جريدة الدستور: المؤتمر الدائم للمرأة العاملة وحملة مناهضة العنف ضد المرأة

أخبار
السبت, ديسمبر 26, 2020 - 11:34

المؤتمر الدائم للمرأة العاملة
وحملة مناهضة العنف ضد المرأة
_________________
كتبت دكتورة/ كريمة الحفناوى
فى الدستور / الجمعة 25 ديسمبر2020
_________________

يهتم المؤتمر الدائم للمرأة العاملة، برئاسة الدكتورة أمل عبدالحميد، منذ نشأته وبالتعاون مع دار الخدمات النقابية والعمالية بمناقشة قضايا المرأة من أجل عالم خالٍ من العنف والتمييز، ومن أجل تحقيق المساواة بين الرجال والنساء فى الحقوق والواجبات، ومنذ سنتين أثار المؤتمر قضية العاملات فى المنازل، وطالب بتصديق مصر على الاتفاقية رقم «١٨٩» الصادرة من الأمم المتحدة بشأن حماية العاملات فى المنازل، وبالتعاون مع المنظمات التى تدافع عن قضايا المرأة ومع نواب ونائبات مجلس النواب، تم تقديم مشروع قانون لحماية العاملات فى المنازل وتوفير الضمانات الاجتماعية لهن وتجريم العنف الواقع عليهن من أصحاب العمل.

فى عام ٢٠١٩ تمت مناقشة الاتفاقية رقم «١٩٠» الصادرة من الأمم المتحدة فى يونيو ٢٠١٩، الخاصة بـ«مناهضة العنف والتحرش فى عالم العمل».

وبمناسبة الاحتفال باليوم العالمى لمناهضة العنف ضد المرأة- الذى بدأ يوم ٢٥ نوفمبر لمدة ١٦ يومًا وانتهى فى ١٠ ديسمبر، الموافق صدور الإعلان العالمى لحقوق الإنسان- أطلق المؤتمر الدائم للمرأة العاملة عام ٢٠٢٠ حملة لمطالبة الحكومة المصرية بالتصديق على الاتفاقية «١٩٠».

استمرت الحملة مدة ١٦ يومًا استعرضت من خلالها بنود الاتفاقية مع الشرح والتوضيح والنقاش من خلال مؤتمرات إلكترونية عن بُعد، وانتهت بعرض فيلم «فى زمن الفراشات» فى دار الخدمات النقابية مع أخذ كل الاحتياطات الخاصة بالوقاية من فيروس كورونا، ويعرض الفيلم قصة جريمة قتل الأخوات الثلاث «ميرابال»، وهن باتريا ومينيرفا وماريا تيريزا، الناشطات السياسيات فى جمهورية الدومنيكان، اللاتى قاومن الممارسات الوحشية لنظام الديكتاتور «روفائيل تروخيو» فى الستينيات، مما أدى إلى اعتقالهن واعتقال أزواجهن فى السجون عام ١٩٦٠، وبعد حملة قوية مطالبة بالإفراج عنهن أفرجت السلطات عن الشقيقات الثلاث، بينما أبقت على أزواجهن فى السجن، ولكن «تروخيو» أبى أن تعيش الفراشات «وهو الاسم الذى تم إطلاقه عليهن» يهددن عرشه، فقرر التخلص منهن أثناء عودتهن من زيارة أزواجهن بالسجن، حيث استوقف رجال الديكتاتور الحاكم السيارة التى كانت تقلهن فى طريق العودة وقتلوهن بالرصاص وقتلوا السائق وألقوا بالسيارة من فوق أحد المنحدرات، وعاشت الأخت الرابعة التى لم تكن معهن لتحكى الحكاية، محليًا وعالميًا.

وبعد عدة سنوات، وفى عام ١٩٨١ طالبت مجموعة من النساء فى كولومبيا بأمريكا اللاتينية بتخليد ذكرى الفراشات الثلاث، وفى عام ١٩٩٩، وبعد مطالبات مستمرة من العديد من المنظمات الحقوقية النسائية فى العديد من بلدان العالم، تم الاحتفال وصدور قرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة تعلن فيه أن يوم ٢٥ نوفمبر من كل عام يوم للتوعية بجميع أشكال العنف ضد المرأة، سواء داخل الأسرة أو خارجها. ومن الجدير بالذكر أن قتل الشقيقات الثلاث كان بمثابة الشرارة لثورة ضد تروخيو وزيادة الغضب الشعبى، مما أدى إلى اغتياله على يد مجهولين رميًا بالرصاص فى ٣٠ مايو ١٩٦١ بعد ٣٠ سنة من حكمه للبلاد «١٩٣٠- ١٩٦١».

وانتهت الحملة فى يوم ١٠ ديسمبر بإصدار بيان ختامى يحمل العديد من التوصيات الخاصة بقضايا المرأة، كما وجه المؤتمر الدائم للمرأة العاملة رسالة للنقابات العمالية والمهنية لتقوم بدورها تحت عنوان «نحو الدور المفترض للنقابات تجاه قضايا النساء العاملات والنقابيات»، تضمنت الرسالة مطالبة النقابات بأن تدعم تمكين المرأة والدفع بها فى النقابات ودعم وإبراز دورهن فى الدفاع عن حقوق المرأة العاملة مع تبنى برنامج مطلبى يتناول مناهضة كل أشكال التمييز فى العمل «الأجور، أو الترقيات، أو التدريبات النوعية لرفع مهاراتهن، أو الاعتراف بخصوصية قضايا النساء ومشاكلهن داخل العمل». وطالبت الرسالة النقابات بالالتزام بـ:

- تمكين النساء العاملات من ممارسة العمل النقابى وإشراكهن فى المفاوضات الجماعية واتفاقيات العمل.

- القضاء على الميراث الثقافى الاجتماعى الذى يعتبر أن المشاركة فى العمل العام كالعمل النقابى والسياسى، مقصورة على الرجل دون المرأة.

- دعم النساء العاملات والنقابيات للتبليغ عن حالات التحرش الجنسى وكل أشكال العنف التى يتعرضن لها.

- القيام بحملات ممتدة للقضايا ذات الأولوية الخاصة بالحماية التشريعية للفئات الأكثر تهميشًا فى القطاع غير الرسمى كعاملات المنازل، لوصولها إلى صناع القرار بمؤسسات الدولة.

إن العمل المستمر من أجل حماية النساء، ومن أجل توفير فرص عمل متساوية للنساء والرجال على أساس تكافؤ الفرص مع تحسين الأجور والمعاشات وضمان بيئة عمل آمنة تساعد على استقرار ونهضة وتقدم المجتمع.
https://www.dostor.org/3306670

إضافة تعليق جديد