حسين مجاور.. رحلة كفاح

مقالات
الثلاثاء, نوفمبر 17, 2015 - 02:00
 
فى أواخر عام 2006 تم انتخاب حسين مجاور "رئيساً للاتحاد العام لنقابات عمال مصر"..  تلك الانتخابات التى حكم القضاء حكماً نهائياً ببطلانها، نتيجة لما شابها من تزوير.
ولم يكن منصب رئيس الاتحاد هو المنصب الوحيد الذى شغله حسين مجاور حينذاك فقد كان واحداً من أهم قيادات الحزب الوطنى والمتحدث باسم الحزب فى البرلمان ورئيس لجنة القوى العاملة بالمجلس، وبالطبع كان حسين مجاور مدافعاً عن كل سياسات مبارك التى أدت إلى ضياع حقوق العمال وبيع شركات القطاع العام وعلى رأسها  شركة أسمنت طرة التى كان يعمل بها، تلك الصفقة التى جاءت ضمن برنامج الخصخصة التى حامت حوله شبهات كثيرة، وعند اندلاع ثورة 25 يناير ناصب الاتحاد العام للنقابات بقيادة حسين مجاور العداء للثورة بإصدار بيانات رافضة للثورة ومؤيدة لمبارك ، وفى يوم 2 فبراير قاد حسين مجاور مجموعة من قيادات الاتحاد العام لنقابات عمال مصر وقاموا بالمشاركة فى الاعتداء على المعتصمين بميدان التحرير فى محاولة بائسة للانقضاض على الثورة فيما سمي إعلامياً "بموقعة الجمل".
واليوم نكشف مكسب من المكاسب العديدة التى حققها حسين مجاور من وراء منصبه النقابى ومناصبه السياسية، فالرجل بحكم منصبه النقابى المفترض أنه يمثل العمال فى مواجهة شركة شمنت الايطالية المالك لشركة السويس للأسمنت، تلك الشركة التى استطاعت أن تستحوذ على حصة كبيرة فى سوق الأسمنت فى مصر بعد استطاعتها امتلاك شركات (اسمنت طرة وحلوان للأسمنت والقطامية للأسمنت).
هذا الرجل تم تعيينه منذ 24/7/2008 مستشاراً لدى الشركة براتب 300.000 جنيه  (ثلاثمائة ألف جنيه) سنوياً.. بالإضافة إلى مكافأة شاملة قدرها  300.000 جنيه (ثلاثمائة ألف جنيه) سنوياً، والدفع بعد ستة أشهر من تاريخ التعاقد.. بالاضافة إلى  300.000 جنيه (ثلاثمائة ألف جنيه) سنوياً تُدفع عند نهاية مدة العقد. 
بالاضافة لما نص عليه البند الرابع من العقد: "يستحق المستشار بخلاف الأتعاب المشار إليها عاليه المزايا التالية على أن تتحمل الشركة كافة المصروفات الخاصة بها":
استخدام سيارة من سيارات الشركة ماركة جيب شيروكى موديل 2005  لوحة رقم 427483 شاسيه وموتور رقم 45968
تخصيص سائق.
استخدام المحمول رقم 0109990147
أى أن الرجل سوف يتقاضى فى السنة الواحدة 900.000 جنيه (تسعمائة ألف جنيه).
 وكل ذلك واضح فى صورة العقود المبرمة بينه وبين الشركة منذ  24/7/2008  وحتى 23/7/2011.
فى الوقت الذى كان المستشار "حسين مجاور" يتقاضى من إدارة شركة السويس للأسمنت تسعمائة ألف جنيه سنوياً، كان عمال الشركة يتم إخراجهم على المعاش المبكر، والمتبقى منهم يناضلون فى مواجهة إدارة الشركة من أجل الحفاظ على حقوقهم دون أى مساندة من السيد "حسين مجاور" رئيس الاتحاد العام للنقابات.
هذه صورة واحدة من صور المكاسب التى حصَّلَها أحد الأشخاص، كل مؤهلاته أنه أحد قيادات الحزب الوطنى الحاكم حينذاك، هذه الصفة كانت كفيلة بأن تحول "حسين مجاور" من عامل بسيط إلى مستشاراً لدى شركة شمنت الايطالية إحدى كبريات الشركات المتعددة الجنسيــة والمتحكمــة فى ســوق الأسمنت فى العالم.
واليوم يعود حسين مجاور مرة أخرى للمشهد السياسى مترشحاً لبرلمان 2015 ضمن جحافل قيادات الحزب الوطنى الزاحفة للبرلمان.
 
كمال عباس
المنسق العام لدار الخدمات النقابية والعمالية

إضافة تعليق جديد