دار الخدمات النقابية والعمالية تدين العملية الإرهابية الآثمة وتطالب بالمواجهة الشاملة للإرهاب

بيانات صحفية
الاثنين, ديسمبر 12, 2016 - 16:40

بأقوى العبارات – رغم أنها مهما بلغت لا تكفى- تدين دار الخدمات النقابية والعمالية العملية الإرهابية الآثمة التى استهدفت الكنيسة البطرسية بالعباسية صباح الأحد الأسود ..وتشاطر أسر الشهداء أحزانهم وآلامهم، وتتقدم بخالص العزاء إليهم والمصريين جميعاً، كما تتمنى الشفاء العاجل التام للجرحى والمصابين.

لقد استيقظت القاهرة أمس على رسالة كراهية دموية تجاوزت أكثر التصورات سواداً.. وبقدر ماكان المشهد موجعاً وصادماً.. كان داعياً للغضب ونداء المواجهة.

إن دار الخدمات النقابية والعمالية إذ ترفع مع المكلومين من ذوى الشهداء، والغاضبين أمام الكاتدرائية، والمصريين جميعاً نداء المواجهة.. إنما تطالب وتؤكد-مرةً أخرى- على المواجهـــــــة الشاملة للإرهاب والتى لا يمكن لها أن تتحقق دون شراكة المصريين جميعاً..

إن المواجهة الشاملة للإرهاب إنما تتطلب وتتضمن تجفيف منابعه.. مواجهة أفكاره بدلاً من التراجع أمامها.. مواجهة الكراهية ورفض الآخر فى مجتمع يتسع للتعدد ويقبل الاختلاف.. مواجهة الإقصاء بإعلاء قيم المساواة وتطبيق القانون دون تمييز.. محاصرة الإرهاب بحرمانه من البيئة الحاضنة له.. بفتح المجال العام، وتمكين الفئات والشرائح الاجتماعية من التعبير عن مصالحها ومطالبها بحرية.. بتوسيع وتطوير المجتمع المدنى بدلاً من خنقه ومحاصرته.. بإطلاق الحق فى تنظيم النقابات والجمعيات، والكف عن مطاردة كل من يختلف- على أى نحو- مع سياسات الدولة..بوقف ضخ الدماء  إلى شرايين الإرهاب.. وإهدائه إرهابيين ومؤيدين جدد من مضارى الممارسات الأمنية المتعسفة.

إن ردود الأفعال المباشرة على هجمة الأحد الخسيسة والصادرة عن الجهات "الموالية" لمؤسسات الدولة تبدو مثيرة للقلق .. فأعضاء البرلمان "من داعمى الدولة" لا يرون سبيلاً لمواجهة الإرهاب سوى تعديل قانون العقوبات و قانون الإجراءات الجنائية لقصر حق الطعن بالنقض على مرة واحدة وفتح الطريق أمام المزيد من أحكام الإعدام.. بل وإحالة مزيد من القضايا إلى القضاء العسكرى...بينما يتبارى الإعلاميون "الموالون" فى مخاطبة ومغازلة شهوات الانتقام دون غيرها من عقول الناس ووعيهم، والأكثر من ذلك هو محاولات صرف الانتباه إلى "متآمرين من الخارج" و"أجهزة مخابرات دولية" بدلاً من التناول الجاد للإرهاب المستنبت على أراضينا وجذوره التى تمددت فيها على امتداد عقود.

والمدهش فى الأمر أن البرلمان الذى لا يعرف له دوراً سوى إصدار التشريعات المقيدة للحرية وتحدى دستورنا ومخالفته جهاراً نهاراً .. لا يلتفت  إلى دوره الرقابى، ولا يعنى -أو ربما لا يريد- بمناقشة مدى كفاءة الأجهزة الأمنية فى قطع الطريق على العمليات الإرهابية .. ليس فقط فى حادث الكنيسة البطرسية التى تحتضنها الكاتدرائية داخل أسوارها .. وإنما أيضاً فى حادث الهرم الذى راح ضحيته ستة شهداء من رجال الشرطة ، وحادث كفر الشيخ الذى ترادف معه.. ولا تستوقفه أيضاً مشاعر المرارة التى يعانيها أقباطنا بسبب تراخى أجهزة الدولة عن إجراء تحقيق تتوفر له الجدية والشفافية فى شأن أحداث كنيسة القديسين التى مضى عليها أكثر من خمس سنوات دون معرفة مرتكبيها.

إن دار الخدمات النقابية والعمالية إذ تدين العملية الإرهابية الخسيسة  ومن دبروها ونفذوها ممن فقدوا إنسانيتهم، وتطالب باتخاذ الإجراءات الكفيلة بسرعة الكشف عنهم ومحاكمتهم.. كما تدين عمليتى يوم الجمعة الإرهابيتين.. إنما تؤكد على خطورة اللحظة التى نحياها ، وتطالب بالمواجهة الشاملة للإرهاب بمشاركة المصريين جميعاً.. المصريون الذين يستحقون الحرية والأمن معاً.. المصريون الذين لن يستطيعوا مواجهة الإرهاب إلا إذا أصبحوا شركاء كاملى الأهلية والحقوق.

 

دار الخدمات النقابية والعمالية

الاثنين الموافق 12/12/2016

 

إضافة تعليق جديد