نرحب بتصريحات وتوجيهات الرئيس ونستبشر خيراً ونطالب مجدداً بإلغاء قرار تصفية شركة الحديد والصلب المصرية والوقف الفوري لكافة إجراءات التصفية

أخبار
الاثنين, أبريل 12, 2021 - 14:50

 

 

 

الرئيس السيسي يوجه بتوفير المناخ الداعم لقطاعات الصناعات الوطنية والثقيلة

وفي مقدمتها صناعة الأسمنت والحديد والصلب

نرحب بتصريحات وتوجيهات الرئيس ونستبشر خيراً

ونطالب مجدداً بإلغاء قرار تصفية شركة الحديد والصلب المصرية

والوقف الفوري لكافة إجراءات التصفية

بتاريخ 4/4/2021 اجتمع الرئيس عبد الفتاح السيسي مع كل من مصطفى مدبولي ، رئيس مجلس الوزراء ، وشريف إسماعيل مساعد رئيس الجمهورية للمشروعات القومية والإستراتيجية ، ومحمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، وطارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية ، ومحمد معيط وزير المالية ونيفين جامع وزيرة التجارة والصناعة، وذلك بحضور محمد أمين نصر مستشار رئيس الجمهورية للشئون المالية

وأوضح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية أنه تم عرض أبرز التحديات التي تواجه قطاعي الأسمنت والحديد والصلب، حيث وجه السيد الرئيس بتوفير المناخ الداعم لقطاعات الصناعات الوطنية والثقيلة وفي مقدمتها صناعة الأسمنت والحديد والصلب وذلك لدورها الهام في النهوض بالاقتصاد القومي ، وذلك من خلال اعتماد سياسة صناعية متكاملة الأبعاد.

إن دار الخدمات النقابية والعمالية إذ ترحب بتصريحات وتوجيهات الرئيس في هذا الصدد ، وترى فيها مؤشراً هاماً على توجه الدولة ، وانصراف إرادتها إلى الحفاظ على الصناعة الوطنية ، وتطويرها ، إنما تؤكد مجدداً رفضها القاطع لقرار تصفية شركة الحديد والصلب المصرية بعد تقسيمها وفصل المناجم والمحاجر عنها ، حيث يتعارض هذا القرار تعارضاً تاماً مع التوجه نحو الاهتمام بالصناعات الوطنية والثقيلة وتوفير المناخ الداعم لها.

إن الاختيار بين تصفية شركة الحديد والصلب المصرية ، أو استمرارها وتطويرها هو في المحل الأول قرار سياسي: هل نرغب في أن تكون لدينا صناعة الحديد والصلب الإستراتيجية أم أننا يعوزنا الطموح إلى ذلك؟.. ليس خافياً على أحد أن الحديد والصلب صناعة مغذية لصناعات كثيرة تتكامل معها، وليس هناك من ينكر أن الشركة الكبيرة كانت ولم تزل صرحاً من صروح الصناعة الوطنية ، وقلعة من قلاعها، وأنها لبت احتياجات بالغة الأهمية في لحظات فارقة بدءاً من الصناعات الحربية، وانتهاءً باسطوانات الأكسجين في ظل أزمة كورونا الخانقة.

إن الاختيار بين تصفية شركة الحديد والصلب المصرية أو استمرارها لا يمكن أن يستند فقط إلى حسابات الربح والخسارة الآنية الضيقة بمعزل عن دورها وموقعها في تحقيق التنمية الشاملة المستدامة، وفي يناء صناعة وطنية متكاملة على أسس قوية من الصناعات الثقيلة.

إن دار الخدمات النقابية والعمالية إذ ترى في تصريحات الرئيس وتوجيهاته ما يبعث على الأمل في التراجع عن القرار الصادم الذي قوبل باستنكار شعبي واسع لا تخطئه العين، لما يمثله من تحدي للمشاعر والطموحات الوطنية التي ارتبطت بإنشاء شركة الحديد والصلب التي كانت حلماً منذ أوائل الثلاثينيات ثم أضحت حقيقة في أواخر الخمسينيات من القرن الماضي.

نعم .. نقر ونكرر أن الشعب المصري مرتبط عاطفياً بشركة الحديد والصلب مثلما هو مرتبط بقناة السويس، والسد العالي.. ليس فقط كونها صروحه الوطنية ، وإنما أيضاً لأنها رموز لكفاحه التاريخي من أجل وطن حر مستقل.

ورغم ذلك.. وحتى بحسابات الربح والخسارة .. تعالوا إلى حساب خسائر قرار التصفية : شركة المناجم والمحاجر التي تم فصلها عن الشركة الأم وتأسيسها تستند فقط إلى امكانية تصنيع مكورات الحديد ، غير أن الأبحاث الكثيرة التي سبق إجراؤها اثبتت أنه يكاد يكون مستحيلاً صناعة مكورات الحديد من الخام المصري ، وأن الطريقة الوحيدة لتصنيع هذا الخام هي أفران شركة الحديد والصلب المصرية التي تم بناؤها وإعدادها خصيصاً لكي تناسب هذا الخام.. نحن إذاً أمام مخاطر إغلاق هذه الشركة المنقسمة وإهدار الخام المصري .

 

شركة النصر لصناعة الكوك والكيماويات الأساسية التي أنشئت خصيصاً لكي تتكامل مع شركة الحديد والصلب المصرية وتمدها بالفحم اللازم لها مهددة هي الأخرى بالتوقف والتصفية، إيقاف الفرن الرابع الذي يعمل في الشركة الآن يعني خسارة مباشرة قدرها نصف مليار جنيه تقريباً، إن  تصفية البنية التحتية لشركة الحديد والصلب المصرية بما تحتويه من محطات غاز، وكهرباء ، مياه , وسكك حديدية،  والوحدات الانتاجية المساعدة (محطات انتاج الأكسجين والغازات الصناعية وورش انتاج قطع الغيار والهياكل المعدنية وورش الصيانة المركزية ) يمثل أيضاً خسارة كبيرة، كما أن الكثير من هذه المحطات والشبكات يمتد إلى أعماق بعيدة تحت الأرض الأمر الذي يجعل الاستفادة من هذه الأرض لغير الغرض الذي أُعدت له أمراً شديد الصعوبة.. هذا فضلاً عن الصناعات التي تتكامل مع شركة الحديد والصلب والتي تتضرر بالقطع من تصفية هذه الشركة.

إننا إذ نستبشر خيراً بتصريحات الرئيس وتوجيهاته نؤكد من جديد مطلبنا بإلغاء القرار الصادم بتصفية شركة الحديد والصلب المصرية، والوقف الفوري لجميع إجراءات التصفية، وبحث العروض المقدمة لإنقاذ الشركة وتطويرها بكل ما يتطلبه الأمر من جدية واهتمام للاستفادة من الفرص المتاحة للحفاظ على هذه الصرح الصناعي الكبير، وتطويره-على الأخص- وأن خطط الإصلاح معدة ومدروسة بما فيه الكفاية ، غير أنه تم تجاهلها، والعزوف عن تنفيذها سنوات عديدة لأسباب لا يعلمها إلا الله.

 

دار الخدمات النقابية والعمالية

القاهرة 12/4/2021

إضافة تعليق جديد