حكاية أم وفاء

أخبار
الخميس, نوفمبر 4, 2021 - 11:55

 مش عاوزة حاجة غير الستر..  

هكذا بدأت ام وفاء كلامها معنا أنا بشتغل من 22 سنة كنت لسة فيا عافية لكن دلوقتى بتعب كتير من الشغل خصوصا انى بنزل الساعة 6 الصبح من البيت عشان أوصل لمكان عملي الساعة 9 الصبح وارجع البيت الساعة 7 بليل أصلى ساكنة في آخر الجيزة وبشتغل في مصر الجديدة عشان فلوسهم اكتر شوية من أماكن تانية وانا محتاجة كل مليم عشان البنات بعد ماطلقنى أبوهم وسابهم وهما لسة في المدارس كلهم  .. كان لازم أخرج أشتغل وأصرف عليهم كل التعب يهون عشان تلاقى فرحة حلوة صغيرة في وش بنت من بناتك بس حتى الفرحة مش مكتوبة لينا عشان أنا خدامة في البيوت قلها كدة خطيب بنتي الكبيرة هو وأمه لما عرفوا من جارة ليا في الشارع وهما بيسئلوا علينا وفسخ الخطوبة وقلها انتى كذبتي عليا وقولتي ان مامتك بتشتغل في مستشفى أنت عارفة ورا الشغل ده أيه ولما بيتقفل عليها باب في شقة بيحصل ايه انا متجوزش بنت خدامة الناس تقول عليا أيه..

  وتكمل ام وفاء الذي أنهكها العمل أن بشتغل عشان أخليهم زيهم زي كل أصحابهم ده مش عيب لكن الناس شايفة أنه عيب وبناتي مش بيتكلموا لأنهم عارفين أنا تعبت أد أيه عشان أكبرهم لكن شوفت القهرة في عيونهم وكأنهم بيقولوا ياريتك ما علمتينا ولادخلتينا مدارس..  بقيت مش قادرة أبص في وشهم عشان ما احسش بوجعهم عليا وعلى نفسهم ـ انا مش عاوزة حاجة من الدنيا غير أنى استرهم   بس أزاي وهما بيقولوا في الحارة ما تتجوز بنت الخدامة طب أشتغل أيه؟ ... ماهي الشغلة دية اللي سترانا وخلتني أقدر اربيهم ببص في وش بنتي وأداري حسرتي ودموعي عاوزة أقول ليها متزعليش منى انا بشتغل عشان أربيكم.. يعنى لو الناس تعاملنا على اننا عاملات زي ألي   بيشتغلوا في المدارس ولا المستشفيات.. هي مش دية شغله برضه وبنتعب فيها وبناخد على أد تعبنا؟

يعنى الحق عليا انى علمتهم ولا انى ربتهم على انهم زيهم زي أصحابهم    كان نفسي أسيب ليهم سيرة طيبة يفتكروني بيها ويدعوا ليا بعد ما أموت كان نفسي يقوللهم أمك مش خدامة امك تعبت واشتغلت عشان تعلمك وتكبرك وتكوني أحسن منها.. وخلصت أم وفاء كلامها بصوت مخنوق بالبكاء أحنا والله بنأدمين كويسين وعندنا أخلاق وبنشتغل عشان نعيش ليه الناس شايفانا وحشين وليه شايفنا اقل منهم طب قولنا نعيش أزاي واحنا نعيش زيكم..

 

   

 

 

 

 .

 

 

إضافة تعليق جديد