كيف تدعم النقابات الأمريكية للعاملين بالتعليم غزة؟

مقالات
الأربعاء, ديسمبر 20, 2023 - 17:04

نقابات العاملين بالتعليم في أمريكا تستخدم التعليم والتحريض لدعم فلسطين

قامت بيكي برينجل، رئيسة الاتحاد الوطني للعاملين بالتعليم بالولايات المتحدة الأمريكية (NEA) والذي يضم ثلاثة ملايين عضو وتعد أكبر نقابة للعاملين بالتعليم في البلاد، بنشر تغريدة في 8 ديسمبر تقول فيها: "ننضم إلى منظماتنا الشريكة جنبًا إلى جنب مع قادة يهود ومسلمين في جميع أنحاء العالم في دعوة عاجلة لوقف العنف"، وكانت هذه خطوة جديدة في إطار التحرك المتزايد بين النشطاء النقابيين المطالبين بوقف إطلاق النار في فلسطين. حيث كانت نقابات العاملين بالتعليم، بما في ذلك اتحاد معلمي شيكاغو وتحالف معلمي ومحترفي دعم التعليم في سان أنطونيو، ونقابة معلمي ماساتشوستس، من بين أولى النقابات والاتحادات التي وقعت على قرار المطالبة بوقف إطلاق النار الذي قادته نقابة العمال الكهربائيون المتحدون ونقابة العاملين بمجال تقديم الطعام (UFCW) . واتبعتها باقي نقابات المعلمين بداية من اتحاد معلمي ولاية أوريغون الذي يضم 41000 عضو، وصولاً إلى اتحاد معلمي مدينة ميلروز في ماساتشوستس الذي يضم 450 عضوًا فقط.

وأختلفت مستويات الاستجابة من نقابة لأخرى

فبينما لم تواجه أوليفيا كاتبي، المدربة الرياضية في المدرسة الثانوية صعوبة في تحريك نقابتها المحلية في مقاطعة بورتلاند بولاية أوريغون، نحو دعم الدعوة لوقف إطلاق النار. وذلك لأن النقابة قد أقرت، في عام 2021، قرارًا يدعم حركة المقاطعة BDS. شكلت محاولة التنظيم تحديًا أكبر أمام معلمة التاريخ والأدب الريفي في فيرمونت إميلي سمبسون، حيث قامت بتنظيم جلسة تعليمية لمدة 15 دقيقة بعد المدرسة في 15 ديسمبر، كجزء من فاعلية عالمية لدعم عمال فلسطين. وقالت سمبسون: "إذا أراد المنظمون الاستفادة من قوتهم، فلديهم مكان للقيام بذلك"، تقصد المدارس.

وفي الوقت نفسه، بعد أن أقرت اللجنة التنفيذية لاتحاد مدرسين مينيابوليس قرارًا يدين "نظام الاحتلال والفصل العنصري الإسرائيلي"، أدى التصعيد من المعلمين وأعضاء المجتمع المؤيدين لاسرائيل إلى قيام أعضاء الاتحاد بالتصويت لإصدار اعتذار قال فيه اتحاد المعلمين، إن القرار السابق "ألحق أذى كبيرًا بالأعضاء اليهود والطلاب والعائلات اليهودية مما تسبب في انقسام غير ضروري داخل اتحادنا".

وفي ولاية ماساتشوستس، خلال اجتماع مجلس إدارة اتحاد المعلمين الأخير، كان هناك جهد لإلغاء توقيع الاتحاد على قرار وقف إطلاق النار ولكن بدلاً من ذلك، صدق المجلس على قرار جديد، يعتمد على القرار السابق، وجاء فيه: "سيطلب من رئيس نقابة المعلمين الوطنية ونائبها أن يحثان رئيس الولايات المتحدة جو بايدن على التوقف عن تمويل وإرسال الأسلحة لدعم حرب الإبادة التي تشنها حكومة نتنياهو على الشعب الفلسطيني في غزة." وحدث رد فعل سلبي، خاصةً عندما تم إرسال نسخة من القرار إلى مدونة مناهضة لليبرالية قبل أن يتم إعلام أعضاء الجمعية. وتلقى أعضاء المجلس العديد من رسائل البريد الإلكتروني التي تعارض التصويت وتطالب بإلغاءه. ودعم رئيس نقابة معلمين مالدين، ديب جيزوالدو، القرار الجديد وقال إن تسريبه إلى الصحافة المحافظة كان له تأثير سلبي على بعض الأشخاص، لكنه في الوقت نفسه ألهم آخرين على التعمق أكثر في القضية حيث إنه أظهر أن علينا أن نثقف أنفسنا وأن ندرس كيفية إجراء محادثات صعبة حول مختلف القضايا".

ولم يكتفي اتحاد معلمي شيكاغو بالتوقيع على قرار المطالبة بوقف اطلاق النار ولكن أيضا أقر خطط محددة لتقديم "دعم اجتماعي ونفسي للأعضاء والطلاب". والتطوير العلمي "لمساعدة أعضاء الاتحاد في فهم التعقيد التاريخي والتأثيرات الإنسانية العميقة لهذا الصراع."

وكانت هذه القرارات المحلية الصادرة من المقاطعات والولايات بالاضافة إلى قرار المطالبة بوقف إطلاق النار الذي أقره المجلس الوطني للنقابات الحضرية للتعليم جزءًا من جهد إجبار قيادة الاتحاد الوطني للعاملين بالتعليم، القريب من قيادة الحزب الديمقراطي، على المطالبة بشكل أكثر مباشرة بأن يدعم بايدن وقفًا دائمًا لإطلاق النار.

وقال بعض نشطاء نقابات المعلمين بأن تغريدة برينجل رئيسة الاتحاد لم تكن قوية بما فيه الكفاية. بينما قال جيمس ويتني  المدرس في سياتل "إذا رفضناها كانتصار، أعتقد أننا نخسر شيئًا يمكن أن يكون ميزة لنا وحاجزًا ضد التصعيد الموالي لإسرائيل، بينما نكافح للحصول على موقف من الاتحاد الوطني، ونكافح لجعل المعلمين يعلمون الحقيقة في الفصول الدراسية، ونكافح للدفاع عنهم عندما يتم استهدافهم في النهاية".

وقال آرون فيليبس، رئيس نقابة معلمين أماريلو، وهو من القادة الذين قادوا الدعوة لتبني قرار وقف إطلاق النار في مؤتمر المجلس الوطني للنقابات "بسبب المناقشة السابقة التي أجريناها في المجلس، لم نرَ 7 أكتوبر كنقطة بداية. بل كان لدينا صورة أكبر أن هناك شعبًا محتلًا، وحكومة منحازة تمارس القمع حتى على مواطنيها من الديانة اليهودية. كان من السهل علينا أن نقول إن الحل العسكري غير ممكن وعلينا أن نتوقف عن قتل الأطفال".

وكان كريستوفر هلالي، مدرس الدراسات الاجتماعية في مقاطعة هانوفر بولاية نيو هامبشاير، وعضو مجلس النقابة الوطنية للتعليم بالولاية يأمل في تقديم مقترح تحت مسمى "الحداد على جميع الخسائر"، يدعو إلى السلام في المنطقة ويدعم وقف إطلاق النار. ولكن قرر المجلس أنه يتعين التصويت من قبل الأعضاء في الاجتماع السنوي، الذي يُعقد في إبريل. وفي هذه الأثناء، يقول هلالي إنه سيعمل على تمرير المقترح في نقابته ويدعو الآخرين للقيام بالشيء نفسه بينما يفكر في المقترح الذي سيقدمه للمندوبين في اجتماع إبريل بهدف توسيع دائرة الفهم ودعم تحرير الشعب الفلسطيني. ويقول هلالي ذو الأصول إيرانية "كنت أعتقد أننا طالما قدمنا قرارًا بالمطالبة بوقف إطلاق النار فإن هذا سيكون موقف قوي لإن الحديث عن فلسطين داخل الولايات المتحدة هو انتصار كافٍ بما فيه الكفاية".

 

إضافة تعليق جديد