فى ظل الهجمة الشرسة التى تواجها النقابات المستقلة والتى وصلت إلى حد القبض على قيادات تلك النقابات وتسارع وتيرة الملاحقات القضائية لرموزها خلال الشهور القليلة الماضية، وتحت شعار "دعما للنقابات المستقلة" يعقد اتحاد عمال مصر الديمقراطى دورة الانعقاد العادية لجمعيته العمومية، وذلك يوم الجمعة القادمة الموافق 11 ابريل 2014 بمقر جمعية الصعيد – 65 شارع القبيصى - الضاهر – غمرة.. 

حيث يحضر افتتاح أعمال الجمعية العمومية التى ستبدأ أعمالها فى الساعة التاسعة والنصف صباحا ممثلين عن رؤساء الأحزاب السياسية.. أ/ عبد الغفار شكر -رئيس حزب التحالف الشعبى، د/ هالة شكر الله -رئيس حزب الدستور، د/ احمد حسن البرعى- وزير القوى العاملة الأسبق، أ/ محمود العلايلى -السكرتير العام لحزب المصريين الأحرار، أ/احمد فوزى أمين عام الحزب المصرى الديمقراطى، أ/ عصام شيحة -عضو الهيئة العليا لحزب الوفد والمستشار القانونى والسياسـى للحزب، م/ صبرى فوزى -عن حزب العيش والحرية تحت التأسيس.. مع حضور لفيف من ممثلى منظمات المجتمع المدنى المصرى، والمنظمات العمالية الدولية وعلى رأسها منظمة العمل الدولية والاتحاد الدولى للنقابات وممثلين عن عدد من الاتحادات الدولية النوعية، والعديد من قيادات العمل النقابى والعمالى فى مصر.

حيث تستهدف خطة عمل الاتحاد العام القادم الدفاع عن حق العمال المصريين ومساندتهم فى بناء نقاباتهم المستقلة بحرية، وتمكين النقابات من مواجهة التحديات التى تصادفها، وإعلاء قيم العمل الجماعى والديمقراطى والوحدة فيما بينها، وتطوير أداءها وقدراتها وتعزيز قدراتها على الأخص فى المفاوضة الجماعية على كافة المستويات.

فقد مرت سنوات ثلاث على إعلان الحريات النقابية ولم تزل النقابات المستقلة فى موقعها الانتقالى – لم تبرحه- فلم تتمكن حتى الآن من الفوز بقانون الحريات النقابية.. لم تلبث تراوح بين التقدم والتراجع.. تتحرك فى مساحة محدودة تتسع أحيانا وتضيق أحيانا تبعا لتغيرات الحكومات المتعاقبة، تتربص بها نزعات الاستبداد ودعوات العودة إلى عصوره، ويتهددها فساد وبيروقراطية ما زالا يعششان فى كل ركن، وهى حديثة العهد لم تشب عن الطوق بعد.. مكبلة بضعف تجربتها وخبراتها، محملة بآثام مجتمع لم يعتد قبول الأخر، ولم يتعلم كيف يبنى الوحدة دون مصادرة الخلاف، كيف يكون الجدل الاجتماعى والحوار والمفاوضة.. كيف يولد الاتفاق من رحم المنازعة، كيف يمكن للمصالح المتعارضة أن تتقاطع أحيانا وان تستقر عند نقطة يحدث عندها التوازن..

سنوات ثلاث مرت على إعلان الحريات النقابية الذى ولد على خلفية الثورة وفى زخم آمالها الكبار.. لكن النقابات المستقلة تواجه الآن تحديات كبرى.. نعم استطاع العمال تكوين مئات النقابات.. نعم نمت العديد من النقابات وباتت ملء السمع والبصر.. نعم تكونت اتحادات إقليمية ونوعية وعلى المستوى القومى.. نعم تمكنا من الحصول على نص دستورى يكفل الحريات النقابية.. لكننا نواجه مجددا هجمة لا يستهان بها.. كالعادة مع كل موجة اضرابية جديدة تستهدف النقابات المستقلة باعتبارها محرضا أو سببا وأحيانا متآمرا.. وكالعادة أيضا يطل برأسه من جديد الحديث المضلل عنها باعتبارها مرادفا للفوضى وداعيا للانقسام..

يذكر انه فى الفترة من 19 مارس 2014 وحتى 2 ابريل 2014 انتهت أعمال الحلقة الأولى من حلقات عقد الجمعية العمومية للإتحاد، حيث عقدت فى الحلقة الأولى عشر مؤتمرات إقليمية ونوعية للكيانات والنقابات المكونة للاتحاد، والتى تجاوزت 175 نقابة بعضوية تزيد عن  200 ألف عضو، حيث عقدت المؤتمرات الإقليمية للنقابات المكونة لكل من: الاتحاد الإقليمى لنقابات مدينة السادات، نقابات مدينة العاشر من رمضان، المؤتمر الإقليمى لنقابات منطقة الدلتا، المؤتمر الإقليمى لنقابات منطقة القناة، المؤتمر الإقليمى لنقابات محافظة الإسكندرية، المؤتمر الإقليمى لنقابات جنوب الصعيد، المؤتمر الإقليمى لنقابات محافظة القاهرة الكبرى، مؤتمر النقابة العامة المستقلة لعمال النقل العام، مؤتمر الاتحاد النوعى للعاملين بالبريد و مؤتمر النقابة العامة للباعة الجائلين.

وقد قامت المؤتمرات بإعادة ضبط العضوية وقبول العضويات الجديدة وبالتالى إعادة ضبط عضوية المجلس العام والذى وصل عدد أعضاءه لأكثر من 60 عضوا نتيجة زيادة عضوية النقابات وضم عضويات جديدة.

ويأمل أعضاء عمال مصر الديمقراطى أن تكون أعمال جمعيتهم العمومية هى بداية إنطلاقة جديدة لأعمال الاتحاد من أجل تحسين شروط وظروف العمل ودفاعاً عن حقوق العمال المصريين، وعلى رأسها حقهم فى إنشاء نقاباتهم بديمقراطية، نقابات مستقلة لا تخضع إلا لإرادة العمال.

 

 

 الأمين العام                                               الرئيس

 

 

  هانى عفيفي                                        سعد شعبان