قابل وفد من المنظمات النقابية المصرية المستقلة السيد اريك اوشلان مدير الفريق الفني للعمل اللائق لدول شمال أفريقيا ومدير مكتب منظمة العمل الدولية بمصر وإريتريا وذلك لمناقشة الخطاب الذي وجهته النقابات المستقلة لمدير المنظمة السيد جيلبرت هونجبو اعتراضا على البيان الصادر من المنظمة بخصوص العدوان الاسرائيلي على فلسطين. وجاء اللقاء مشحونا بالغضب من بيان المنظمة والذي تبنى وجهة النظر الغربية والتي تدين المقاومة الفلسطينية بسبب أحداث السابع من اكتوبر دون أن يشير إلى مسئولية الاحتلال الاسرائيلي للأراضي الفلسطينية عن الظروف شديدة السوء التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني والتي تصل بشكل واضح إلى حد الابادة الجماعية والتهجير القسري الذي يخالف كل المواثيق والأعراف والقوانين الدولية.

وحضر اللقاء كلا من السيدة هويدا السيد حسانين الرئيس السابق للنقابة المستقلة للعاملين بالاتصالات (WE) والسيدة عبير محمد الحبشي ممثلة عن النقابة المستقلة للعاملين بالسياحة بالقاهرة والسيد عبد الرؤوف حسين ممثلا عن النقابة العامة المستقلة للعاملين بهيئة الاسعاف والسيد أحمد عبد المرضي ممثلا عن النقابة المستقلة للعاملين بهيئة تعليم الكبار والسيد حمدي عطية عز ممثلا عن النقابة المستقلة للعاملين بالسياحة بالقاهرة والسيد أحمد رشدي المغربي ممثل عن النقابة المستقلة للصيادين بدمياط والسيد محمد نجيب عبد الرحمن ممثلا عن النقابة المستقلة لخدمات السائقين بالقليوبية والسيد خيري عمر محمد ممثلا عن النقابة المستقلة للعاملين بشركة مياه الشرب والصرف الصحي بقنا والسيد أحمد بدوي الرفيعي ممثلا عن دار الخدمات النقابية والعمالية.

وناقش الوفد موقف النقابات العمالية المصرية المستقلة والذي لا يعترف بوجود دولة الكيان الصهيوني ولا يعترف بحقها في الدفاع عن النفس مادامت دولة احتلال وأشار الى الاوضاع المأساوية التي يعيشها الشعب الفلسطيني وظروف العمال في فلسطين منذ بداية الاحتلال في 1948. وتحدث عما يلاقيه عمال الاغاثة والمرفق الطبي والصحفيين من استهداف مباشر بالقتل العمدي وعن منع الصيادين الفلسطينيين من ممارسة أعمالهم. كما ناقش الوفد الظروف المهينة التي يتعرض لها العمال الفلسطينيين على يد الاحتلال وعن محاولة الدولة الصهيونية للاستغناء عن العمالة الفلسطينية في مجال البناء باستقدام عمالة من الهند وأشاد بموقف الاتحادات النقابية الهندية التي رفضت ذهاب العمال الهنود للعمل في فلسطين، وأشار الوفد إلى أن مواقف الاتحادات النقابية العمالية في بلجيكا وأسبانيا والتي دعت لمقاطعة التعامل مع البضائع الاسرائيلية ومواقف رؤساء المنظمات الدولية وعلى رأسهم الأمين العام للأمم المتحدة والتي دعت للوقف الفوري لاطلاق النار كانت اكثر اتساقا مع مبادئ وقيم منظمة العمل الدولية من البيان الصادر عنها . كما أستنكر الوفد أن يكون موقف المنظمة مقتصرا على تقديم دعم مالي أو تدريبي للعمال في فلسطين حيث أن الوضع وصل لمرحلة لا يوجد فيها من يمكنه الاستفادة من هذا الدعم بسبب انهيار البنية التحتية في قطاع غزة بشكل شبه كامل. وأخيرا طالب الحضور بأن تتبنى المنظمة بشكل واضح المطالبة بالوقف الفوري لاطلاق النار دون شروط.

وتفهم السيد اريك موقف النقابات المصرية المستقلة وتعهد بتوصيله لرئاسة المنظمة مباشرة وقال أن منظمة العمل الدولية جزء من الأمم المتحدة وأن موقفها ليس بمعزل عن موقف الأمم المتحدة وان كانت بحكم التخصص تهتم بالوضع الاقتصادي والاجتماعي وليست جهة اغاثية وغير مؤهلة للعمل الاغاثي وبالتالي فإن المطالبة بالوقف الفوري لاطلاق النار هو من مطالب المنظمة. وأكد على ان جميع ما يصدر عن النقابات او المنظمات العمالية في مصر يتم نقله لرئاسة المنظمة لتأخذه في الاعتبار وطالب كل من يرغب في اقتراح وسائل لمساعدة الشعب الفلسطيني أن يرسلها للمنظمة. وأخيرا قال أنه يتم اعادة تنقيح برنامج المنظمة في فلسطين في ضوء الظروف الحالية وأن مكتب بيروت سوف يكون هو المسئول عن تنفيذه.