تعـال أقـول لـك !..

مقالات
الخميس, أبريل 28, 2016 - 17:12

أيام وتحتفل الدولة المصرية بعيد العمال، والبعض يتساءل عن شكل الاحتفال، وعن الكلمات التى سيلقيها المتحدثين وعلى رأسهم السيد الرئيس فى ذلك اليوم، والحقيقة أن هذه التساؤلات أصبحت تثير استغرابى بل واستفزازى، لأن شكل الاحتفال معلوم مسبقاً والكلمات لن تخرج فى مضمونها عن سابقتها فى الأعوام الماضية. تعالوا معاً نتخيل وقائع ما سيجرى..

متى سينظم الاحتفال؟

بالتأكيد لن ينظم الاحتفال بعيد العمال فى الأول من مايو، فمنذ أيام الرئيس المخلوع حسنى مبارك ودائماً ما يأتى الأول من مايو فى بلدنا دوناً عن كل بلاد العالم طبقاً لأجندة السيد الرئيس.

والمُكرمين يومها فضلاً عن موظفى وزارة القوى العاملة، سيكرم عدد من النقابيين، الشرط الأساسى فى اختيارهم أنه لم يُضبط واحد منهم يوماً بالدفاع عن حقوق العمال.

أما عن الحضور، كالعادة سيحضر الاحتفال عشرات من أعضاء اللجان الإدارية المعينة من الحكومة، تقوم الأجهزة الأمنية باختيارهم، وتقوم اللجنة الإدارية المعينة لتسيير أعمال الاتحاد بإكمال المهمة من حيث نقلهم إلى مكان الاحتفال ودفع البدلات وتحفيظهم الشعارات والهتافات والأشعار التى سيلقونها تمجيداً لانجازات السيد الرئيس وهجوماً على معارضيه.

أما الكلمات التى سيلقيها كلاً من وزير القوى العاملة ورئيس اللجنة الإدارية، فلن تخرج فى مضمونها عن كلمات العام الماضى والذى قبله.. نفس الكلمات من أيام مبارك مروراً بالمجلس العسكرى ومحمد مرسى.

وبالتأكيد لن برمش لوزير القوى العاملة جفناً وهو يشيد بدور الرئيس الحاسم فى الإطاحة بالإخوان المسلمين، متناسياً أنه فى سنة حكم الإخوان نشر إعلان مدفوع الأجر مهيناً للقوات المسلحة بمناسبة انتصار حرب أكتوبر يهنئ فيه الرئيس / محمد مرسى بطل حرب أكتوبر، ولن يخجل جبالى المراغى عندما يشن هجوماً عنترياً على الإخوان ومعلناً تأييده للرئيس فى حربه المقدسة فى مواجهة الإرهاب أنه جاء إلى مجلس الشورى معيناً بقرار من محمد مرسى الخائن العميل.

ولن تخرج كلمات الرئيس عن أهمية أن نكون صفاً واحداً من أجل التنمية والبناء واستكمال مسيرة الديمقراطية.

وبالطبع أثناء إلقاء هذه الكلمات وخاصةً كلمة السيد الرئيس لن تتوقف القاعة عن التصفيق والهتاف بنفس الهتافات التى هتفوا بها لمبارك ومحمد مرسى.

أما عن مشاكل العمال وأوجاعهم فلن نسمع مطالب بوقف جنون الأسعار المتصاعد لهيبها ولن نسمع عن أوجاع أصحاب المعاشات ومصير أموال التأمينات، ولن نسمع مطالبة بعودة العمال المفصولين وتشغيل المصانع المغلقة. لن نسمع عن أى نقد لسياسات الحكومة المنحازة لأصحاب الأعمال أو المطالبة بتغيير نهج الحكومة فى تحميل عجز الميزانية على الغلابة ومحدودى الدخل، وبالطبع لن يتجرأ أحد من الجالسين على المنصة أو الجالسين فى القاعة عن التساؤل – مجرد التساؤل- عن قضية سد النهضة، وقضية تيران وصنافير، وسياسات الدولة فى التوسع فى الاقتراض.

ولن يطرح أحد السؤال الذى لابد منه.. لماذا تنخفض إيرادات قناة السويس رغم وعد الرئيس بارتفاعها بعد شق القناة الجديدة بأموال المصريين؟!، خاصةً وأن الاتحاد دفع أكثر من مليون جنيه من الاشتراكات الإجبارية فى هذا المشروع.

أما الأكيد فإننا لن نسمع لصوت واحد يتحدث عن انتهاكات الشرطة فى حق المواطنين وعن غياب القانون والعصف بالدستور، فهذه الأمور لا يتحدث عنها الشرفاء المعينين فى مجالس إدارات اللجان الإدارية لاتحاد العمال ونقاباته العامة، ولكن تلك الأمور يثيرها دعاة الفتنة والقلة المندسة أصحاب الأجندات الأجنبية!.

 

كمال عباس

المنسق العام لدار الخدمات النقابية والعمالية

إضافة تعليق جديد