منظمة الفشل العربية

مقالات
الثلاثاء, سبتمبر 23, 2014 - 02:35

600 ألف جنيه وربما أكثر من أموال الشعب الفقير صرفتها الحكومة على استضافة مؤتمر العمل العربى الذى تنظمه منظمة العمل العربية الآن بالقاهرة، ولمن لا يعلم من العمال شيء عن هذه المنظمة.. نحب نقول له إنها منظمة ليست لها أى تلاتين لازمة.
فهذه المنظمة والتى تزيد ميزانيتها عن 35 مليون دولار سنوياً، ولدت كنسخة مشوهة لمنظمة العمل الدولية، وجاءت إلى الدنيا من أجل عقد اتفاقيات عمل عربية تلتزم بها الدول الأعضاء، وأن هذه الاتفاقيات يكون من شأنها تحسين أوضاع العمل والعمال فى البلدان العربية، وأيضاً لكى تقوم بتفعيل الحوار الاجتماعى بين أطراف العمل الثلاثة اللى هُما زى ما احنا عارفين: الحكومات والعمال ورجال الأعمال، أيضاً جاءت المنظمة للدنيا لكى تعمل من أجل بناء التكامل الاقتصادى بين البلدان العربية، وأيضاً تحسين شروط انتقال العمالة العربية لأسواق العمل العربية.. آه والله هذه المنظمة جاءت لتفعل كل ذلك!!.. وطبعاً هى لم تفعل أى شيء من كل ذلك منذ ولادتها حتى الآن، ودليلنا على ذلك أن اتفاقيات عمل عربية لم تصدر وإن صدرت لم تُحترم!.. بالنسبة للحوار، فهل سمع أى واحد منكم عن حوار اجتماعى عربى بين أطراف العمل الثلاثة، إذا كان حدث فأين نتائجه؟!.. أما عن حكاية التكامل الاقتصادى، فالحمد لله كل الأسواق العربية مفتوحة فقط للمنتج الأجنبى ومغلقة بالضبة والمفتاح أمام المنتج العربى.. إذا وُجد أصلاً!.
ولكن وإحقاقاً للحق.. الصورة ليست قاتمة لهذا الحد، فهذه المنظمة لها انجازاتها التى يجيء على رأسها أنها وفرت وظائف من النوع الممتاز اللى مرتباتها بالعملة الصعبة لأبناء أقارب المسئولين والمحاسيب بالبلدان العربية!.. كما أن هناك العديد من الخبراء والباحثين الذين عملوا على إعداد تقارير ودراسات تقاضوا عليها مبالغ وقدرها - وبرضه بالعملة الصعبة - كان مصيرها الأدراج بمقر المنظمة بالدقى.. كما يُحسب لهذه المنظمة انجازها العظيم بتوظيف السيد حسين مجاور الرئيس الأسبق لاتحاد النقابات الحكومية الذراع النقابى لنظام مبارك براتب متواضع قدره  6.200 دولار شهرياً (ستة آلاف ومائتين دولار شهرياً)، وذلك بالمخالفة للائحة المنظمة!!.
هذا غير الأموال التى تُصرف على المؤتمرات والاستقبالات والسفريات..وكلها حاجات جميلة، يستمتع بها ضيوف المنظمة، ولكنها لا تنعكس على حالة العمال الذين لا يرضى حالهم عدو ولا حبيب، وأكبر دليل على ذلك ما حدث فى مؤتمر العمل الدولى العام الماضى حيث وضعت لجنة المعايير بمنظمة العمل الدولية خمس دول عربية فى عين العدو على القائمة السوداء وهم: السعودية طبعاً عشان نظام الكفيل، وقطر لوفاة أكثر من 500 عامل نتيجة لظروف العمل السيئة والتى هى أقرب للسخرة التى يعملون بها، والجزائر لغياب الحريات النقابية، واليمن لتشغيل الأطفال.. وكما نرى كلها انتهاكات من النوع الثقيل وإن دلت على شيء تدل على مدى ضياع حقوق العمال فى بلداننا العربية. الغريب أنه عند مناقشة تقرير لجنة المعايير، انتظر الجميع أن يقف مدير منظمة العمل العربية - والذى كان حاضراً المؤتمر - ليدافع عن الدول الأعضاء بمنظمته إلا أن الرجل فص ملح وذاب، ولم يعثر له على أثر فى أرجاء منظمة العمل الدولية منذ تاريخه.
مش قلت لكم منظمة ملهاش أى تلاتين لازمة.



كمال عباس

المنسق العام لدار الخدمات النقابية

إضافة تعليق جديد