حكايـة احـتفال

مقالات
الثلاثاء, مايو 2, 2017 - 11:18

السنة الماضية ومنذ بداية إعلاننا عن إقامة مؤتمر فى نقابة الصحفيين احتفالاً بعيد العمال، لبى الدعوة مئات من القيادات العمالية من المناطق العمالية والقطاعات الصناعية المختلفة.

وفى الطريق لمقر نقابة الصحفيين وجدنا كل الطرق المؤدية للنقابة مغلقة وتحت الحراسة المشددة، بذلنا كل الجهود الممكنة للمرور إلى باب النقابة دون جدوى، الرد كان واحد "ممنوع". ليه ممنوع يا باشا؟! ده مؤتمر ممنوع ليه احنا متفقين مع مجلس النقابة ودافعين إيجار القاعة.. ممنوع.. ممنوع.. ممنوع هى الكلمة التى سددت كل الطرق أمامنا. قررنا أن نستبدل مكان المؤتمر وعقدناه فى مقر دار الخدمات النقابية فى شارع القصر العينى، تجمعت القيادات العمالية فى مقر الدار الذى ضاقت جنباته بأعداد الحاضرين، ومَن لم يلقى موطئ لقدمه داخل المكان وقف فى المدخل أو على السلم وراح يسترق السمع لكلمات القيادات العمالية والقيادات السياسية والبرلمانيين الذين تضامنوا معنا. أصروا على المجئ.

 هذا العام واجهتنا كلمة "ممنوع" منذ البداية، ترددنا على كل الأماكن مقرات نقابات مهنية- نوادى – مقرات جمعيات على أمل الحصول على قاعة تتسع للمشاركين فى الاحتفال، ولكن سُدت كل الأبواب فى وجهنا ولم نلق إلا كلمة واحدة "ممنوع".. يا أستاذ يا باشمهندس ده مؤتمر ممنوع ليه؟.. الأوامر والتعليمات كده، طوارئ احنا بنواجه الإرهاب.. طيب احنا مش الإرهاب وحد قال إن مواجهة الإرهاب بإنك تسد كل منافذ التعبير لدرجة إنك تمنع عمال من الاحتفال بعيدهم؟! اتعودوا طوال السنين الماضية إنهم يحتفلوا بيه رغم إنه كان فيه طوارئ وإرهاب، ورغم ذلك كنا بنقدر نأجر قاعة مركز شباب أو نادى فى حلوان أو المحلة، ونقيم بها احتفالنا، وفى أول مايو بعد ثورة 25 يناير كان قرارنا إقامة الاحتفال بعيد العمال فى ميدان التحرير، قبلها بيومين بدأت الاعتراضات من المجلس العسكرى وبدأ وضع العراقيل، ولكننا أصرينا على إقامة أول احتفال بعيد العمال بعد الثورة فى ميدان الثورة، ومع بداية الاحتفال فوجئنا بمجموعات مدفوعة - من المواطنين الشرفاء!- تهاجم منصة الاحتفال، وذلك تحت سمع وبصر القوى العسكرية المتواجدة فى الميدان، ولم نستطع استكمال الاحتفال. ومع إصرارنا على الاحتفال بعيد العمال نجحنا فى إقامة الاحتفال فى مدينة حلوان.

والسؤال هنا الذى يطرح نفسه، لماذا تصر السلطة باستخدام كل السبل لمنع العمال من الاحتفال بعيدهم؟!.. والجواب بكل بساطة لأن السلطة تصر أن يكون الاحتفال بعيد العمال تحت سيطرتها، هى التى تعد ترتيباته وتحدد مكانه وتحدد موعده الذى عادةً ما يجئ فى غير موعده، مرة فى 28 إبريل، ومرة أخرى 30 إبريل وأيضاً تحدد كلمات المتحدثين التى لا تخرج عن كونها وصلة نفاق للحاكم وتوكل أمر التنفيذ شكلياً للمؤسسة الرسمية  (اتحاد العمال الحكومى) التى عينتها السلطة وأغدقت علي أعضائها من عطاياها وفى كل عيد عمال يؤكد هؤلاء الذين عينتهم السلطة للحديث باسم العمال زوراً وبهتاناً بأنهم سيبقون دائماً وأبداً نقابيين فى خدمة السلطات.

ويبقى أول مايو يوم العمال الذى يرفعون فيه راياتهم فى كل أرجاء العالم.
تحية للعمال المصريين المكافحين من أجل حقهم فى العيش بكرامة ومن أجل العدالة الاجتماعية والحرية والمجد لشهداء الطبقة العاملة.

كمال عباس

المنسق العام لدار الخدمات النقابية والعمالية

إضافة تعليق جديد