متى يعود سامح لأطفاله؟

بيانات صحفية
الخميس, نوفمبر 30, 2023 - 16:53

قررت محكمة جنايات القاهرة أمس الأربعاء 29 نوفمبر 2023 تجديد حبس الزميل سامح زكريا العامل بهيئة الاسعاف 45 يوما أخرى وبذلك يكمل خمسة عشر شهرا بعيدا عن أسرته.

وبهذه المناسبة ندعوكم لتذكر أخوة وزملاء لا يزالون يقبعون في السجون في انتظار محاكمات تتأخر لسنوات وقد لا تأتي أبدا. سنوات يضيع فيها أعمار المسجونين وصحتهم وتتضرر أسرهم وأطفالهم بدون بارقة أمل في لقاء قريب. والمشكلة تكون أكثر إيلاما عندما يكون الشخص المسجون في حالة صحية خطيرة وخارج دائرة الاهتمام الاعلامي أو السياسي فيبدو وكأنه قد تم نسيانه ولم يعد له من أنصار يدعمون أسرته أو يطالبون بخروجه.

ونحكي جانب من قصة سامح زكريا لأنه من ضمن هؤلاء المنسيين، فهو مجرد عامل بسيط، ولكنه مجتهد، في مرفق الاسعاف، وقد كانت نتيجة اجتهاده في عمله اختياره ضمن فرق الارتكاز بهيئة الاسعاف، وهى الفرق المنوط بها حضور المؤتمرات الدولية وتأمين كبار المسئولين بالدولة. وبالطبع لا يتم اختيار أحد ضمن أفراد هذه الفرق الا بعد اجراء بحث أمني دقيق للتأكد من ان هذا الشخص ليس له أى سوابق أو أنشطة مخالفة للقانون أو معارضة لنظام الحكم.

لم يكن سامح سياسيا مشهوراً أو ناشطاً من نشطاء المعارضة، بل كان شاب مصري يكافح في عمله ليتمكن من إعالة أسرته التي تعتمد عليه بشكل كامل، زوجته وأطفاله الثلاثة – أكبرهم بعمر الثامنة وأصغرهم بعمر الثانية – ووالدته المسنة في الثمانين من عمرها. حيث فوجئت أسرته بالقبض عليه يوم 22 أغسطس سنة 2022 من منزله دون أى مقدمات، فقط ليختفي بعدها لأربعة أشهر كاملة لا يعرفون عنه شيئا. قبل أن يظهر للمرة الأولى في 21 ديسمبر الماضي في جلسة عرض فيها على النيابة ليتم تجديد حبسه على ذمة القضية رقم 2412 لسنه 2022 حصر أمن دولة حيث وجهت له النيابة تهم الانضمام لجماعة محظورة وتمويلها. ومنذ ذلك التاريخ وحتى الأمس توالت جلسات تجديد حبسه احتياطيا دون اطلاق سراحه أو تقديمه للمحاكمة لتسوء حالته الصحية، المعقدة أصلا، داخل السجن.

وقد وصلت حالة سامح الصحية لمرحلة خطيرة وتستحق الاهتمام العاجل، حيث كان قد أصيب بمرض نادر في طفولته يحتاج لمتابعة طبية دورية مستمرة وهو مرض تسوس عظام الأذن (العظام الحاجزة للمخ) والذي يهدد في حالة عدم السيطرة عليه، لا قدر الله، بالإصابة بالشلل الكلي. وبسبب هذا المرض حدث تمزق تام بغشاء الأذن اليمنى (طبلة الاذن) وقد أجريت له ثلاث عمليات، قبل السجن، لتكحيت عظام الأذن وترقيع للغشاء، وحصل ارتشاح في أذنه اليسرى، ليتم تركيب أنبوب تهوية لوقايتها من العدوى وهو الأنبوب الذي أكد طبيب السجن بعد ذلك أنه تحرك من مكانه ليسبب تمزق في طبلة الأذن اليسرى.

وقد كان سامح يتابع حالته بشكل شهري مع طبيب الأنف والأذن قبل الحبس ولكن توقفت المتابعة في السجن ليعاود المرض الظهور مرة أخرى بشكل أكثر خطورة ويؤدي لانقطاع السمع بشكل كامل في أذنه اليمنى ويهدد بفقدان حاسة السمع بشكل كلي. هذا بجانب تعرضه لخلل في توازنه مما أدى لسقوطه وحدوث قطع جزئي في غضروف الركبة قبل الحبس، تطور لقطع كلي بسبب ظروف الحبس.

ونذكركم ان أسرته تعاني أشد المعاناة بسبب حبسه، وتناشد المسئولين النظر لحالته وحالتها بعين الاعتبار حيث أنه العائل الوحيد لهم وحيث أن حالته الصحية تستدعي متابعة علاجه فورا قبل أن تتطور الحالة بشكل لا يمكن السيطرة عليه، كما أن أطفاله الثلاثة، جنى وهنا وعمر يحلمون بعودته ويجلسون بانتظاره بفارغ الصبر ومن الظلم أن يعاقبوا بغيابه دون ذنب منهم أو جريرة.

 

إضافة تعليق جديد