8 مارس يوم المرأة العالمى.. "خبز و ورود"

بيانات صحفية
الخميس, مارس 5, 2015 - 22:29

 

فى يوم 8 مارس يحتفل العالم باليوم العالمى للمرأة تحية لكفاح المرأة وتضحياتها وانتصاراتها، فقد خاضت المرأة العاملة كفاحاً مريراً فى مواجهة الاستغلال والتمييز. ظهرت فكرة يوم المرأة العالمى لأول مرة فى بداية القرن الثامن عشر الذى شهد خلاله العالم الصناعي توسعا واضطرابات أدت الى تنامى للأفكار الثورية وبدايات تنظيم النساء لأنفسهن فى مواجهة الاستبداد وشروط العمل المجحفة والتى خرجت على أثرها آلاف النساء العاملات بقطاع النسيج والتفصيل فى مظاهرة حاشدة عام "1857" للاحتجاج في شوارع مدينة نيويورك على الظروف اللا إنسانية اللاتي كن يجبرن على العمل تحتها، ومطالبات بتقليص ساعات العمل اليومية، والمساواة في الأجور بين الرجال والنساء، وتحسين شروط العمل، ورغم أن الشرطة تدخلت بطريقة وحشية لتفريق المتظاهرات مما أدى إلى استشهاد 129 عاملة واعتقال المئات منهن إلا أن المسيرة نجحت في إجبار المسئولين السياسيين لطرح مشكلة المرأة العاملة على جداول الأعمال اليومية، كما تم تشكيل أول نقابة نسائية لعاملات النسيج في أمريكا بعد سنتين من تلك المسيرة الاحتجاجية..

هكذا يعلمنا درس التاريخ الذى حفظ لنا بين سطوره تواريخ مضيئة لنضالات المرأة العاملة.. عبر هذه النضالات استطاعت المرأة الحصول على المزيد من حقوقها فقد عادت الآلاف من عاملات النسيج للتظاهر من جديد في شوارع مدينة نيويورك يوم 8 مارس عام 1908 لكنهن هذه المرة حملن قطعاً من الخبز اليابس وباقات من الورود في خطوة رمزية لها دلالتها، واخترن لحركتهن الاحتجاجية شعار "خبز و ورود". حيث طالبت المسيرة بتخفيض ساعات العمل ووقف تشغيل الأطفال ومنح النساء حق الانتخابات.

وقد تم الاحتفال بأول يوم وطني للمرأة في الولايات المتحدة في 28 فبراير، كمناسبة لتكريم المشاركات في إضراب عمال مصانع الملابس بنيويورك عام 1908 احتجاجا على ظروف العمل وتدني الأجور. وفي عام 1910 أقر المؤتمر الاشتراكي الدولي الذى عقد في كوبنهاجن فكرة تخصيص يوم للمرأة دعما لكفاحها من أجل الحصول على حق المساواة ومكافحة التمييز ضدها بكافة أشكاله.

غير أن تخصيص يوم الثامن من مارس كعيد عالمي للمرأة لم يتم إلا بعد سنوات طويلة حيث وافقت منظمة الأمم المتحدة على تبني تلك المناسبة سنة 1977، عندما أصدرت قراراً يدعو دول العالم إلى اعتماد يوم 8 مارس يوماً عالمياً للمرأة، وذلك اعترافاً وتقديراً بنضالات المرأة وبمدى مساهماتها في جهود السلام والتنمية، والمطالبة بوقف كافة أشكال التمييز والعنف ضدها. وتحول بالتالي ذلك اليوم إلى رمز لنضال المرأة تخرج فيه النساء عبر العالم في مظاهرات للمطالبة بحقوقهن.

هكذا.. لم يكن طريق المرأة إلى الحرية ممهداً ويسيرا بل كان به الكثير من المشقة ومن جانب أخر قليل من الحقوق والحريات، لذلك تتجدد مطالبها كل عام... للتأكيد على دورها الفاعل والمؤثر فى المجتمع، حيث أسهمت نضالات النساء في العالم من أجل فرض قضية المرأة ومطالبها في المحافل الدولية، ومازالت المرأة تناضل حتى الآن للحصول على حقوقها ومكتسباتها.

.. فى هذا السياق يأتي احتفال " المؤتمر الدائم للمراة العاملة " بيومـ 8 مارس هذه السنة في ظروف خاصة ومرحلة انتقالية صعبة تعيشها البلاد وذلك التزاما من عضواته بمبادئ حقوق الإنسان الضامنة لحقوق المرأة حيث يعتبرها المؤتمر الدائم للمرأة العاملة رسالته، وإستراتيجية عمله لتحقيق أهدافه الذى تأسس من أجلها.. خاصة حقّ المرأة العاملة في المساواة وحق المرأة فى العمل الكريم وتكافؤ الفرص وحمايتها من التهميش والفقر والعنف والتمييز وتحسين ظروف العمل وتطوير الحقوق والمكاسب فى إطار المصادقة على الاتفاقيات الدولية الحامية لحقوق المرأة العاملة ومراجعة وتطوير وتعديل كافة التشريعات الوطنية المرتبطة بها.

لكى تتمكن جميع النساء العاملات من مواصلة دورهن الفاعل فى المشاركة المتميّزة لهن دائما إلى جانب مختلف مكونات المجتمع في الحراك الوطني، من أجل إرساء أسس الدولة المدنية الديمقراطية وتحقيق العدالة الاجتماعية، وانتصارا لحقوق المواطنة.

حيث أنه ورغم مسيرة النضالات الصعبة التى خاضتها المرأة المصرية مازلت تعانى من التهميش والإقصاء. لذلك علينا أن نواصل كفاحنا فى مواجهة كافة الأفكار الرجعية والمعادية لدور المرأة والمناهضة لحق المرأة المصرية فى المساواة.

فلنسير معا.. من أجل التأسيس لقيم المساواة والديمقراطية وعدم التمييز..

شعارنا

"لا تفريط فى حقوق النساء العاملات .. نعم لتطويرها من أجل حياة عادلة بلا تمييز"

 

المؤتمر الدائم للمرأة العاملة

5 مارس 2015

إضافة تعليق جديد