أحتفل العالم أمس الأحد 28 أبريل 2024 باليوم العالمي للسلامة والصحة المهنية داخل العمل ولأننا نهتم بكل ما يخص العاملات في شأن السلامة والصحة المهنية داخل بيئة العمل من خلال عمل المؤتمر الدائم للمرأة العاملة نود ان نشير إلى أن جميع الإصابات والحوادث والأمراض المهنية وعدم الأمان النفسي في العمل تتسبب في معاناة انسانية لاحد لها سواء للعمال أو العاملات وأسرهم. لذلك ومع تعديل الفقرة الثانية من إعلان المبادئ والحقوق الأساسية في العمل في الدورة 110 لمؤتمر العمل الدولي 2022 لتشمل بيئة العمل بكل ما يحدث داخل العمل منذ بدايته وحتى نهايته خلال يوم العمل، نجدد التزامنا بتعزيز بيئة عمل آمنة وصحية للنساء العاملات للدور الحيوي الذي يقدمنه في مختلف القطاعات والمهن. ولأن النساء العاملات من أكثر الفئات تأثراً بالظروف غير الآمنة في مكان العمل، حيث يمكن أن يكون لديهن تحديات إضافية نتيجة للتمييز الجنسي وعوامل أخرى. لها علاقة بكونهن نساء وأمهات وحوامل من المهم بذل جهود مضاعفة لحماية صحتهن وسلامتهن وتوفير بيئة عمل صحية وآمنة بالنسبة لهن.

حيث تشمل تأثيرات السلامة والصحة المهنية على النساء العاملات عدة جوانب، منها:

قد تكون النساء العاملات أكثر عرضة للتعرض لبعض المخاطر المهنية مثل التحرش الجنسي، والإجهاد النفسي، والإرهاق الجسدي نتيجة لظروف العمل القاسية، من ناحية أخرى ونتيجة عمل البعض منهن في مصانع للأدوية أو النسيج قد يتأثرن ببعض الأمراض المهنية التي تؤثر على صحتهن خاصة الحوامل والمرضعات حيث تأثير الكيماويات يمكن أن يكون مدمرًا إذا لم يتم التعامل معه بحذر واتخاذ التدابير الوقائية اللازمة

مثل :

 تعرض العديد من النساء العاملات في قطاعات مثل الصناعات الكيميائية والتنظيف والزراعة للمواد الكيميائية الضارة أثناء العمل. هذه المواد الكيميائية يمكن أن تتسرب إلى الجسم من خلال الجلد أو الاستنشاق، مما يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة كالحساسية، والتسمم، والأمراض المزمنة.

 كذلك في بعض الوظائف قد يؤدي إلى مشاكل في الجهاز التنفسي، مثل التهاب الشعب الهوائية، والربو، وضيق التنفس، نتيجة للاستنشاق المتكرر للغازات السامة والجسيمات الضارة.

 التأثير على الجلد والعيون: والذى يسبب تهيج الجلد والحساسية، وحتى التسمم الجلدي في حالات الاتصال المباشر بالبشرة. كما يمكن أن يتسبب التعرض للكيماويات في العيون في التهابات وتهيج العينين.

 كما تشير الدراسات إلى أن التعرض للمواد الكيميائية يمكن أن يؤثر على الصحة الإنجابية للنساء، مثل زيادة خطر الإصابة بالعقم، والتشوهات الخلقية للجنين، وزيادة خطر الإصابة بسرطان الثدى والرحم.

كل ذلك في الوقت الذى لا يتم اتخاذ الاحتياطات الوقائية اللازمة مثل استخدام معدات الوقاية الشخصية كالأقنعة والقفازات، وتوفير التدريب المناسب حول كيفية التعامل مع المواد الكيميائية بشكل آمن، وتوفير بيئة عمل نظيفة وجيدة التهوية فضلا عن التوعية، والتفتيش المستمر على استخدام أدوات السلامة والصحة المهنية والكشف الدوري على العاملات بما يضمن سلامتهن وصحتهن.

 في هذا الإطار يمكن استخلاص المطالب التالية:

o ضرورة تطبيق إجراءات وقائية صارمة في مختلف المنشآت والقطاعات العاملة بالكيماويات، بما في ذلك توفير معدات الحماية الشخصية وتوفير تدريبات عن كيفية التعامل الآمن مع المواد الكيميائية.

o توفير بيئة عمل صحية وجيدة التهوية في مكان العمل، وذلك من خلال اتخاذ إجراءات للتخلص من المواد الكيميائية الضارة بشكل آمن.

o كما ندعو إلى تعزيز حق العاملات في الوصول إلى بيئة عمل آمنة وصحية، وحقهن في التدريب على كيفية التعامل الآمن مع المواد الكيميائية واستخدام المعدات الوقائية.

o كذلك نطالب بضرورة تشديد الرقابة على استخدام المواد الكيميائية في مختلف الصناعات، وضمان تطبيق التشريعات المتعلقة بسلامة وصحة العاملات.

o أيضا أهمية توفير برامج توعية وتثقيف للنساء العاملات حول مخاطر التعرض للكيماويات في مكان العمل، وكيفية الوقاية منها والتعامل معها بشكل آمن.

ويتطلع المؤتمر الدائم للمرأة العاملة إلى رؤية هذه المطالب تحظى بالاهتمام الجدي والتنفيذ الفعال، حتى نحقق تقدماً حقيقياً نحو المساواة والعدالة في مكان العمل

المؤتمر الدائم للمرأة العاملة

29 /4 /2024