قرر عمال الشحن والتفريغ في ميناء برشلونة "التوقف عن التعاون مع السفن التي تحتوي على مواد حربية". جاء ذلك في بيان صدر عقب اجتماع لجنة العمل. وتشير منظمة عمال الشحن والتفريغ في ميناء برشلونة (OEPB)، وهي نقابة الأغلبية بين عمال الشحن والتفريغ البالغ عددهم 1200 في برشلونة، إلى أنها اتخذت هذا القرار "لحماية السكان المدنيين، بغض النظر عن المنطقة". لكن العمال يؤكدون "الرفض المطلق لأي شكل من أشكال العنف" ويعتبرون أنه "واجب والتزام" بالدفاع "بشدة" عن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. ويقولون إن الحقوق "تُنتهك" في أوكرانيا أو إسرائيل أو في الأراضي الفلسطينية.

وبهذه الطريقة يتفق العمال على عدم تحميل أو تفريغ أو تسهيل مهام أي سفينة تحتوي على أسلحة. ولكن ليس لدى عمال الشحن والتفريغ "القدرة على معرفة ما هو موجود في الحاويات بحكم الأمر الواقع" ولذلك قد وضعوا أنفسهم بين أيدي المنظمات غير الحكومية وهيئات المساعدة الإنسانية التي قد تكون لديها معرفة بشحنات الأسلحة القادمة من ميناء برشلونة. وهم يتذكرون المقاطعة التي قاموا بها بالفعل في عام 2011 في سياق الحرب الليبية، والتي تعاونوا خلالها مع جهات مختلفة لعرقلة شحن المواد الحربية.

وعلى الرغم من أن الحكومة أكدت أنها لا تخطط لتصدير أسلحة فتاكة إلى إسرائيل يمكن استخدامها في غزة، فإن عمال الرصيف يدركون أنه في عام 2023 وحده، اشترت إسبانيا مواد عسكرية من إسرائيل بقيمة 300 مليون يورو، بالإضافة إلى 700 مليون يورو أخرى متفق عليها للحصول على الأسلحة للسنوات القادمة. ويصر العمال على أنهم بهذا البيان لا يتخذون موقفًا سياسيًا في الصراع، بل يدعون ببساطة إلى وقف إطلاق النار وتوزيع المساعدات الإنسانية. وأضاف "إنه ليس بيانا سياسيا، نريد فقط استنفاد كل سبل الحوار قبل استخدام العنف".

وبهذه المبادرة، ينضم عمال الموانئ في برشلونة إلى مجموعات أخرى من العمال مثل عمال الشحن البلجيكيين، الذين أعلنوا أيضًا أنهم لن يسمحوا بشحن المواد العسكرية إلى إسرائيل أو فلسطين. إن المقاطعة ليست استراتيجية جديدة: فقد قام عمال الرصيف من مختلف أنحاء العالم بتنفيذها بالفعل في لحظات الصراع في السنوات الأخيرة. على سبيل المثال، خلال الصراع في قطاع غزة في عامي 2008 و2009، رفض عمال الشحن والتفريغ من إيطاليا وجنوب أفريقيا والولايات المتحدة بالفعل التعامل مع الشحنات القادمة من إسرائيل. (المصدر : جريدة elDiario  الأسبانية)

وتثمن دار الخدمات النقابية والعمالية مواقف نقابات عمال النقل والشحن والتفريغ في بلجيكا وأسبانيا التي قررت القيام بدورها النقابي وتحمل المسئولية الأخلاقية والتضامن مع حقوق الشعب الفلسطيني وتدعو دار الخدمات جميع النقابات والمنظمات العمالية في العالم لدعم هذا التوجه والضغط بكل وسيلة ممكنة للتضامن مع حق الشعب الفلسطيني.