انطلاقا من رؤيتنا أنه لا يمكن فهم التاريخ السياسي والاجتماعي والاقتصادي بجميع أبعاده، بمعزل عن تجارب النساء التي تعتبر مكوناً اساسياً في صناعة التاريخ. ولا يمكننا فهم العلاقات وأدوار النساء بمعزل عن التطورات السياسية تكمن فكرة أهمية التاريخ الشفوي.

قصة مبسطة لـ قضية فلسطين للأطفال و المسجد الأقصى

لذلك ومن خلال حملتنا بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة كافة أشكال العنف ضد المرأة اعتبارا من اليوم وحتى العاشر من ديسمبر 2023 الموافق اليوم العالمي لحقوق الانسان سوف نستعرض سويا يوميا في الساعة السابعة مساءًا دور المرأة الفلسطينية في تاريخ فلسطين ونتناول كل يوم قصة من قصص نضال المرأة الفلسطينية التي تجسد أهمية دورها في" التحدي والصمود " حيث تعدُّ المرأة الفلسطينية أيقونة النضال الفلسطيني ضد الاحتلال الصهيوني الغاشم؛ فهي التي تغرس في أبنائها حقوقهم، والسعي وراءها لاستردادها من الكيان المغتصب.

إن المتابع للمشهد الفلسطيني منذ بداية الاحتلال الصهيوني يجد أن المرأة الفلسطينية تعاني أيَّنما عناء، لكنَّها حملت على عاتقها تكوين براعم الوعي الفلسطيني لمقاومة الاحتلال، وتنشئة أبنائها على النضال. فبعد النكبة الفلسطينية عام 1948م، واندلاع المأساة الإنسانية - التي لا تزال قائمة حتى يومنا هذا - والتي نتج عنها تشريد وتهجير أبناء الشعب الفلسطيني وسلب أراضيه وتهويدها، بدأت تصارع الزمن واقفة إلى جوار الرجل للحفاظ على ما تبقى من الوطن المنهوب وحق العودة المسلوب؛ فأصبحت نموذجًا يُقتدى به، حيث جمعت بين حُسْنيين؛ جهادها ومقاومتها؛ فكان لها نصيب من الشهادة والجُرح في ميادين الجهاد، ومرارة الأسر وظلامه، وظلم السَّجان وبطشه، وصبرها وعنائها في تربية وتنشئة أبنائها. ولم تكن في أي وقت بعيدة عن الأحداث والمشهد الفلسطيني، بل كانت في قلبه حتى الرمق الأخير؛ فقد شاركت المرأة الفلسطينية في فعاليات كثيرة كان أولها "هبّة البراق" عام 1929م ومرورًا بالانتفاضتين الأولى عام 1987م والثانية عام 2000م، ومسيرات العودة التي بدأت في يوم الأرض 30 مارس 2018م ولما للمرأة الفلسطينية من دور مهم لا يتجزأ عن النضال الفلسطيني؛ لذلك يسعى العدو الصهيوني بكل وسائله وأجهزته القمعية إلى إخماد شعلة هذا النضال. إلا أن المرأة الفلسطينية تضرب أروع الأمثلة في مواصلة النضال إيمانا منها بنبل قضيتها وأهمية دورها. 

 فتحية إجلالٍ للمرأة الفلسطينية في كل مواقعها.