حقبة جديدة من العمل المناخي

بيانات صحفية
الثلاثاء, نوفمبر 11, 2025 - 08:44

حقبة جديدة من العمل المناخي

افتُتِحت اليوم في بيليم، عاصمة ولاية بارا البرازيلية، الدورةُ الثلاثون لمؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ (كوب 30) ، في جوٍّ من التضامن والالتزام القويَّين، إيذانًا ببدء حقبةٍ جديدةٍ من العمل المناخي العالمي الذي يركّز على التنفيذ والشمولية والابتكار.

شهد اليوم الأول اعتمادَ جدول أعمال المؤتمر رسميًّا بسرعة كبيرة، وهو ما يمثّل إشارةً قويةً للتوافق بين الأطراف، ويعكس الثقةَ في التعددية وصرامةَ العزم الدولي على تسريع تنفيذ اتفاقية باريس. وأتاح الاعتمادُ المبكر، بالتوازي مع انتخاب السفير أندريه كوريا دو لاغو رئيسًا لمؤتمر الأطراف الثلاثين، تحديدَ نغمةٍ واضحةٍ للمؤتمر: تحويل الالتزامات المناخية إلى نتائج ملموسة على الأرض، بما يعود بالنفع على الناس والكوكب معًا.

برزت التكنولوجيا كعنصرٍ محوريٍّ في اليوم الافتتاحي؛ فقد جسّد مركزُ العمل الرقمي الأخضر ومعهدُ الذكاء الاصطناعي للمناخ رؤيةَ "كوب 30" في تحقيق تحوّلٍ رقميٍّ عادل، من خلال تزويد الدول النامية بالبيانات والأدوات والتدريب اللازم لتصميم حلولها المناخية الخاصة، بما يعزّز استقلاليتها وقدرتها على مواجهة التحديات البيئية المعقّدة.

وفي إطار الابتكار الزراعي، أعلنت البرازيل والإمارات العربية المتحدة ومؤسسة جيتس عن التزاماتٍ مشتركةٍ جديدةٍ بقيمة 2.8 مليار دولار لدعم الزراعة المستدامة والتكيّف مع التغيّر المناخي. كما أُطلِق أولُ نموذجٍ مفتوح المصدر للذكاء الاصطناعي في العالم للزراعة، والذي من المتوقع أن يقدّم الدعم لما يقرب من 100 مليون مزارع بحلول عام 2028، عبر تزويدهم بالمعلومات والتوصيات الدقيقة لتعظيم الإنتاجية وتقليل التأثيرات البيئية.

كما حقّق القادة تقدّمًا ملموسًا في مجال تمويل التكيّف والقدرة على الصمود؛ فقد أصدر صندوق الاستجابة للخسائر والأضرار، الذي بدأ عمله بسرعة قياسية، أولَ دعوةٍ لتقديم التمويل، بينما ضاعفت البنوكُ الإنمائية متعددةُ الأطراف دعمَها لاستثمارات التكيّف، بتقديم أكثر من 26 مليار دولار للاقتصادات المنخفضة والمتوسطة الدخل في عام 2024.

وأضاف إعلان بيليم بشأن الجوع والفقر، الذي أقرّته 44 دولة الأسبوع الماضي، شراكةً جديدةً لتعزيز الحماية الاجتماعية المقاومة لتغيّر المناخ وتمويل الزراعة الصغيرة. وقد بثّ هذا التقدّمُ في اليوم الأول شعورًا متجدّدًا بالتفاؤل، مؤكّدًا أن العالم، من خلال تعزيز التكيّف وإطلاق العنان للتكنولوجيا، قادرٌ على تحويل الضعف إلى قوة، والطموح إلى عملٍ ملموسٍ على الأرض.

وتُعَدّ هذه المبادرات جزءًا من توجّهٍ أوسع لمؤتمر الأطراف الثلاثين نحو دمج الابتكار التكنولوجي مع السياسات المناخية، بما يضمن تحقيق نتائج ملموسةٍ وعادلة، خصوصًا للفئات الأكثر هشاشة. ويعكس تركيز "كوب 30" على الحلول الرقمية والزراعية أيضًا الاعترافَ المتزايد بالدور الحاسم للتقنية في تسريع التحوّل البيئي ودعم الالتزامات الدولية.

ومع بدء الأسبوع الأول، تتجه الأنظار إلى كيفية تحويل هذه الالتزامات الرقمية والابتكارية إلى آلياتٍ عمليةٍ قابلةٍ للتطبيق على الأرض، ضمن إطار الشمولية والعدالة المناخية، بما يضمن أن الابتكار لا يترك أحدًا خلف الركب، ويخدم جميع المجتمعات، بما فيها الأكثر ضعفًا.

#كوب30

#العدالة_المناخية_عدالة_اجتماعية

#الانتقال_العادل

إضافة تعليق جديد