اقتناعاً منها بأهمية التنسيق والعمل الجماعى .. بادرت مجموعة من النقابات المستقلة إلى إطلاق مبادرة مؤتمر النقابات المصرية الديمقراطية.
المؤتمر تجمع عمالى للنقابات المستقلة التي تتبنى وتدافع عن الحريات النقابية، وتعترض على مسودة مشروع قانون المنظمات النقابية ، وتطالب بإصدار قانون يكفل الحريات النقابية ، ويطلق حق العمال المصريين في تكوين نقاباتهم بحرية دون قيود.. يتماشى مع الدستور المصرى، ويتوافق مع معايير واتفاقيات العمل الدولية وعلى الأخص اتفاقية العمل رقم 87.
المنظمات النقابية المشاركة في المبادرة تدعو وتسعى إلى ضم النقابات المستقلة الفاعلة الديمقراطية التي تتفق مع الأسس والمعايير الواردة في إعلان مبادئها ، وقد حددت يوم الأحد الموافق 15 أكتوبر 2017 لتأسيس مؤتمر النقابات المصرية الديمقراطية..
وفيما يلى نص الإعلان، وأسماء النقابات المشاركة:
مؤتمر النقابات المصرية الديمقراطية
إعــــلان مبادئ
إيماناً منا بحق العمال المصريين جميعا فى تكوين نقاباتهم بحرية ، وبنائها استقلالاً .. بحق كل عامل فى اختيار النقابة التى يرتضيها .. فى دخولها أو الانسحاب منها.. وبحق كل نقابة فى البقاء منفردة، أو الانضمام للاتحاد الذى يوافق أهدافها.. إيماناً منا بالحريات النقابية التى ناضل من أجلها قادة عماليون .. طالبوا بها، ودفعوا ثمنها مقدماً سجناً وتشريداً ، بحق تكوين النقابات المستقلة التى ظلت -على امتداد سنوات طوال- هدفاً وحلماً.. قبل أن تصبح واقعاُ على الأرض، وحقيقة ملء الأعين.
وانحيازاً إلى عمال وموظفى مصر.. و كل العاملين بأجر فى أرجاء المحروسة.. إلى الباحثين عن فرصة عمل، والذين يعملون عملاً غير منتظم لا أمان فيه ولا استقرار.. من يطمحون إلى العمل اللائق المستقر، وعلاقات العمل العادلة، والأجر الذى يفى بمتطلباتهم، واحتياجات أطفالهم الإنسانية.. لمن يطالبون بالعيش، والحرية، والكرامة الإنسانية ، والعدالة الاجتماعية.. بالحق فى العلاج الذى يشفى حقاً، وفى مسكن ملائم غير ملوث الهواء تنيره الكهرباء دون انقطاع، وتتوفر له المياه النظيفة وشبكات الصرف الصحى، بالحق فى الأمان الوظيفى والاجتماعى، فى شبكة تأمينات اجتماعية تظللهم وتضمن لهم الحياة الكريمة حين التقاعد أو العجز.
انحيازاً منا إلى العدالة الاجتماعية التى تضمن لغالبية الشعب المصرى حياة كريمة، وفرصة عمل لائقة.. وتفتح أمام الجميع أبواب الأمل المغلقة.. العدالة الاجتماعية التى لا يمكن لها أن تتحقق دون تمكين الأطراف الاجتماعية من التعبير عن مصالحها والتفاوض بشأنها.. ودون امتلاك الأدوات التنظيمية اللازمة لإجراء المفاوضة الاجتماعية .. وفى مقدمتها النقابات المستقلة الحقيقية.
واقتناعاً منا بأن الحوار الاجتماعى.. والمفاوضة المجتمعية هما الأرض الوحيدة التى يمكن أن ينمو عليها مجتمعاً ديمقراطياً مستقراً..وتفعيلهما هو الإنقاذ الوحيد من القلاقل التى لا تحمد عقباها، ومن نزعات العنف والتطرف التى يطلقها-دون كابح- افتقاد التوازن الاجتماعى وغياب الآليات اللازمة للحوار والجدل الاجتماعى بين الفئات والشرائح الاجتماعية المختلفة ..آليات التنظيم والضغط والمفاوضة التى تستطيع من خلالها كافة الجماعات الاجتماعية التعبير عن مصالحها وممارسة نفوذها بصــــــورة منظمة للمشاركة فى صنع السياسات أو على الأقل التأثير فيها وتعديلها.
وتقديراً منا للتحديات الكبرى التى تواجهها الحركة النقابية المستقلة الآن.. وأننا قد بلغنا مفترق طرق تتشعب عنده المسالك، وترتبك الخيارات، وتتباين المواقف.. وثقة منا فى عدالة قضيتنا التى ترجح كفتنا-رغم كل شئ- وفى مواطن قوة النقابات المستقلة التى تكمن فى أصالة تجربتها، وعمق جذورها الممتد فى تاريخ الحركة العمالية المصرية الطويل- رغم سنوات الانقطاع وعقود مصادرة الحريات-والتى تتبدى فى نقابات قوية لم تزل قادرة على ممارسة دورها رغم كل ما تواجهه من معوقات، وفى نقابيين منحازين للحريات النقابية- ليسوا قليلى العدد- مقارنة بفترات سابقة من تاريخنا... مواطن القوة فى استحقاق الحريات النقابية ذاته الذى يحاصر رافضيه الحكوميين قرابة عقد من الزمان بينما هم يراوغون.
وتقديراً منا لخطورة الدعوات التى تشهدها الساحة النقابية إلى التوحد فى اتحاد واحد.. لكونها- فى واقع الحال- دعوة مقنعة إلى الانضواء تحت راية الاتحاد العام لنقابات عمال مصر "الحكومى"، والتخلى عن مبادئ الحريات النقابية.
إن الوحدة التى قد نبتغيها أو نسعى إليها هى القائمة على الحرية.. الوحدة التى تقررها النقابات بإرادتها الحرة .. وليست تلك التى تفرض بقانون أو بإجراءات إدارية.. كما أننا نستهدف جميعاً إقناع العمال بالانضمام إلى نقاباتنا غير أننا نرفض بشدة كل صورة من صور الإكراه على العضوية أو الضم القسرى-مهما كانت مقنعة-
إن أحداً لا يسعه أن يأخذ بحسن نية دعوات التوحد مع الاتحاد "الحكومى" .. قبيل مناقشة قانون المنظمات النقابية فى البرلمان، وبينما تمارس بعض الأطراف الحكومية ضغوطاً لا يٌستهان بها على النقابات المستقلة، ويطلب منها صراحة الاندماج فى هذا الاتحاد.
نعم .. لكل صورة من صور الوحدة النقابية إذا كانت قائمة على حرية الاختيار.. إذا كانت الحريات النقابية مكفولة للجميع.. ولا .. لكل صورة من صور الضم أو الإلحاق مهما تدثرت بإدعاء الوحدة.
وانطلاقاً من قناعتنا بأهمية التنسيق والعمل المشترك بين كل المطالبين والساعين إلى الحريات النقابية
نعلن تكوين مؤتمر النقابات المصرية الديمقراطية الذى يستهدف ويعمل من أجل إصدار قانون للمنظمات النقابية يكفل الحريات النقابية جميعها ويتضمن على الأخص:
ونرفض مشروع قانون المنظمات النقابية المقدم من الحكومة، ونطالب بتعديله بما يتماشى مع الدستور المصرى (المادة 76) ، ويتوافق مع معايير العمل الدولية والاتفاقيات الموقع عليها من الحكومة المصرية وعلى الأخص الاتفاقية رقم 87، وذلك على الأخص فيما يلى:
إن مؤتمرنا- ذا الأهداف الواضحة المشار إليها- مفتوح الأبواب يرحب بانضمام كل منظمة نقابية تشاركه مستهدفاته سواء كانت منضمة لأحد الاتحادات –باستثناء الاتحاد الحكومى- أو غير منضمة لأى اتحاد.. وذلك على أن تكون:
كما يرحب مؤتمرنا بانتساب القادة العماليين والنقابيين البارزين إليه، وكذلك ذوى الخبرات، والمهتمين بالشأن العمالى.. متى تبنوا مبادئه والتزموا بميثاقه.
الجمعة الموافق 29/9/2017
إضافة تعليق جديد