عندما ابتسم المخلوع 

مقالات
الثلاثاء, أبريل 29, 2014 - 02:39


حلمنا بالحرية والعدل.. ثورنا وانتصرنا .. أو هكذا هيأ لنا !! 
ونزلنا ننضف الشوارع والميادين ، نرسم علي الحيطان صور الشهداء ، نعيد تسمية الشوارع بأسماءهم .. كانت الابتسامة الحلوة الرايقة مليا وشوش المصريين ، مرة واحدة حسيت أننا كيان واحد ، مسلم مسيحي ، اخواني يساري، ليبرالي الي سلفي ، كلنا كنا شبه بعض .. كان ضحكنا عالي في الشوارع وأغانيينا مطولة سهراية الليل علي القهاوي ، قدام الحارات كانت البيوت في القري مفتوحة علي بعضها ، كلنا كان عندنا حلم واحد ، هانبني بلدنا هانطهرها من الفساد وهانقسم لقمتنا وهانعيد فلوسنا المنهوبة ، خلاص من النهاردة مفيش كبت للحريات ولا قهر ولا سجين رأي.. وبعدين موش عارف أمتي بالضبط يمكن يوم أستفتاء 19 مارس أستفتاء الجنة والنار، يمكن يوم مذبحة ماسبيرو او محمد محمود ، يمكن يوم ما صرخ الأخوان بكل قوتهم الشرعية للبرلمان موش للميدان !!
المهم بدء الحلم يتسرسب من بين أيدينا لحد ما تحول لكابوس ، الشباب اللي خرج للميادين يواجه الخراب بصرخة سلمية، ويطالب بالحرية دلوقتي محبوس ، الايدين اللي رفعت رايات الحريه في الميادين هي نفسها مقيده بالكلابشات .
عادت الوجوه القديمة بنفس خطاب النفاق عودة كاملة الجبروت ، توجه أتهامات العمالة والخيانة للذين ثاروا من أجل الحرية والعدالة .. أعتدل المخلوع في قفصه وراح يلوح ويوزع أبتساماته علي أتباعه !!
وبالأمس أستقبل رئيس الوزراء كما كان يفعل سابقيه في عهد المخلوع أعضاء الأتحاد الحكومي ، نفس الوجوه التي ثار عليها العمال ، نفس الذين عادوا الثورة منذ أندلاعها ونزلوا في موقعة الجمل يحاولون هزيمتها ، عادوا يتحدثون مع رئيس الوزراء عن العمال والعمال مصادرة حرياتهم ، محبوسين البعض منهم في الأسكندرية وفى بورسعيد وأخرين ينتظرون في الطابور، فقد أصبح طابور المدافععين عن الحرية والحقوق هو نفسه طابور الزنازين. 

كمال عباس
المنسق العام لدار الخدمات النقابية والعمالية

إضافة تعليق جديد