عمالة الأطفال جريمة لا يجب السكوت عليها .. ذهاب بلا عودة ل 16 فتاة عاملة غرقن في مياه النيل أثناء ذهابهن للعمل

بيانات صحفية
الأربعاء, مايو 22, 2024 - 11:14

 

 عمالة الأطفال جريمة لا يجب السكوت عليها  

ذهاب بلا عودة ل 16 فتاة عاملة غرقن في مياه النيل أثناء ذهابهن للعمل

 في حادث  مأساوي متكرر لعمالة الأطفال شهد صباح  يوم الثلاثاء 21 /5 /2024 سقوط سيارة ميكروباص من فوق معدية أبو غالب التي تربط بين محافظتي الجيزة والمنوفية في مياه الرياح البحري بمنشاة القناطر حيث كانت قادمة من منطقة المناشي بالجيزة، حتى منطقة أشمون بالمنوفية وكانت محملة ب 26  فتاة من العمالة اليومية اللاتي تتراوح أعمارهن بين 14 و20 عام أثناء ذهابهن للعمل في  مصنع الأسمدة الزراعية، حيث تبين أن "خناقة" بين سائق الميكروباص المنكوب وآخر أعلى المعدية أثناء العبور للبر الثاني من نهر النيل دفعته للنزول من السيارة دون "شد الفرامل" ما أدى إلى تحرك الميكروباص وسقوطه من المعدية في نهر النيل وكان بداخله 16 فتاة والباقيات كن  قد خرجن للانتظار أعلى المعدية لحين الوصول   

  •   لم تكن هذه الحادثة هي الأولى ولا الأخيرة بالطبع إن لم تكن هناك سياسات وتدابير صارمة للقضاء على عمالة الأطفال
    • ففي 8 فبراير 2023، أسفرت حادثة انقلاب سيارة ربع نقل على طريق الإسماعلية السويس الصحراوي محملة بأطفال عن مصرع طفلين وإصابة 40 طفلًا آخرين من العاملين بالمزارع بإصابات مختلفة، ما بين كدمات وسحجات وكسور وجروح، نتيجة انقلاب السيارة التى يستقلونها على طريق وصلة أبو سلطان.

    • وفي 15 يناير 2023 أثناء مشهد يومي اعتاد عليه أطفال قرية المطيعة التابعة لمركز أسيوط حيث يقومون بترك قريتهم كل صباح فور وصول مقاول الأنفار بسيارته الربع نقل، لينقلهم إلى الأراضي الزراعية بالطريق الصحراوي ويعود بهم لقريتهم في نهاية اليوم، إلا أنهم لم يعودوا في هذا اليوم إلا جثثا محمولة على الأعناق ومصابين يتلقون العلاج بعد انقلاب السيارة التى يستقلونها بنطاق مركز القوصية، ليفارق 5 من مستقلي السيارة الحياة بينما نجا 22 آخرين من الموت
  • وفي 24 سبتمبر 2022، ألقت قوات الأمن القبض على صاحب مطعم بدائرة قسم شرطة النزهة في القاهرة، بتهمة استقطاب واستغلال مجموعة من الصبية الأحداث، وتشغيلهم فى أعمال لا تتناسب مع أعمارهم فى المطعم وملحقاته، مقابل منحهم أجورا مالية قليلة لزيادة عائده المالي بمخالفة القانون
  • وفي مايو 2022 لقي ثمانية أطفال تتراوح أعمارهم بين 12 و15 عاماً مصرعهم غرقاً في ترعة نيلية، كما تم إصابة 6 آخرون، أثناء عودتهم من العمل فجراً في قرية إيتاي البارود بمحافظة البحيرة
  • وفي أبريل 2022 في حدث مماثل عاش المصريون صدمة خبر وفاة ثمانية أطفال تراوح أعمارهم بين 13 و16 عاماً، في حادث انقلاب سيارة سقطت في النيل، لدى انتقالهم ضمن مجموعة ضمت 24 طفلاً وبالغاً من مزرعة على طريق مصر - الإسكندرية الصحراوي إلى قرية طليا بمركز أشمون في محافظة المنوفية بدلتا مصر.
  • 19 يناير 2022 أسفر حادث غرق سيارة ربع نقل من أعلى معدية منشأة القناطر عن مصرع وإصابة 24 طفلًا ما بين صبيان وفتيات، لا يتجاوز أعمارهم الـ15 عامًا، يعملون بمزرعة دواجن. حيث انزلقت سيارة النقل من أعلى المعدية، مما أسفر عن سقوط مستقليها بالنهر، وذلك حال عودتهم من العمل
  • تعد هذه الحوادث عينة عشوائية من حالات ضحايا عمالة الأطفال في مصر والتي شاع حدوثها بشكل كبير في الآونة الأخيرة في أرجاء البلاد، والتي يتعرض لها الأطفال نتيجة خروجهم للعمل وسعيهم وراء لقمة العيش للمساهمة في تخفيف أعباء المعيشة عن أسرهم
  •  
  • ومن المؤسف أن هذه الحوادث جميعها حدثت في ظل  تنفيذ  مشروع  متابعة الخطة الوطنية لمكافحة أسوأ أشكال عمل الأطفال من (2018 – 2025)، بين منظمة الأمم المتحدة للطفولة والأمومة وبرنامج الغذاء العالمي ومنظمة العمل الدولية ممثل لها مكتب منظمة العمل بالقاهرة  بالإضافة إلى وزارة العمل لاتخاذ خطوات جادة تساهم في مكافحة عمالة الأطفال ووضع استراتيجيات وآليات للسيطرة عليها حيث ترتكز إستراتيجية تنفيذ هذه الخطة على عدة محاور، تتمثل في إنشاء قاعدة بيانات موثقة ومستدامة عن عمل الأطفال وأسوأ أشكاله، وإنشاء أجهزة تنسيق وطنية وإقليمية لمكافحة عمل الأطفال، مع تحديث قائمة المهن الخطرة ـ  والسؤال هنا ماذا قدم هذا المشروع حتى الآن؟ .. وهو قد قارب من الانتهاء .. هل وضعت سياسات حقيقية لمكافحة عمالة الأطفال؟ هل وجد حصر وقاعدة بيانات موثقة لعمالة الأطفال في القطاع غير المنظم؟ .. هل منع عمل الأطفال بالمهن الخطرة لحمايتهم؟ وهل جميع الحوادث لم تلفت أنتباه القائمين على متابعة الخطة الوطنية لمكافحة أسوأ أشكال عمل الأطفال منذ عام 2018 لوضع سياسات وتدابير تحمى بها الأطفال من مخاطر العمل؟ في الحقيقة لوكانت هناك متابعة حقيقية وسياسات صارمة لتنفيذ الخطة الوطنية على الآقل لم تحدث هذه الحوادث بهذا الشكل المرعب .
  •  
  • في نفس السياق صرح سابقا المسؤولين بعد عدد من حوادث العبارات عن وجود 144عبارة لنقل الركاب يوميا الأغلب منهم عمال وعاملات يومية، ورغم ذلك لم يتم الانتباه للتفتيش عليها من حيث الصيانة أو العدد المفترض للركاب عليها وبالطبع هذه العمالة غير منتظمة بكل ما يترتب عليها من انعدام اى نوع من الحماية سواء التأمينية أو الصحية الخاصة بحوادث العمل والاصابات والامراض الناجمة عن المهنة أو عدد ساعات العمل أو الأجر العادل بالطبع السن القانونيللعمل .
  •  
  • وتواصلا للقوانين والمشروعات غبر المنفذة هناك العديد من الاتفاقيات والمواثيق الدولية التي صدقت عليها مصر بالإضافة إلى التشريعات الوطنية التي تجرم عمالة الأطفال وتحد من انتشارها وتعتبر أبرز هذه الاتفاقيات الخاصة بمكافحة عمل الأطفال:
  • اتفاقية العمل الدولية رقم 138 بشأن الحد الأدني لسن الاستخدام: وتهدف هذه الاتفاقية للقضاء على عمالة الأطفال بشكل كامل على المدى البعيد، ووضعت حد أدنى لسن العمل وهو إتمام الطفل مرحلة تعليمه الإلزامي، والذي لا يقل عن 15 عاما. كما أنها منعت عمل الأطفال تحت سن 18 عاما في الأعمال التي يحتمل أن تكون خطر على صحتهم
  •  
  • كذلك اتفاقية العمل الدولية رقم 182 بشأن أسوأ أشكال عمل الأطفال: جاءت مكملة لاتفاقية رقم 138، وقد حثت على القضاء على أسوأ أشكال عمل الأطفال. كما أصدرت منظمة العمل العربية  19 اتفاقية حتى الآن بالإضافة إلى 8 توصيات، تضمنت معظمهم نصوص حول الأطفال. وخاصة الاتفاقية العربية رقم (1) لسنة 1966 بشأن مستويات العمل، والتي وضعت الإطار التشريعي المحلي للدول العربية في مجال العمل فقد نصت على عدم جواز تشغيل الأطفال تحت سن 12 عام. والاتفاقية العربية (18) لسنة 1996 بشأن عمل الأحداث، والتي تعد الاتفاقية الأولى من نوعها المتخصصة في مجال عمل الأطفال على المستوى العربي. كما اهتم التشريع المصري بسن قوانين لتنظيم عمل الأطفال كان أبرزها: 
  •  
    القانون رقم (14) لسنة 1959 في المادة (124)؛ والتي تنص على أنه لا يجوز تشغيل أي طفل يقل عمره عن 12 عام
  • قانون العمل رقم (137) لعام 1981؛ والتي ينص على عدم جواز عمل الأطفال بين سن 12 إلى 15 عام أكثر من 6 ساعات يوميا. قانون الطفل رقم (12) لسنة 1996 والمعدل بالقانون رقم (126) لسنة 2008 واللائحة التنفيذية له الصادرة بالقرار رقم (2075) لسنة 2020؛ والذي يشمل عدد من البنود التي تنظم عمل الأطفال وعلى رأسها حظر عمل الأطفال تحت 14 عام وألا تزيد عدد ساعات العمل عن 6 ساعات ويحظر تشغيلهم عدد ساعات إضافية أو في أيام العطلات أو بعد الساعة 11 ليلا القرار الوزاري رقم (118) لسنة 2003 والتي أصدرته وزارة القوى العاملة بشأن حظر اشتغال الأطفال بالأعمال الخطرة بالإضافة إلى أن الدستور المصري لعام 2014 قد عمل على تنظيم عمل الأطفال من خلال بعض المواد الدستورية والتي من أبرزها؛ المادة رقم (80) والتي حظرت تعليم الأطفال قبل بلوغ سن التعليم الإلزامي 
  • فضلا عن القرار الوزاري رقم 169 لسنة 2001م لإنشاء وحدة جديدة تحت اسم "إدارة رعاية الأطفال" بديوان عام وزارة العمل وتم تغيير اسمها إلى "إدارة التفتيش على عمل الأطفال"،   

رغم كل ذلك إلا ان الإشكالية الرئيسية في عمل الأطفال في مصر هي وجود قانون يحظر عمل الأطفال، ولكن هذا القانون ينحصر تطبيقه فقط في القطاعات الحكومية والمصانع الكبرى حيث تخضع هذه القطاعات للرقابة، بينما المصانع الصغيرة والقطاع غير المنظم وهو الأكثر عددا لعمالة الأطفال لا يوجد من يحميه حتى الآن.

  • في إطار ما سبق يؤكد المؤتمر الدائم للمرأة العاملة رفضه الكامل لجميع أشكال عمالة الأطفال في مصر كما يؤكد على:

حظر تشغيل الأطفال وفقا للسن المحدد لعمل الأطفال بقانون العمل رقم 12 لعام 2003 وقانون الطفل رقم ١٢٦ لسنة ٢٠٠٨ والدستور المصري لعام 2014  أكثر من 6 ساعات يوميا تتخللها فترة أو أكثر لتناول الطعام والراحة، بحيث لا يعمل الطفل أكثر من 4 ساعات متصلة، مع حظر العمل فترات إضافية أو في أيام العطلات، وفي جميع الأحوال يمنع العمل بين السابعة مساء والسابعة صباحا.

تحديث البيانات المتعلقة بعمالة الأطفال في مصر للمساعدة في دراسة عمالة الأطفال بشكل أكثر واقعية.

توفير البيانات الخاصة بعدد الأطفال المنخرطين في العمل المنزلي، وتوفير نظام رقابة وإشراف لهذه المهنة.

توسيع مظلة الحماية الاجتماعية التي تضمن عدم لجوء الأسرة محدودة الدخل لعمل الأطفال وضمان عدم تسريبهم من العملية التعليمية.

تعديل التشريعات التي تجيز عمل الأطفال في مجال الزراعة.

توفير المراكز التعليمية المهنية البديلة للأطفال العاملين الذين تسربوا من التعليم: 

  1.  الجدير بالذكر أن الضحايا اللاتي تم انتشالهن حتى كتابة هذا البيان هن:    

جنا إيهاب 15 سنة، وتهاني السيد 40 سنة، وجنا أحمد 13 سنة، وروضة رجب، وشهد محمد 15 سنة، وملك عادل 14 سنة، ويسري مجدي وهاجر أحمد وروان رمضان وآلاء رمضان 15 سنة. ويتبقى 6 فتيات أخريات جارى البحث عن جثماناهن

والفتيات اللاتي نجون من الحادث نتيجة لخروجهن من الميكروباص وتوجههن لأعلى المعدية قبل وقوعه بالنيل هن: ميادة رمضان 17 سنة، وأميرة ضياء 12 سنة، وجومانة عرفة 13 سنة، وسميرة عبد العزيز 36 سنة، وصبحية صلاح 49 سنة، وسماح وحيد 20 سنة، ونسمة محمد 14 سنة، وحبيبة دياب 17 سنة، وجنات أحمد 14 سنة..

المؤتمر الدائم للمراة العاملة

21 /5 /2024  

 

إضافة تعليق جديد