالتعديلات وانتظاره العرض على مجلس النواب، ومتحدثةً عن جهودها فى مجال الوفاء بالتزاماتها، وهي الجهود التى لا وجود لها فى الواقع.
على أية حال ، كان ذلك متأخراً وبعد فوات الآوان.. الا يتطلب ذلك محاسبة المسئولين عن ذلك.
ألا يستدعي ذلك سؤال المسئولين عن ذلك ومحاسبتهم؟
ولو أن الأمر يتعلق بمقتضيات الاقتصاد، وتقليص الإنفاق.. فكيف يمكن تفسير نفقات هذا الوفد الكبير الذي قضى في جنيف قرابة أربعة عشر يوماً دون سبب يُفهم، أو فائدة تُرتجى، وكيف يمكن تفسير استئجار عربة "مرسيدس" وحراستها لتكون تحت إمرة وزير القوى العاملة عشرة أيام.. ألم يكن الأمر يتطلب هنا تقليص النفقات؟..
ألا يستدعي الأمر محاسبة المسئول عن هذا الإهدار للمال العام ؟
وفى أعقاب هذه الكلمة الافتتاحية ، تحدثت رحمة رفعت عن وقائع ما جرى فى مؤتمر العمل الدولى عارضةً ما يلي:
وقد صدر عن المنظمة إعلان المئوية الذى تضمن رؤية المنظمة للتحديات الراهنة المرتبطة بالتقدم التكنولوجي، والتغير الديموغرافي والبيئي، والتى تتطلب مسارات جديدة للعمل سواء على مستوى المنظمة أو الدول الأعضاء فيها.
وقال الوزير أن الجميع أخذوا فرص متساوية فى توفيق الأوضاع، وفى الانتخابات .. وفى معرض تأكيده على الانحياز للحريات النقابية قال الوزير أنه رغم أن الاتحاد العام لنقابات عمال مصر "الحكومي" هو الأكثر تمثيلاً إلا أن وفد العمال المصري فى مؤتمر العمل الدولي يضم منظمات لا تتبع الاتحاد، وأشار الوزير إلى مشروع القانون بتعديل قانون المنظمات النقابية العمالية والذي وافق عليه مجلس الوزراء فى 22 مايو، كما وافق عليه المجلس الأعلى للحوار المجتمعي !!!، ووعد الوزير بالاستجابة لكافة الاستخلاصات التي تنتهي إليها اللجنة بعد المناقشة ، وإن قال أن اللجنة يجب أن تدقق فى الشكاوى التى تتلقاها وتتأكد أنها تستند إلى أدلة تثبتها !!
وأبدى ممثل مجموعة أصحاب العمل أسفه لتوقف محاولة تطبيق برنامج العمل الأفضل فى مصر فى مارس 2019، قائلاً أنه يأمل أن تتمكن الحكومة المصرية من استيفاء الشروط اللازمة لاستئناف هذا البرنامج لما له من أثر إيجابي على الاستثمارات والاقتصاد المصري، وأنهم يشجعون الحكومة المصرية على العمل من إجل إيجاد بيئة عمل مناسبة وحوار اجتماعي بالتعاون مع الشركاء الاجتماعيين.
وأوضح ممثل مجموعة أصحاب العمل أن اللجنة قد أبدت قلقها إزاء العقبات التى واجهت النقابات المستقلة عن الاتحاد العام لنقابات عمال مصر (الحكومي).. حيث رصدت ممارسات مثل طلب مستندات غير منصوص عليها فى القانون من هذه النقابات، أو رفض قبول طلباتها.
وفى ختام مداخلته قال ممثل مجموعة أصحاب العمل أنه يجب ملاحظة أن الاتفاقية رقم 87 تعطي الحق فى التنظيم للطرفين، وطالب الحكومة المصرية أن تأخذ في اعتبارها تمكين كل من طرفي العمل من تكوينمنظماتهم بحرية، وتفعيل الحوار الاجتماعي.
وقال وهب الله أن الاتحاد العام لنقابات عمال مصر "الحكومي" يؤمن بالحرية النقابية، وأنه طلب تعديل القانون المُلغى رقم 35 لسنة 1976 رغم أن ذلك كان ضد مصلحة الاتحاد.
ثم قال أن أشياءً كثيرة تغيرت بعد صدور القانون رقم 213 لسنة 2017، حيث لم تعد السلطات تتركز فى أعلى التنظيم، وأصبحت للمنظمات النقابية الشخصية الاعتبارية الكاملة، كما أصبح لها حق الانسحاب ، وحق الترشح والانتخاب للمستويات العليا.
وذكر الأمين العام للاتحاد أننا نعتزم إجراء انتخابات فى الفترة القادمة لتمكين النقابات التى لم تجرِ بها انتخابات والتى تأسست حديثاً من استكمال أوضاعها.
ثم طلب مساعدة تقنية من منظمة العمل الدولية للمعاونة فى إعمال الحريات النقابية ، وإزالة كافة أسباب الافتراق عن الاتفاقية
وعبرت اللجنة عن قلقها لوجود قيود على حق العمال فى تأسيس المنظمات النقابية والاتحادات والانضمام إليها باختيارهم الحر، واستمرار التدخل الحكومي فى الانتخابات والأنشطة النقابية.
ودعت اللجنة الحكومة المصرية إلى أن تضمن عدم وجود عقبات فى القانون، أو فى الممارسة العملية تحول دون تسجيل النقابات، وفقاً لما تنص عليه الاتفاقية، وأن تعمل بسرعة على إنهاء الأوضاع المعلقة لتسجيل النقابات، وأن تضمن أن تكون جميع النقابات قادرة على ممارسة أنشطتها، وانتخاب هيئاتها التنفيذية بكامل الحرية، وذلك فى القانون، والممارسة العملية، وفقاً لما تنص عليه الاتفاقية، فضلاً عن تعديل قانون النقابات لكيلا يعوق الحد الأدنى المطلوب من العضوية على مستوى المنشآت، وكذلك بالنسبة لمن يشكلون نقابات عامة أو اتحادات، حق العمال فى تكوين والانضمام إلى منظمات نقابية حرة ومستقلة باختيارهم هم، ولكي لا يعاقب العمال بالحبس لممارستهم الأنشطة التي تدخل فى نطاق الاتفاقية .
وطلبت اللجنة إرسال نسخ من مشروع قانون العمل إلى لجنة الخبراء قبل اجتماعها القادم فى نوفمبر 2019 .
ثم دعت اللجنة الحكومة لقبول الدعم الفني لمنظمة العمل الدولية للمساعدة فى تنفيذ هذه التوصيات، كما طلبت تقديم تقرير عن التقدم الذى تحققه الحكومة قبل اجتماعها القادم فى نوفمبر 2019 .
----------------------------
ثم تحدث الدكتور أحمد حسن البرعي متناولاً بالنقد ممارسات الحكومة التى أدت إلى إدراجها على القائمة القصيرة للحالات الفردية ، وتوقف برنامج العمل الأفضل بما يؤدي إليه من انسحاب بعض الشركات من العمل فى بلادنا، وقد يشكل عائقاً أمام جذب بعض الاستثمارات التى نأمل فى المزيد من ضخها.
كما تحدث النائب محمد أنور السادات مؤكداً أنه يتوقع ألا يمر ما حدث دون حساب للمسئولين عنه.
وتحدث الأستاذ جورج إسحاق مؤكداً أنه ينبغي أن يقوم النواب في البرلمان باستجواب وزير القوى العاملة بشأن ما حدث.
وقد أعقب ذلك أسئلة الصحفيين الحاضرين بشأن ما يلي:
وقد تناول أكثر من عشرة متحدثين من ممثلي المنظمات النقابية الحاضرين حديث وزير القوى العاملة بالرد موضحين الخطوات التى اتخذوها ، ومحاولاتهم المتكررة منذ شهور للالتقاء بوزير القوى العاملة والتفاوض مع مسئولي الوزارة بشأن أوضاعهم المعلقة سواء من تقدموا منهم بطلبات توفيق أوضاعهم ورفضها من قبل الوزارة، أو من قام بتأسيس نقابات جديدة ، ورفض موظفي الوزارة إيداع أوراقها.
أوضح البعض مسار الشهور الطويلة ، وذكر البعض الآخر توجهه إلى مجلس الوزراء وتقديم طلب ببحث شكواهم ، ومطالبة وزير القوى العاملة بمقابلتهم وبحث أوضاعهم المعلقة.
كما أكد الحاضرون تعجبهم من تقديم اقتراح مد الدورة النقابية فى هذا التوقيت بالذات، مما يؤكد التفات رجالات الاتحاد العام لنقابات عمال مصر عن الأمور الأهم ، والاهتمام فقط بمصالحهم المباشرة.
وفى الختام أكد الحاضرون إصرارهم على مواصلة المطالبة بحق نقاباتهم فى تسوية أوضاعها، وممارسة أنشطتها، وحق العمال جميعاً فى تأسيس نقاباتهم المستقلة الديمقراطية.
القاهرة 26/6/2019